Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل استراتيجية أميركا العسكرية كافية في ظل المواجهة بين إيران وإسرائيل؟

يقول مسؤولون إن قوات الولايات المتحدة ليست في وضع يؤهلها لصراع كبير ومستدام في الشرق الأوسط

حاملة طائرات وسفن عسكرية أميركية في البحر الأبيض المتوسط في 31 ديسمبر 2023 (وزارة الدفاع الأميركية/أ ف ب)

ملخص

بعد هجوم "حماس" على إسرائيل واندلاع حرب غزة، سارعت الولايات المتحدة إلى إرسال الآلاف من قواتها إلى المنطقة، لكن كثيراً من تلك القوات موجود على متن سفن حربية وطائرات ولا يتم نشرها إلا بصورة موقتة، وقد تكون تلك الاستراتيجية الأميركية القائمة على زيادة القوات محل اختبار الآن بعد أن كسرت إيران وإسرائيل حظر الضربات العسكرية المفتوحة ضد بعضهما بعضاً.

قد يشير نجاح الجيش الأميركي في مساعدة إسرائيل على التصدي لموجة هائلة من الصواريخ والطائرات المسيرة الإيرانية في مطلع الأسبوع الماضي، إلى أن واشنطن مستعدة عسكرياً بصورة جيدة لأي شيء يأتي لاحقاً، وذلك مع انتقال إيران وإسرائيل من حرب الظل إلى المواجهة المباشرة.

لكن مسؤولين أميركيين حاليين وسابقين يقولون إن القوات الأميركية ليست في وضع يؤهلها لصراع كبير ومستدام في الشرق الأوسط، وقد يتعين على وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إعادة النظر في الافتراضات في شأن الحاجات العسكرية في المنطقة إذا تفاقمت الأزمة.

وقال نائب مساعد وزير الدفاع السابق لشؤون الشرق الأوسط في إدارة دونالد ترمب مايكل مولروي "لا أعتقد أن لدينا كل القوى التي نرغب في أن تدعم إسرائيل إذا اندلعت حرب مباشرة بينها وبين إيران".

وعلى رغم أن طهران أشارت إلى أنها لا تعتزم الرد على ما يبدو أنها ضربة إسرائيلية أمس الجمعة، فإن الهجمات المتبادلة أثارت مخاوف من اندلاع حرب إقليمية لا يمكن التنبؤ بها، والتي تسعى الولايات المتحدة إلى منعها.

الوجود الأميركي المستدام

وفي الأشهر التي تلت الهجوم الذي شنته حركة "حماس" على إسرائيل وتسبب في حرب غزة التي أشعلت الاضطرابات في جميع أنحاء الشرق الأوسط، سارعت الولايات المتحدة إلى إرسال الآلاف من قواتها إلى منطقة كانت قد شهدت انخفاضاً مطرداً في الوجود الأميركي على مدى سنوات.

لكن كثيراً من تلك القوات الأميركية الجديدة موجود على متن سفن حربية وطائرات تتحرك داخل المنطقة وخارجها، ولا يتم نشرها إلا بصورة موقتة. وقد تكون تلك الاستراتيجية الأميركية القائمة على زيادة القوات محل اختبار الآن بعد أن كسرت إيران وإسرائيل حظر الضربات العسكرية المفتوحة ضد بعضهما بعضاً.

وقال جوزيف فوتيل، وهو جنرال متقاعد بالجيش قاد القوات الأميركية في الشرق الأوسط، "أعتقد أن ما يعنيه ذلك للجيش الأميركي هو أن علينا إعادة النظر في هذه الفكرة المتعلقة بالقدرات (العسكرية) الضرورية والمستدامة التي ينبغي لنا الحفاظ عليها في المنطقة".

وقال فوتيل ومسؤولون سابقون آخرون إن نجاح الجيش الأميركي في إسقاط الطائرات المسيرة والصواريخ الإيرانية السبت الماضي كان مدعوماً على الأرجح بمعلومات استخباراتية أميركية مفصلة سمحت لـ"البنتاغون" بتوقع توقيت وأهداف الهجوم الإيراني.

