هزّت شركة آبل، أكبر شركة تكنولوجية في العالم، الأسواق العالمية أمس الثلاثاء، مع إعلانها التأثر بشكل مباشر من تفشي فيروس كورونا، لتصبح ضحية جديدة للفيروس الذي يُخشى من انتشاره.
وهبطت البورصات الأميركية والأوروبية واليابانية بعد تحذير "آبل" من أنها قد "لا تتمكن من تحقيق هدف مبيعاتها الفصلية للربع الأول من العام"، والذي وضعته قبل ثلاثة أسابيع فقط.
وقالت "آبل" إن مرافق التصنيع في الصين التي تنتج هواتف "آيفون" تعمل بوتيرة أبطأ من المتوقع، ما يعني أن مبيعاتها ستتأثر في الأسواق العالمية، حيث سيكون هناك عرض أقل.
انخفاض الطلب على الهواتف الذكية
وفي أواخر يناير (كانون الثاني)، توقعت "آبل" إيرادات بين 63 و67 مليار دولار للربع الأول الذي ينتهي في مارس (آذار)، بحسب بيانات "رويترز"، لكنها أوضحت أمس أن "تلك التقديرات كانت أوسع من النطاق الطبيعي نظراً لحالة عدم التيقن التي أحدثها تفشي الفيروس". ولم تقدّم تقديراً جديداً للإيرادات أو توقعات الأرباح تزامناً مع أحدث تحذير.
ويتوقع المحللون أن يؤدي انتشار الفيروس إلى خفض الطلب على الهواتف الذكية بمقدار النصف في الربع الأول من العام الحالي في الصين التي تعتبر أكبر سوق لهذه الأجهزة في العالم.
هبوط "وول ستريت"
وأدى هذا التطور حول تأثير فيروس كورونا على الاقتصاد والشركات متعددة الجنسية إلى هبوط "وول ستريت" أمس، حيث نزل مؤشر "داو جونز" الصناعي 0.56 في المئة، بينما تراجع مؤشر "ستاندرد آند بورز" 0.29 في المئة، في وقت تماسك مؤشر "ناسداك" وارتفع بشكل طفيف0.02 في المئة.
وفي اليابان، تراجعت الأسهم اليابانية حيث أغلق مؤشر "توبكس" بنسبة 1.3 في المئة، وهي أدنى مستوياته فيما يقرب من أربعة أشهر، بحسب بيانات "رويترز"، إذ باع المستثمرون أسهم شركات التكنولوجيا بعد انتشار تحذير آبل. ونزل المؤشر نيكي القياسي 1.4 في المئة إلى أدنى مستوى في أسبوعين.
أوروبا تهوي أيضاً
كذلك الحال في أوروبا، حيث هبطت الأسهم الأوروبية أمس، حيث أنهى المؤشر ستوكس 600 الأوروبي منخفضاً 0.4 في المئة متراجعاً عن مستويات قياسية مرتفعة سجلها في جلسة الاثنين.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وجاءت أسهم شركات أشباه الموصلات والرقائق الإلكترونية بين أكبر الخاسرين مع تضررها من تحذير آبل، وهو ما دفع مؤشر قطاع التكنولوجيا الأوروبي ليغلق منخفضا 0.7 في المئة.
وفي ظل هذه التطورات، يراقب المستثمرون مستوى الخسائر على ثاني أكبر اقتصاد في العالم، حيث تحاول الصين أن ترسل مؤشرات عن تمكنها من تجاوز الأزمة.
ونقلت "رويترز" عن التلفزيون الرسمي الصيني أن الرئيس شي جين بينغ، أمس الثلاثاء، قال إن بلاده "يمكنها أن تحقق النمو الاقتصادي المستهدف للعام 2020 رغم التأثير الذي أحدثه تفشي فيروس كورونا الجديد".
وأضاف بينغ أن "الاقتصاد ما زال متيناً مع بلوغ جهود السيطرة على تفشي الفيروس مرحلة حاسمة".
الذهب يكسب الجولة
لكن هذه التطمينات لم تترك أثرها لدى المستثمرين الباحثين عن ملاذات آمنة في هذا الوقت انتظاراً لعبور العاصفة. فقد لجأ المستثمرون إلى الذهب كملاذ آمن مع تصريحات "آبل" التحذيرية، وقفزت الأسعار أكثر من واحد في المئة أمس الثلاثاء متجاوزةً مستوى 1600 دولار للأوقية (الأونصة).
وفي أواخر جلسة التداول، سجل الذهب في المعاملات الفورية 1600.50 دولار للأوقية، مرتفعاً 1.25 في المئة، بعد أن قفز في وقت سابق من الجلسة إلى 1605.10 دولار، وهو أعلى مستوى له منذ الثامن من يناير (كانون الثاني)، بحسب بيانات "رويترز".
وصعدت العقود الأميركية للذهب 1.1 في المئة، لتبلغ عند التسوية 1603.60 دولار للأوقية.
هدوء بأسواق النفط
وهدأ النفط من موجة الهبوط التي أصابته في الأسابيع الماضية، حيث أغلقت الأسعار بلا تغير يذكر. وأنهت عقود خام القياس العالمي "مزيج برنت" جلسة التداول مرتفعةً ثمانية سنتات لتبلغ عند التسوية 57.75 دولار للبرميل.
وأغلقت عقود خام القياس الأميركي غرب تكساس الوسيط عند 52.05 للبرميل، وهو نفس المستوى الذي سجلته عند التسوية في جلسة الاثنين الماضي.