وسط آمالٍ بأثر اقتصاديّ محدود لتفشي فيروس كورونا، بدأت أسعار النفط، اليوم الأربعاء، الصعود، إذ زاد خام برنت للجلسة السابعة على التوالي.
في الوقت ذاته دعّمت الأسعار المخاوف بشأن المعروض بعد تحرّك الولايات المتحدة لخفض إمدادات الخام الفنزويلي للسوق .
وسجّل خام برنت 51 سنتاً أو 0.9 في المئة إلى 58.26 دولاراً للبرميل، بينما زاد الخام الأميركي 55 سنتاً، ما يعادل 1.1 في المئة إلى 52.60 دولار للبرميل.
الصين تواجه الصعوبات
وما زالت الصين، ثاني أكبر اقتصاد بالعالم، "تواجه صعوبات في استئناف الإنتاج الصناعي" بعد فرض عزل على مدن، وقيود سفر صارمة لاحتواء الفيروس، الذي أودى حتى الآن بحياة أكثر من ألفي شخص، لكن المستثمرين "ما زالوا متفائلين" بأن الأثر الاقتصادي "لن يدوم طويلا"ً.
وقالت وكالة التصنيف ستاندرد آند بورز، إنها تتوقّع أن يوجّه الفيروس "ضربةً على المدى القصير" إلى النمو الاقتصادي بالصين خلال الربع الأول.
وارتفع برنت نحو 10 في المئة، منذ أن هوى خلال الأسبوع الماضي إلى أقل مستوى منذ بداية العام الحالي، ولقي أحدث دعم من قرار أميركي أمس الثلاثاء بإدراج وحدة تجارة تابعة لشركة النفط الروسية روسنفت على قائمة سوداء.
وقالت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إنها "تقدّم دعماً مالياً لحكومة فنزويلا"، وفرضت الولايات المتحدة "عقوبات" على روسنفت تريدينح، ومقرها جنيف.
وتتلقّى أسعار الخام أيضاً الدَّعم من آمال بأن منظمة البلدان المصدرة البترول (أوبك) وحلفاءها "سيرفعون تخفيضات الإمدادات".
وتكبح ما تُعرف بمجموعة "أوبك +" الإمدادات لدعم الأسعار، وتجتمع الشهر المقبل لاتخاذ قرار بشأن الرد على تراجع في الطلب ناجم عن فيروس كورونا.
أرامكو للتجارة تبرم اتفاقاً لشراء النفط الكويتي
على صعيدٍ متصل، نقلت (رويترز) عن مصادر أن شركة أرامكو السعودية لتجارة المنتجات البترولية "أرامكو للتجارة" أبرمت اتفاقاً جديداً لتامين إمدادات نفط خام طويلة الأمد مع مؤسسة البترول الكويتية التي تديرها الدولة، يُمكن معالجتها في مصاف مملوكة لأرامكو بآسيا.
وقالت ثلاثة مصادر مطلعة، إن أرامكو للتجارة "وقّعت أول عقد لخام التصدير الكويتي مع المؤسسة هذا العام".
وأرامكو للتجارة الذراع التجارية لشركة أرامكو السعودية المملوكة للدولة، وهي أكبر شركة لتصدير النفط بالعالم. وذكر أحد المصادر، أن أرامكو للتجارة "ستحدد حجم المشتريات كل شهر".
ورفضت أرامكو ومؤسسة البترول الكويتية التعقيب . وعقْد توريد الخام الكويتي يأتي إلى جانب صفقتين سنويتين أبرمتهما أرامكو للتجارة في أواخر العام الماضي لشراء نفط من إيطاليا واليونان في عام 2020.
وذكرت المصادر، أن الصفقات تتيح لأرامكو التوسّع في مصادر التوريد عالمياً من خارج السعودية لتأمين قيم لأنشطة التكرير والبتروكيماويات التي تتوسع فيها أرامكو بآسيا.
كما أن العقود تعزز كمية النفط التي تتداولها أرامكو للتجارة، وتتيح لها السيطرة المباشرة على الوجهات التي يمكن أن تحول إليها النفط الفائض حين تكون الأسعار مواتية، حسب المصادر.
