Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل هناك تضخيم في تأثير الذكاء الاصطناعي على مستقبل المهن؟

التطور التقني جرد وظائف عدة من محترفيها فيما لا تزال أخرى "محمية" لأنها تقوم على العنصر البشري

70 في المئة من الشركات سوف تتبنى ثورة الذكاء الاصطناعي (فري بيك)

ملخص

تشير دراسة أجراها معهد ماكينزي العالمي إلى أنه بحلول 2030 قد يحتاج ما لا يقل عن 14 في المئة من الموظفين على مستوى العالم إلى تغيير مهنتهم بسبب التقدم في مجال الرقمنة والروبوتات والذكاء الاصطناعي.

أحدث الذكاء الاصطناعي بدخوله عالم الأعمال ثورة حقيقية في قيمة الوقت، وقدم خيارات مذهلة في ما يتعلق بالتحول السريع، مما أسهم في توفير الجهد والمال معاً، لكن ما زال هناك انقسام تباين شديد في الآراء حول تأثيره في أصحاب المهن بين متخوف ومتفائل.

وفي حين تشير دراسات عدة إلى أن المخاوف التي تروج لحجم سيطرة الذكاء الاصطناعي على سوق العمل مبالغ بها بعض الشيء في الأقل في الوقت الحاضر، وبنسبة جيدة على المدى البعيد، تكثر الدعوات اليوم إلى وضع هذه المخاوف في مكانها الصحيح على ضوء التطورات وبصورة متوازنة ودقيقة، بدلاً من زيادة التشتيت وإثارة المخاوف العامة.

وفي حين يروج البعض لموضوع استحواذ الذكاء الاصطناعي على سوق العمل بكثير من الاستسهال، إلا أن الحقيقة أن الأمر ليس بهذه السهولة، فما زال أمام الذكاء الاصطناعي كثير من التحديات، إضافة إلى محدوديته في الجوانب التي تميز البشر.

تغييرات إيجابية

من المؤكد أن الذكاء الاصطناعي سيؤثر في طبيعة العمل في معظم القطاعات بصورة إيجابية، وأن الاستبدال القريب سيكون مقتصراً على المهام الروتينية والبعيدة من الإبداع والأصالة، مما سيعزز الكفاءة داخل القطاع من جهة وسيخلق فرص عمل جديدة في مجالات لم تكن موجودة من قبل من جهة أخرى.

وفي هذا السياق يؤكد عديد من محللي أبحاث السوق أن الذكاء الاصطناعي لديه القدرة على إحداث عديد من التغييرات الإيجابية في المجتمع، بما في ذلك تعزيز الإنتاجية وتحسين الرعاية الصحية وزيادة تلقي التعليم، وأن الأكثر تكيفاً واستعداداً سيكون حتماً الأكثر استفادة.

وبحسب مجلة "فوربس" فإن الذكاء الاصطناعي لديه القدرة على أن يكون من بين أكثر التقنيات إحداثاً للتغيير في الاقتصادات العالمية على الإطلاق، وأن مستقبله يوفر إمكانات وتطبيقات لا حصر لها من شأنها أن تساعد في تبسيط حياتنا من جهة وفي تشكيل مستقبل ومصير البشرية من جهة أخرى.

ويتحدث تقرير لمعهد ماكينزي غلوبال إن نحو 70 في المئة من الشركات ستتبنى ثورة الذكاء الاصطناعي وتعتمد نوعاً واحداً في الأقل من فئات تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، والأقل من النصف سيكون استوعب الفئات الخمس بالكامل بحلول عام 2030.

مهن مرشحة للاستبدال

ومن البديهي أن المهن التي تتضمن خطوات مكررة روتينية تتبع سياقاً ونمطاً محدداً بعيداً من الحاجة إلى التفكير والمنطق ستكون من نصيب الذكاء الاصطناعي، وبعض الوظائف بسبب طبيعتها ستكون أكثر ميلاً للاستبدال في قادم الأيام، مثل إدخال البيانات وجزء كبير من خدمة العملاء والجزء المتعلق بالإجراءات الروتينية في بعض الأعمال، لكن الاستبدال لن يكون كلياً بأي حال من الأحوال.

وتوصل تقرير لموقع Tech)) عن تأثير التكنولوجيا في مكان العمل لعام 2024، إلى أن تحسين سلسلة التوريد يعد العمل الأكثر احتمالاً لاستبداله الذكاء الاصطناعي به، ومعه البحث القانوني والتحليل المالي والصيانة التنبئية للأصول الثابتة بنسب متفاوتة، كما تشير تقديرات المنتدى الاقتصادي العالمي إلى أن 65 في المئة من وظائف البيع بالتجزئة يمكن أتمتتها بحلول 2025، لأسباب يتعلق بعضها بالتقدم التكنولوجي وارتفاع الكلف والأجور.

