قريباً قد يصبح استعمال الزلاقات الكهربائية (السكوتر) على طرق المملكة المتحدة قانونياً والبدء في أخذها مكان الدراجات التي تعمل بالوقود كجزء من خطة تبلغ قيمتها 90 مليون جنيه استرليني وتهدف إلى إحداث ثورة في التنقل في البلاد والمساعدة على تحقيق هدفها في وصول صافي الانبعاثات إلى صفر.
ضمن مراجعة واسعة للوائح النقل، حددت الحكومة ثلاثة مجالات جديدة ستكون مناطق اختبار لمجموعة من التدابير الجديدة التي تهدف إلى تحسين سلامة النقل وكفاءته واستدامته البيئية في الأماكن الحضرية.
وأفاد ألوك شارما، وزير الدولة لشؤون الأعمال والطاقة والاستراتيجية الصناعية، الذي سيرأس أيضاً المحادثات السنوية للأمم المتحدة المناخ في غلاسكو في نوفمبر(تشرين الثاني) المقبل، أن جعل وسائل النقل عديمة انبعاثات الكربون أمر أساسي لإنهاء مساهمة المملكة المتحدة في التغير المناخي. قائلاً: "يمكن لهذه المراجعة أن تخفض انبعاثات النقل من خلال جعل وسائل السفر الأكثر رفقاً بالبيئة في متناول عدد أكبر من الناس... ستساعد مناطق النقل المستقبلية أيضاً على تحفيز الابتكار المنخفض الكربون من خلال تزويد أفضل باحثينا وألمعهم بمرافق لاختبار تقنيات النقل النظيفة المستقبلية".
يذكر أن مبيعات الزلاقات والدراجات الآلية بلغت في العام الماضي أكثر من 25 ألف قطعة، مقابل 32.5 مليون سيارة تسير على الطرقات حالياً. على الرغم من كونها تشكل جزءاً صغيراً نسبياً من قطاع النقل، فلكهربة التنقل بعجلتين مزايا استراتيجية مهمة، وفقاً لتوني كامبل، الرئيس التنفيذي لاتحاد صناعة الدراجات النارية، الذي قال للاندبندنت: "إن مستقبل النقل، بخاصة في المدن، لم يعد يكمن في السيارة... هناك اتجاه نحو تنويع النقل الحضري".
وصرح مضيفاً بأنه عندما أصبحت السيارات في متناول اليد في البداية قبل بضعة عقود، سرعان ما اعتادت العائلات على الراحة التي توفرها المركبات الكبيرة. وقال: "لكن في مدن اليوم، الجوانب السلبية لهذا جسيمة: الازدحام وتلوث الهواء والمخاوف بشأن التغير المناخي... تصبح المركبات الكبيرة غير منطقية عندما يقوم شخص واحد باستخدام الكثير من السيارات. يجب أن يكون هناك تغيير في الثقافة، ويحتاج المصنعون إلى ابتكار منتجات تشجع الناس على تجاوز السيارة".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال مضيفاً إن الزلاقات الكهربائية ذات العجلتين لا تتطلب تركيب شبكة من نقاط الشحن في جميع أنحاء المدينة، وهو الأمر الضروري لنشر السيارات الكهربائية على نطاق واسع. وقال السيد كامبل: "يمكن شحن العديد من هذه المركبات الكهربائية الصغيرة في المنزل باستخدام قابس عادي، وعندما تصل إلى وجهتك، يمكنك إزالة البطارية وشحنها في المكتب تحت طاولتك".
واعترف بأن السكوتر الكهربائي لا يحظى عادة بشعبية في المملكة المتحدة بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة، لكن على كل حال "إذا قمت بإنشاء بيئة طرقية مختلفة تتوفر فيها مساحة لهذه المركبات، فإنها تقدم حلاً معقولاً. آمل في أن ترى الحكومة المشكلة بهذه الطريقة".
وقال آندي إيستليك المدير الإداري لـ"شراكة المركبات المنخفضة الكربون" بين القطاعين العام والخاص، للاندبندنت إن المركبة ذات العجلتين تعد منطقية في سياق التنقل الحضري المتكامل، حيث يمكن للناس المزج بين وسائل النقل الخاصة والعامة، ولكن لا تزال هناك فجوات تنظيمية تحتاج إلى معالجة، مثل سرعة السكوتر وأداء المكابح. مضيفاً: "من البديهي أنك تريد سيارتك أن تكون سريعة بما يكفي لتكون متوافقة مع حركة المرور على الطريق، لكن إذا كانت ستتحرك على الرصيف، فيجب ألا تكون سريعة جداً".
وفسر بطء اعتماد السكوتر الكهربائي الثنائي العجلة في بريطانيا قائلاً: "كانت حكومة المملكة المتحدة تأخذ موقع المراقب وتتابع البلدان الأخرى لمحاولة فهم كيفية تعاملها مع مختلف القضايا"، والآن حان الوقت لتكييف الدروس المستفادة مع البيئة الوطنية، كجزء من المشاورات الواسعة.
ستشمل التجربة الحكومية طائرات بلا طيار تم تكييفها لنقل الإمدادات الطبية من جزيرة آيل أوف وايت إلى مستشفيات في البر الرئيسي، والتي ستتمكن في النهاية من نقل مجموعات العلاج الكيميائي بشكل أسرع بكثير من النقل الطرقي والعبّارات.
قريباً، قد يتمكن المسافرون في غرب إنكلترا، وهي إحدى المناطق المصممة للتجربة، من الوصول إلى تطبيق قادر على حجز رحلة واحدة تستخدم وسائط نقل متعددة، وقد يكونون أول المتنقلين في سيارة ذاتية القيادة تربط بين مطار بريستول ووسط مدينة باث و نورذرن آرك.
© The Independent