ونزلت صادرات النفط السعودية 14.6 في المئة خلال 2019 مقارنة بها قبل عام إلى 5.8 مليون طن حسب بيانات جودي، وتقول الشركة، على موقعها الإلكتروني، إنها "تستطيع تصدير ما يصل إلى 10 ملايين طن من النفط سنوياً".
وتمتلك أرامكو حصصاً في مشروعات تكرير وبتروكيماويات في موقعين بالصين، وواحد باليابان، وآخر بماليزيا، وتمتلك حصة أغلبية في مصفاة إس - أويل كورب في كوريا الجنوبية، حسب موقع الشركة.
سلطنة عمان تمنح امتيازاً جديداً للتنقيب
إلى ذلك ذكرت وزارة النفط والغاز في سلطنة عمان، على "تويتر"، اليوم الأربعاء، أنها وقّعت اتفاقاً لتقاسم الإنتاج مع شركتي توتال الفرنسية وبي. تي. تي. إي. بي التايلاندية للاستكشاف والتنقيب عن الغاز غير المصاحب بمنطقة الامتياز رقم 12.
وقالت الوزارة، إن "توتال للاستكشاف والإنتاج هي المُشغل للمنطقة البالغة مساحتها 9546 كيلومتراً مربعاً الواقعة في وسط عمان"، وهي تحوز 80 في المئة من حقوق المشاركة في المشروع المشترك، بينما تملك "بي. تي. تي. إي. بي" النسبة الباقية. وبموجب الاتفاق، ستنفذ الشركتان عمليات مسح سيزمي ودراسات جيولوجية وجيوفيزيائية، وستحفران آباراً استكشافية.
مِن جانبها قالت المؤسسة الوطنية الليبية للنفط، في بيان، إن إنتاج الخام في ليبيا تراجع إلى 123 ألفاً و537 برميلاً في اليوم بحلول الثلاثاء الـ18 من فبراير (شباط).
وأضاف البيان، الخسائر الناجمة عن إغلاق حقول ومرافئ وخطوط أنابيب للنفط "تجاوزت 1.7 مليار دولار".
وجددت المؤسسة دعواتها إلى إنهاء "الإقفالات غير المسؤولة، والمخالفة القانون لمنشآتها، والسماح لها باستئناف عمليات الإنتاج فوراً".
توقعات بارتفاع إنتاج النفط الصخري
في الوقت ذاته، أظهرت بيانات من إدارة معلومات الطاقة الأميركية، أمس، أن إنتاج النفط الصخري بالولايات المتحدة من المتوقع أن يرتفع بنحو 18 ألف برميل يومياً في مارس (آذار) إلى مستوى قياسي عند 9.18 مليون برميل يومياً، مدفوعاً بمكاسب في حوض برميان.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ومع هذا، فإنه من المتوقع أن يبقى الإنتاج "مستقراً أو ينخفض في ستة من سبعة تشكيلات صخرية رئيسة".
وأشارت البيانات إلى أن إنتاج النفط في حوض برميان، أكبر التشكيلات الصخرية والواقع في تكساس ونيو مكسيكو، من المنتظر أن يرتفع بمقدار 39 ألف برميل يومياً إلى مستوى قياسي جديد عند 4.86 مليون برميل يومياً، وستكون تلك أصغر زيادة شهرية منذ سبتمبر (أيلول).
ومن المتوقع أن يهبط الإنتاج من منطقة باكن في نورث داكوتا ومونتانا بنحو 2000 برميل يومياً إلى نحو 1.47 مليون برميل يومياً ليواصل التراجع للشهر الرابع على التوالي.
وأظهرت البيانات أيضاً أن إنتاج الغاز الطبيعي الأميركي من الأحواض الصخرية الكبيرة من المتوقع أن ينخفض لثالث شهر على التوالي في مارس (آذار)، ليسجل أكبر هبوط منذ يناير (كانون الثاني) 2019.