قررت مدرسة رسمية الاستعانة بمعالج بيئي لأداء أعمال البستنة مع الأولاد في محاولة لمعالجة مشكلات الصحة النفسية لديهم.
وسيحظى تلاميذ مدرسة لوسلي فيلدز الابتدائية في مقاطعة ساري البريطانية بدعم متخصص في جلسات فردية لتعزيز صحتهم النفسية، من خلال سلسلة من النشاطات التي تجرى خارج الصفوف ومنها زراعة الفاكهة والخضار.
ومن المأمول أن تسهم هذه المقاربة التي تحمل عنوان "الطبيعة للرعاية" في مساعدة الأطفال على تفادي "مرحلة الأزمة" في صحتهم العقلية، فضلاً عن كونها دواءً مضاداً للأوقات التي يقضونها على شاشات التلفزيون والألعاب الإلكترونية.
وفي هذا السياق، أشارت أماندا بيدر، وهي مديرة المدرسة، إلى أن "الأمر غالباً ما يكون عبارة عن تأدية النشاطات التي تبدو عادية، وحيث يمكن للطفل الإفصاح عما يدور في رأسه أو الحديث عن المشكلات التي يواجهها".
ويأتي قرار المباشرة بهذه النشاطات وسط مخاوف من ازدياد في طلب الحصول على دعم الصحة النفسية والعقلية في أوساط المراهقين في ظل نقص في القدرة الاستيعابية للخدمات المتخصصة.
وفي وقتٍ سابق من العام الحالي، حذرت مفوضية شؤون الطفل من أن المملكة المتحدة متأخرة في الأقل بعشر سنوات عن تطوير خدمة صحة نفسية شاملة للأطفال.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقالت بيدر لـ "اندبندنت" موضحة، "ندرك أنه من الصعب للغاية مساعدة الأولاد في الحصول على خدمات الصحة العقلية إلى أن يدخلوا فعلاً في حالة الأزمة… نحن نعلم بأن التدخل المبكر والوقاية هما الحل ويشكل العلاج البيئي أحد اختصاصاتنا. فهو فريد ومختلف للغاية".
وأضافت مديرة المدرسة أن "أولاد هذا الجيل يواجهون تحديات لم يكونوا ليواجهونها لو انتموا إلى جيلي. إن عالم الانترنت كبير وواسع ويعني معه الولوج إلى الهواتف الخلوية بأن الأولاد على تواصل مع أقرانهم طوال الوقت بكبسة زر".
وتسعى المدرسة إلى إدخال "الجزمات والجاكيتات المضادة للمياه" في الزي المدرسي في المستقبل لتشجيع الأولاد على استكشاف المساحات الخارجية كجزء من المنهج التعليمي.
وأردفت بيدر"نعرف بأن الشاشات والألعاب الإلكترونية تؤثر تأثيراً هائلاً في رفاه الأولاد العاطفي. فغالباً ما نرى الأولاد يعيدون تمثيل الألعاب والاختبارات التي شاهدوها على الانترنت وهم لا يخضعون للرقابة عن كثب في غالبية الأحيان... نود توسيع آفاقهم ومنحهم الفرص ليلمسوا وجود أساليب أخرى للحصول على نشاطاتهم الترفيهية".
تجدر الإشارة إلى أن المعالج البيئي سيعمل بدوام جزئي مع الأولاد في المدرسة على أساس فردي، أي كل طالبٍ على حدة وفي مجموعات صغيرة أيضاً، وسيجري العمل خارج الصفوف مما سيمنح الطلاب إطاراً مريحاً للحديث بانفتاح مع الكادر التعليمي.
واعتبرت جيس بايلي، وهي التي أسست "مركز المعالجة البيئية" وتعمل فيه مديرة للمشاريع، أن "الشعور المتزايد للانفصال عن الطبيعة يؤثر في الأولاد من ذوي الحس المرهف، ومع ذلك بالكاد يأخذ المنهج الدراسي حاجة هؤلاء الطلاب إلى الاتصال الفعلي مع الطبيعة في الاعتبار… ويستخدم العلاج البيئي الطبيعة بشكل واعٍ لدعم الرفاه النفسي والتعافي. وعلى الرغم من أن أغلب العلاجات البيئية والبحوث تركزت على البالغين، تشير أدلة متزايدة إلى أن لذلك تأثيراً إيجابياً أيضاً على الصحة النفسية للأولاد".
وفي سياقٍ متصل، قال كريس تويدال، الرئيس التنفيذي لمنظمة "غيلدفورد للشراكة التعليمية" التي تدير المدرسة، إن "أماندا وفريقها أظهروا شجاعة ومخيلة كبيرين في معالجة المسائل الفعلية التي يواجهها الأولاد والتي بوسعها التأثير في التعليم. آمل بأن يلهم هذا الأمر مدارس أخرى على أن تحذو حذوها".
ومن جانبها، أشارت جولي ماك كولوش، مديرة السياسات في "جمعية قادة المدارس والكليات"، إلى أنه "لم يسبق لنا أن سمعنا عن استخدام معالج بيئي من قبل… ولكن غالباً ما تبحث المدارس عن طرق تمكنها من دعم صحة طلابها العقلية لطلابها، خصوصاً في وقت يعرب العديد من الشبان عن شعورهم بالتوتر والإجهاد".
© The Independent