ادّعى الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، في أثناء مخاطبته لقاءً حاشداً في مدينة لاس فيغاس، أن المرشّحة "الديموقراطية" لانتخابات الرئاسة إليزابيث وارن تعدّ "هندية" لأنها تمتلك "عظام وجنتين مرتفعة"، مجدّداً وصفها مرّة أخرى بإسم "بوكاهونتاس"، في إشارة ساخرة إلى مزاعمها السابقة بأنها تنحدر من سلالة الأميركيّين الأصليّين.
ولم يتوانَ ترمب في وقتٍ لاحق عندما كرّر نعت وارن بـ "بوكاهونتاس"، عن وصفها بأنها "حقيرة" بعد أدائها يوم الأربعاء خلال مناظرة الانتخابات الأولية في الحزب "الديموقراطي"، التي واجهت فيها بقوّة عدداً من منافسيها المرشّحين للرئاسة.
وكان قد سبق لدونالد ترمب أن ووجه بانتقادات كثيرة اتّهمته بالعنصرية من جانب قادةٍ من الأميركيّين الأصليّين، لتشبيهه إليزابيث وارن بـ "بوكاهونتاس"، والإشارة إلى الأميركيّين الأصليّين على أنهم من "الهنود"، ومع ذلك يواصل ترمب العودة إلى هذه المحطة الكلامية خلال تجمّعات حملته الانتخابية. وقد تمّ لومه أيضاً على قيامه بإطلاق دعاباتٍ ساخرة عبر حسابه على "تويتر" تشمل حوادث تاريخية من الإبادة الجماعية ضدّ الأميركيين الأصليّين.
وفي فبراير (شباط) من العام 2019، كتب الرئيس الأميركي تعليقاً على إعلان وارن ترشّحها للرئاسة، في تغريدة له عبر حسابه الشخصي على "تويتر"، ختمه قائلاً "أهلاً بكِ في حملة "ترايل" يا ليز!" وتم تفسير ذلك على نطاق واسع، بأنها إشارة إلى عبارة "تريل أوف تيرز" Trail of Tears، التي تعيد إلى الذاكرة سلسلة عمليات النقل القسري من منطقة إلى أخرى التي قامت بها الحكومة ضدّ الأميركيّين الأصليين في ثلاثينيّات القرن التاسع عشر والتي أدّت إلى وقوع عدد لا يحصى من الوفيات.
وكان إبن الرئيس الأميركي "دونالد ترمب جونيور" قد تجاوب على حسابه الخاص على "إنستغرام" مع نعوت والده مستخدماً كلمة "متوحّشة" كما وصفها ترمب الأب في ذلك الوقت- وهذا إما "موقف عديم الإحساس ومثير للصدمة"، أو بأنها "اختيار مقصود تقشعر له الأبدان".
وكان الرئيس الأميركي قبل شهرٍ من ذلك قد صوّب في تغريدة أخرى على وارن، عندما تحدّث عن مذبحة "الركبة الجريحة" المعروفة بـ Wounded Knee، وهي مجزرة وقعت أحداثها في العام1890 في ولاية داكوتا الجنوبية وأسفرت عن مقتل مئات من الأميركيّين الأصليّين العزّل على يد القوات الأميركية.
وكانت المرشّحة "الديموقراطية" قد تعرّضت من جانبها للانتقاد بسبب إشارتها إلى تراثها الأميركي الأصلي. وكان اختبارٌ للحمض النووي قد أظهر أن أجدادها هم من الأميركيّين الأصليّين، لكن متحدّثة بإسم مؤسسة Cherokee Nation (أو "أمة التشيروكي") ردّت بالقول إن الانتماء إلى قبيلة "تشيروكي" متجذّر في قرون من الثقافة والقوانين، وليس من خلال اختبارات الحمض النووي". الأمر الذي دفع بوارن إلى التقدّم باعتذار من "تشيروكي نايشن".
وفي ديسمبر (كانون الأول) العام الماضي، وقّع ترمب ثلاثة تشريعات من شأنها أن تؤثّر إيجاباً على الأميركيّين الأصليّين. وتتضمن مشاريع القوانين هذه تعويضاً مالياً لقبيلة "سبوكين" Spokane عن فقدانها أراضيها في منتصف القرن العشرين، إضافةً إلى إعادة السماح بتمويل برامج تعليم اللغة الأم للمواطنين الأميركيّين الأصليّين، والاعتراف الفيدرالي بقبيلة Little Shell Tribe of Chippewa Indians في ولاية مونتانا شمال غرب الولايات المتّحدة.
وقال الرئيس الأميركي في بيان له "نواصل التزامنا الحفاظ على ثقافات الأميركيّين الأصليّين ولغاتهم وتاريخهم وحمايتها، فيما نحرص على ضمان الرخاء لجميع الأميركيّين الأصليّين وتأمين الفرص لهم".
© The Independent