وأضاف فوتيل "أعتقد أن القلق الأكبر يتمثل في قدرتنا على مدى الاستجابة لفترة طويلة من الزمن".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

الحاجة إلى قوات أكثر

ويقول مسؤولون أميركيون إن إيران لا تريد على ما يبدو حرباً شاملة مع إسرائيل، وقد قللت طهران من أهمية الضربة التي نفذت أمس الجمعة. ومع ذلك يحذر الخبراء من أن الوضع لا يمكن التنبؤ به، خصوصاً مع استمرار الصراع بين إسرائيل و"حماس".

وقال الجنرال بالجيش الأميركي مايكل "إريك" كوريلا، الرئيس الحالي للقيادة المركزية، لأعضاء مجلس النواب الشهر الماضي، إنه طلب قوات أكثر مما أرسله "البنتاغون" إلى منطقته، وهو ما قالت إدارة الرئيس جو بايدن إنها مسألة أقل أهمية مقارنة بالتحدي الذي تمثله الصين، على سبيل المثال.

وفي شهادة مكتوبة أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب، قال كوريلا إن النقص الخطر في أصول الاستخبارات الأميركية واستهداف الخبراء واللغويين "يسهم في خلق الفجوات والقصور في قدرتنا على اكتشاف وإحباط المؤامرات وزيادة حرية الحركة" للمنظمات المتطرفة العنيفة.

وعلى رغم أن تعليقات كوريلا بدت أكثر تركيزاً على أفغانستان، فإن بعض النقص الاستخباراتي أثر بالفعل في الاستراتيجية الأميركية منذ بداية الحرب في غزة.

على سبيل المثال، قال المسؤولون إن الافتقار إلى التفاصيل حول مخزونات أسلحة ميليشيات الحوثيين قبل أن تبدأ الجماعة المتحالفة مع إيران بمهاجمة السفن التجارية في البحر الأحمر، جعل من الصعب تحديد تأثير الضربات المستمرة منذ أشهر على ترسانة الجماعة من الصواريخ والطائرات المسيرة.

التركيز على آسيا

ومع ذلك، يقول المسؤولون إن إرسال مزيد من القوات الأميركية إلى الشرق الأوسط وتعزيز الأصول الاستخباراتية على المدى الطويل قد يكون أمراً صعباً.

وقال مسؤول أميركي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته "من المفترض أن تكون آسيا هي محور التركيز".

وقال مسؤول آخر إنه لا يزال من غير الواضح إذا ما كان الجيش الأميركي مستعداً لسحب قواته من آسيا أو أوروبا، على رغم تزايد التوترات.

وقبل أكتوبر (تشرين الأول) 2023 كانت آخر مرة أرسلت فيها الولايات المتحدة آلاف القوات إلى الشرق الأوسط في عهد الرئيس السابق ترمب، خلال سلسلة من الإجراءات التصعيدية التي بلغت ذروتها بقتل الولايات المتحدة قاسم سليماني، أكبر قائد عسكري إيراني، والهجوم الصاروخي الانتقامي الذي شنته طهران على قاعدة عسكرية أميركية في العراق.

وأشار المسؤول الأميركي الأول إلى أن زيادة القوات في عامي 2019 و2020 كانت ممكنة، لأنه خلافاً للوضع الحالي لم تكن واشنطن مضطرة إلى تخصيص هذا العدد الكبير من الأفراد والموارد لأوروبا، وهو واقع جديد بعد الهجوم الروسي على أوكرانيا عام 2022.

وقال مولروي إنه يتعين على الولايات المتحدة تعزيز وضعها في الشرق الأوسط من دون التخلي عن تركيزها الأول على الصين. وأضاف "نحن في حاجة إلى نشر القوات على أساس أجواء الخطر الحالية. ومن الواضح أن الاتجاه الحالي... هو احتمال نشوب صراع أوسع بين دول في الشرق الأوسط".

المزيد من تقارير