في أول أيام تطبيق قرار غلق الحانات والكازينوهات والكنائس وقاعات الرياضة، تشكلت الاثنين 23 مارس (آذار) صفوف طويلة من العاطلين من العمل الأستراليين أمام وكالات التشغيل في أنحاء البلاد، للمرة الأولى منذ عقود. في وقت قال رئيس الحكومة سكوت موريسون، إنه لا يستبعد أن يؤدي وباء الكورونا أو كوفيد-19 إلى أزمة اقتصادية مشابهة للكساد الكبير خلال ثلاثينيات القرن العشرين.
ركود غير مسبوق
وعقب 29 عاماً من النمو الاقتصادي، تقترب الجزيرة-القارة من الدخول في ركود على الرغم من تبني خطة مساعدة بقيمة 189 مليار دولار أسترالي (102 مليار يورو).
وتعطل موقع حكومي نتيجة العدد الكبير من الراغبين في تسجيل أسمائهم في قوائم المستفيدين من إعانات البطالة التي تمت مضاعفتها مؤقتاً لتبلغ قيمتها 259 يورو لأسبوعين.
وحاول ما يربو على 100 ألف شخص النفاذ إلى الموقع في وقت واحد، وفق ما أفاد وزير الخدمات العامة ستيوارت روبرت.
وفي حين يمكن أن يخسر عشرات آلاف الأشخاص وظائفهم، قال رئيس الحكومة إن مواطنيه يواجهون أزمة اقتصادية "غير مسبوقة منذ الكساد الكبير" الذي جاء نتيجة انهيار سوق الأسهم عام 1929.
إجراءات لستة أشهر
وصرح سكوت موريسون أمام البرلمان "في اللحظة التي نتحدث فيها، يقفون في طوابير أمام مكاتب سنتر لينك، وهو أمر يحصل على نطاق لم يكن يتخيل قبل بضعة أسابيع فقط".
وأضاف "لقد فقدوا عملهم، ونحن نعلم أن كثيرين آخرين سيلحقون بهم. هذه أكبر صدمة اقتصادية تشهدها أمتنا منذ أجيال".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقبل اتخاذ قرار غلق الخدمات غير الضرورية، منعت أستراليا دخول غير المقيمين وأغلقت الحدود بين بعض ولاياتها ومنعت التنقلات غير الضرورية.
وأشار موريسون إلى أن تطبيق الإجراءات يمكن أن يتواصل لحدود الستة أشهر، في حين تلوح في الأفق قيود جديدة للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد.
واعتبر أن حدثاً مثل هذا لا يحصل إلاّ "مرة كل مئة عام"، وسيكون 2020 "العام الأصعب في حياتنا".
وتراجع مؤشر سوق الأسهم الأسترالية ASX 200 بنسبة 38 في المئة منذ منتصف فبراير (شباط)، وسجل مزيداً من التراجع اليوم الاثنين ليبلغ أدنى مستوياته منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2012.
وسجلت أستراليا أكثر من 1600 إصابة وسبع وفيات بكوفيد-19.
صندوق مساعدات للدول الفقيرة
وفي غضون ذلك، تستعد النروج لإنشاء صندوق مساعدات للدول الفقيرة عبر الأمم المتحدة لمواجهة كورونا.
وأعلنت الاثنين عن نيتها إنشاء صندوق تمويلات داخل الأمم المتحدة يهدف إلى مساعدة الدول الفقيرة في مواجهة الفيروس، وقال وزير المساعدة في التنمية النروجي داغ-إينغيه أولستين، "نحن قلقون من الطريقة التي سيؤثر فيها الوباء في الدول النامية والتي تملك أنظمة صحية ضعيفة أصلاً".
وأضاف في بيان، "التضامن الدولي العابر للحدود هو الآن أهم من أي وقت مضى. ولذلك من المهم لنا أن نسهم مالياً بصندوق مماثل في الأمم المتحدة".
وأكدت النروج أن الصندوق سيبصر النور سريعاً، بفضل مساهمة جهات مانحة عدة، "وربما هذا الأسبوع"، من دون أن تعلن عن المبلغ الذي قدمته.
"ملايين" الأرواح معرضة للخطر
وتحظى المبادرة، وفق أوسلو، بترحيب من جانب نائبة الأمين العام للأمم المتحدة أمينة محمد.
وحذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الخميس، من أن "ملايين" الأرواح ستكون معرضة للخطر إذا لم يكن هناك تضامن عالمي، خصوصاً حيال الدول الأكثر فقراً، لمواجهة وباء كوفيد- 19.
وتجاوز عدد الإصابات بالفيروس عالمياً 324 ألف إصابة، في 171 بلداً ومنطقة، مع 14396 حالة وفاة على الأقل، بحسب حصيلة أعدتها وكالة الصحافة الفرنسية أمس الأحد.