ارتفعت مساحة الأراضي التي شهدت تصحّراً في غابات الأمازون بشكلٍ دراماتيكي في ظلّ حكم الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو، وسط مخاوف من أن تكون مواقفه البيئية أدّت إلى تمكين أولئك الذين يسعون إلى تحويل أهمّ مناطق العالم المعروفة بتنوّعها البيولوجي، إلى أراضٍ زراعيّة.
وفي وقت سابق، أنكر الرئيس بولسونارو مراراً مسؤوليته عن محاولات تقليص حجم غابات الأمازون من قبل قاطعي الأشجار وأصحاب المواشي غير الشرعيين ممّن اعتُبِروا الجهة الملامة جزئياً عن اندلاع الحرائق التي اجتاحت الغابات المطيرة في صيف 2019 متسببةً في إحراق ما يوازي 2,24 مليون هكتاراً من الأراضي التي كانت تنبض بالحياة في الماضي القريب.
في المقابل، أظهرت بيانات صادرة عن "المعهد الوطني البرازيلي لأبحاث الفضاء" تشمل فترة ولايته [بولسينارو] الرئاسية أنّ المعهد رصد مساحة 9166 كيلومتراً مربعاً من الغابات المطيرة التي تعاني من خطر التصحّر خلال 2019، بالمقارنة مع حوالى 4946 كيلومتراً مربعاً في 2018.
في السياق نفسه، اعتُبرِت تحذيرات سجّلها نظام "دِتِر" الذي يعمل بصورة مستمرة في الكشف عن إزالة الأحراج في البرازيل على مدار الساعة ويُعتبر طريقة رسمية لقياس زوال الغابات في البلاد، بمثابة دلي إضافي ضدّ بولسونارو. وتلقت تلك البيانات دعماً في الاتجاه نفسه من بيانات صدرت في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي عن الوكالة نفسها، وأظهرت أنّ عمليّة التصحّر ارتفعت بـ30% منذ 2018 لتبلغ 9762 كيلومتراً مربعاً.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي سياقٍ متّصل، حذّر تاسو أزيفيدو، منسّق مجموعة "ماب بيوماس" التي ترصد معدّل تدمير الغابات بأنّ 2020 قد يكون أشد سوءاً بالنسبة إلى الغابات المطيرة ما لم تتخذ تدابير طارئة استعداداً لموسم الجفاف هذا العام. وأضاف أزيفيدو، "من المتوقّع أن يكون هذا العام أسوأ من سابقه إلّا إذا تحقّق اختراق كبير خلال الشهرين أو الثلاثة أشهر القادمة لتجنّب ذروة موسم زوال الأحراج التي تبدأ في شهر مايو (أيار)".
يُذكر أنّ الغابة المطيرة الأكبر في العالم [الأمازون] تقع بشكلٍ شاسعٍ ضمن الحدود البرازيلية، تقف كرادعٍ وحاجزٍ منيع ضدّ الاحتباس الحراري بسبب الكميات الضخمة التي تمتصها تلك الغابات من ثاني أكسيد الكربون الذي يسهم في تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري.
وكذلك تزوّد الأمازون البرازيل بالطاقة الكهرومائية، فضلاً عن أنّ أمطارها الغزيرة تساهم في قيام زراعةٍ خالية من الريّ الآلي.
تجدر الإشارة إلى أنّ دراسة نُشرت في مجلة "ساينتيفيك ريبورتس" في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي وجدت أنّ الحرائق والدخان الأسود المتصاعد من الغابات المطيرة شكّلت السبب المباشر لذوبان الكتل الجليدية في جبال الأنديز التي تبعد أكثر من ألف ميل عنها.
وشرح الدكتور نيوتن دو ماغالهاس، المؤلف الرئيسي للدراسة بأنّ "احتمال زيادة ذوبان الجبال الجليدية وارد بفعل اسوداد الثلج بأثر قدرة الكربون الأسود أو جسيمات الغبار [التي تنجم عن الحرائق] في عكس كمية أقلّ من ضوء الشمس [إلى الخارج، ما يعني بقاء كميات كبيرة منه في طبقات الغلاف الجوي]."
ووجدت دراسة منفصلة أجرتها جامعة "ريو غراندي دو سول" الفدرالية عام 2016 أنّ مساحات مناطق مغطاة بالجليد في سلسلة جبال الأنديز، قد انخفضت إلى النصف تقريباً منذ سبعينيات القرن الماضي.
© The Independent