وذكر تقرير صادر عن بنك غولدمان ساكس الاستثماري أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يحل محل ما يعادل 300 مليون وظيفة بدوام كامل، ولكنه قد يعني أيضاً توفير وظائف جديدة وطفرة في الإنتاجية، ويتوقع التقرير أيضاً أن ثلثي الوظائف في الولايات المتحدة وأوروبا معرضة لدرجة معينة من أتمتة الذكاء الاصطناعي، وأن نحو ربع الوظائف يمكن تنفيذها بالكامل بواسطة الذكاء الاصطناعي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتشير دراسة أجراها معهد ماكينزي العالمي إلى أنه بحلول 2030 قد يحتاج ما لا يقل عن 14 في المئة من الموظفين على مستوى العالم إلى تغيير مهنتهم بسبب التقدم في مجال الرقمنة والروبوتات والذكاء الاصطناعي.

ويرجح أن يحل الذكاء الاصطناعي بنسبة كبيرة محل بعض الوظائف بحلول عام 2030، مثل خدمة العملاء، ففي معظم الأحيان تكون استفسارات العملاء ومشكلاتهم متكررة، ومن ثم يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتقديم إجابات آلية على الأسئلة المتداولة، وكذلك الوظائف المرتبطة بالاستقبال والمحاسبين أو ما يسمى بلغة السوق "مسك الدفاتر"، إذ توفر خدمات "مسك الدفاتر" المدعومة بالذكاء الاصطناعي نظاماً محاسبياً فعالاً يتسم بالمرونة والأمان، وأيضاً وظيفة مندوب المبيعات، ففي حين تحول التسويق نحو وسائل التوصل الاجتماعي يتيح التسويق المستهدف باستخدام الذكاء الاصطناعي إنشاء محتوى مخصص لأنواع مختلفة من الجماهير، والمجالات المتعلقة بالبحث والتحليل.

في حين يستبعد من احتمالية تهديد الذكاء الاصطناعي بعض الوظائف التي تتطلب تفاعلاً وتعاطفاً بشرياً، مثل مهنة التعليم، إذ يكاد يكون من المستحيل أن نحصل على تجربة تدريس رقمية بالكامل في المستقبل، والمحامون والقضاة نظراً إلى اعتماد عملهم على عنصر التفاوض والمجادلة والاستراتيجية وتحليل الحالة إضافة إلى الخبرة الشخصية والمعرفة، إذ هناك عامل إنساني يتعلق بالنظر في جميع جوانب المحاكمة واتخاذ قرار نهائي يمكن أن يغير حياة شخص بالكامل.

ولأسباب متشابهة ستستبعد مهنة علماء النفس والأطباء النفسيين والجراحين على رغم التطور التكنولوجي الحاصل في مجال الروبوتات، إضافة إلى أعضاء مجلس الإدارة والمديرين والمديرين التنفيذيين ومديري الموارد البشرية والمهن المرتبطة بالقيادة، والفنانين والكتاب الذين ترتبط أعمالهم بالإبداع والخيال والأصالة.

تطوير المهارات

يقول الخبراء إن الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي سيساعدان العمال من خلال خلق وظائف بنسبة أكبر مما يحتمل أن يسيطر عليه، إذ سيتطلب الذكاء الاصطناعي كمجال ناشئ بحثاً بشرياً مكثفاً وتعاوناً دؤوباً، لذا من الذكاء ركوب الموجة الحالية وتطوير المهارات الشخصية بخاصة تلك التي تميزنا على المستوى الإنساني وتلك اللازمة للتميز وإنجاز المهمة على أكمل وجه.

 

 

ووفقاً للأبحاث فإن الثقة في الذكاء الاصطناعي ليست عالية جداً في الوقت الحالي، إذ يشعر عدد كبير من الشركات بالقلق إزاء أخطار نماذج الذكاء الاصطناعي التي تولد معلومات مضللة وغير دقيقة، ومن ثم لا تشعر معظم الشركات بالارتياح لتسليم عملياتها بالكامل إلى الذكاء الاصطناعي، مما يعني أنه لا يزال هناك كثير من الوظائف والمهارات التي لن يتم استبدالها في المستقبل القريب.

لذا ينصح بتعزيز المهارات التقنية واكتساب الخبرة العملية من جهة، والتركيز على المهارات الناعمة من جهة أخرى، بخاصة أن الذكاء الاصطناعي لا يزال بعيداً من محاكاة الذكاء العاطفي والإبداع البشري، إذ في حين يتم تسليم بعض الأدوار والمهام للذكاء الاصطناعي، إلا أنه لا تزال هناك بعض المهارات الإنسانية القيمة التي يبحث عنها القائمون على التوظيف مثل مهارات التواصل وحل المشكلات وإدارة الوقت وإدارة الأفراد.

وينصح أيضاً بالتحلي بالمرونة والذكاء والقدرة على التكيف بسرعة مع الظروف المتغيرة والاستعداد لتحمل مسؤوليات جديدة والتوجه نحو مسارات وظيفية جديدة، وتبني نهج التعلم مدى الحياة.

اقرأ المزيد

المزيد من علوم