عقب تعليق المغرب جميع الرحلات الجوية إلى أراضيه ضمن الإجراءات الوقائية للحد من انتشار فيروس كورونا، بات قطاع السياحة الأكثر تضرراً في البلاد. إذ يتوقع أن يُسجل المغرب خسائر تُقدر بـ 34 مليار درهم مغربي (حوالى 3.46 مليار دولار) على مستوى رقم المعاملات، ابتداءً من مارس (آذار) إلى نهاية السنة، حيث يحتل القطاع السياحي المرتبة الأولى بنسبة 22 في المئة من مجموع صادرات السلع والخدمات.
وضع مأساوي
آمال، شابة مغربية تعمل في فندق بمدينة أكادير، تعرب عن تخوفها من استمرار تعليق الرحلات الجوية، قائلة "أتمنى ألا تستمر الأزمة فترة طويلة، لأن المدن السياحية ستعيش وضعاً مأساوياً. فهذا القطاع يُعد مصدر رزق شريحة مهمة من المغاربة، مثل العاملين في الفنادق وسائقي التاكسي والمرشدين السياحيين. هناك تخوف كبير من استمرار الوضع على حاله".
وتُضيف "عندما أخبرني المشرف في الفندق أننا سنتوقف عن العمل، شعرتُ بالصدمة، لأنه لدي مصاريف كثيرة مطالبة بدفعها. لكن من جهة أخرى، يعد إغلاق الحدود الجوية خطوة مهمة جداً لكي لا ينتشر الفيروس".
انتهاء الكابوس
في المقابل، ترى سيلفيا، وهي سويسرية مقيمة في المغرب ومسؤولة عن بيت للضيافة في أكادير، أنه على الرغم من انتشار الفيروس في العالم، كان السياح يتوافدون إلى المغرب قبل إغلاق الحدود، ويعتبرونه وجهة مفضلة في هذه الفترة من السنة.
وتضيف "بمجرد أن أعلن المغرب إغلاق حدوده الجوية، غادر غالبية السياح المدينة، وننتظر انتهاء هذا الكابوس".
ووفق الكونفيدرالية الوطنية للسياحة، فإن قطاع الفندقة من المرتقب أن يخسر 15 مليار درهم مغربي (حوالى 1.5 مليار دولار)، إذا استمرت الأوضاع على هذه الحال.
ومن المتوقع أن يصل عدد السياح الذين سيخسرهم المغرب إلى حوالى 5.9 مليون سائح من مارس الحالي إلى نهاية السنة.
400 ألف وظيفة مهددة
وتُشير الكونفيدرالية الوطنية للسياحة إلى أنّ القطاع يُوفر أكثر من 400 ألف وظيفة، بدءاً من الفنادق والمطاعم ووكالات السفر وشبكات التوزيع والنقل البري وكراء السيارات.
وسيمس تضرر قطاع السياحة حوالى 3500 شركة مقاولة للإيواء السياحي، و500 شركة للتموين السياحي، و1450 وكالة سفر، و1500 شركة للنقل السياحي، و1500 شركة لكراء السيارات، وفقاً لإحصاءات الكونفيدرالية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وبلغ عدد السياح الأجانب الذين زاروا المغرب عام 2019 حوالى 12.9 مليون سائح، وارتفع 5.2 في المئة مقارنة مع عام 2018.
وحقق قطاع السياحة عائدات بلغت قيمتها 78.6 مليار درهم مغربي (حوالى 8 مليارات دولار) في 2019، بارتفاع 7.7 في المئة مقارنة مع 2018.
مطالب بدعم القطاع
وفي السياق ذاته، قال رئيس الكونفيدرالية عبد اللطيف القباج، عقب الاجتماع الأول للجنة اليقظة الاقتصادية، إنّ "التدابير التي تقترحها الكونفيدرالية لدعم القطاع في مواجهة تداعيات أزمة كورونا، تشمل تأجيل أو إلغاء أداء المساهمات الاجتماعية (الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي والصندوق المهني المغربي للمعاش)".
وأضاف أنه "من بين التدابير المقترحة، الإعفاءات الضريبية على الدخل والضريبة على الشركات والضريبة على القيمة المضافة".
ويشير إلى أنه "من بين التدابير المقترحة أيضاً تأجيل الاستحقاقات البنكية لمدة 12 شهراً والإبقاء على خطوط الائتمان، وفتح خطوط الاقتراض لمدة 12 شهراً مع تخفيض نسبة الفائدة إلى 2 في المئة خلال هذه الفترة".
واقترحت الكونفيدرالية على لجنة اليقظة الاقتصادية أن تلتزم الدولة (الإدارة، والمؤسسات العامة...) بتسديد الديون تجاه الفاعلين وتسريع استرداد الضريبة على القيمة المضافة.
صندوق خاص
وكان الملك المغربي محمد السادس دعا، قبل أيام، حكومة سعد الدين العثماني إلى استحداث صندوق خاص بتدابير مواجهة فيروس كورونا، لتعزيز المنظومة الصحية ودعم القطاعات المتضررة من تفشيه.
وأعلن صندوق الحسن الثاني للتنمية الاقتصادية والاجتماعية عن تقديم مساهمة بلغت مليار درهم مغربي، كما أسهم بالمبلغ نفسه كل من "بنك أفريقيا" وشركة "أفريقيا" التابعة لمجموعة "أكوا".
وانخرط في حملة التضامن، أعضاء مجلسي البرلمان بتقديمهم أجور شهر واحد، وأيضاً أعضاء الحكومة، ومجموعة من المؤسسات والشركات المغربية.