عاودت أسعار النفط الارتفاع اليوم الأربعاء، بعد انخفاض استمر يومين، إذ تلقى الدعم من آمال بأن اجتماعاً بين أعضاء "أوبك" ومنتجين حلفاء سيطلق تخفيضات إنتاج تستهدف دعم الأسعار التي تراجعت في ظل جائحة فيروس كورونا.
وارتفع خام القياس العالمي برنت 21 سنتاً أو 0.8 في المئة إلى 32.08 دولار للبرميل بعد أن انخفض 3.6 في المئة أمس الثلاثاء، وصعد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 82 سنتاً أو 3.8 في المئة إلى 24.45 دولار للبرميل بعد أن هبط 9.4 في المئة في الجلسة السابقة.
ومن المتوقع على نطاق واسع أن يكون اجتماع من المقرر عقده عبر دائرة تلفزيونية مغلقة غداً الخميس، بين أعضاء منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" وحلفائها بمن فيهم روسيا، أكثر نجاحاً من اجتماع عُقد في أوائل مارس (آذار) الماضي، والذي تمخض عن فشل في تمديد التخفيضات إلى جانب حرب أسعار بين السعودية وروسيا وسط تراجع الطلب على النفط.
أسعار النفط متقلبة
لكن المخاوف تظل موجودة بشأن دور الولايات المتحدة في أي تخفيضات للإنتاج. وقال كيم كوانغ-راي، محلل السلع الأولية لدى سامسونج فيوتشرز في سول، إن "هناك متابعة عن كثب لما إذا كانت الولايات المتحدة ستنضم إلى أي تخفيضات للإنتاج مع استمرار تركيز الأسواق على اجتماع (أوبك)" لافتاً إلى أن "أسعار النفط متقلبة، إذ إن السوق في وضع الانتظار والترقب".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ومن المرجح أن تتفق السعودية وبقية أعضاء "أوبك" وروسيا، المجموعة المعروفة باسم "أوبك+"، على خفض الإنتاج لكن ذلك الاتفاق قد يتوقف على ما إذا كانت الولايات المتحدة ستنضم إلى التخفيضات. وقالت وزارة الطاقة الأميركية إن الإنتاج الأميركي ينخفض بالفعل من دون تدخل من جانب الحكومة.
وقالت إدارة معلومات الطاقة الأميركية، أمس، إن من المتوقع انخفاض إنتاج الولايات المتحدة من النفط الخام 470 ألف برميل يومياً، وأن الطلب من المقرر أن يهبط بنحو 1.3 مليون برميل يومياً في 2020.
روسيا والتخفيضات الطوعية
من جانبه، قال ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين اليوم الأربعاء، إن أي هبوط طبيعي في إنتاج النفط بسبب تراجع الأسعار منفصل عن التخفيضات الطوعية للإنتاج وهي جزء من اتفاقات مشتركة بين دول منتجة للخام.
وألمحت روسيا وأعضاء آخرون في "أوبك+" إلى أنه ينبغي على دول أخرى، وعلى الأخص الولايات المتحدة، الانضمام إلى التحرك هذه المرة، بعد أن استفادت من استقرار أسعار النفط على مدى سنوات حين كانت المجموعة تخفض الإنتاج طوعاً.
وامتنع بيسكوف عن الإفصاح عن موقف روسيا في الاجتماع المقبل، لكنه رداً على سؤال في مؤتمر عبر الهاتف مع الصحافيين بشأن ما إذا كان الانخفاض الطبيعي في إنتاج النفط بسبب ضعف أسعار الخام سيوضع في الحسبان، قال إن "هذا لا يعادل خفضاً مشتركاً". وأضاف "هناك بالتأكيد أنواع مختلفة من التخفيضات. أنت تقارن تراجعاً إجمالياً في الطلب مع تخفيضات تستهدف إحداث توازن في الأسواق العالمية. هذان مفهومان مختلفان ولا يمكن أن يكونا متساويين".
ارتفاع المخزونات الأميركية
من جانبه، ذكر معهد البترول الأميركي، أمس، أن مخزونات النفط الخام والبنزين في الولايات المتحدة قفزت الأسبوع الماضي متأثرة بهبوطٍ حاد في الطلب على الوقود في أرجاء البلاد بسبب جائحة فيروس كورونا.
وأظهرت بيانات من المعهد أن مخزونات الخام قفزت بمقدار 11.9 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في الثالث من أبريل (نيسان) لتصل إلى 473.8 مليون برميل، مقارنة مع توقعات بزيادة قدرها 9.3 مليون برميل. وتلك هي أكبر زيادة لأسبوع واحد في بيانات المعهد لمخزونات الخام منذ فبراير (شباط) 2017، وتأتي في أعقاب قفزة بلغت 10.5 مليون برميل في الأسبوع السابق عليه.
وزادت مخزونات البنزين 9.4 مليون برميل، وهي أكبر زيادة لأسبوع واحد منذ يناير (كانون الثاني) 2017 ومقارنة مع توقعات محللين استطلعت "رويترز" آراءهم لارتفاع قدره 4.3 مليون برميل. ويتزايد مخزون البنزين في أميركا بسبب هبوط حاد في الطلب على وقود السيارات.
وقال المعهد إن مخزونات الخام في مركز تسليم العقود الآجلة للخام الأميركي في كاشينح بولاية أوكلاهوما زادت 6.8 مليون برميل الأسبوع الماضي، وأظهرت البيانات أن استهلاك مصافي التركير من النفط الخام انخفض بمقدار 1.1 مليون برميل يومياً.
وأشارت البيانات إلى أن مخزونات نواتج التقطير، التي تشمل الديزل وزيت التدفئة، انخفضت بمقدار 177 ألف برميل مقارنة مع توقعات بزيادة قدرها 1.4 مليون برميل. وأظهرت البيانات أيضاً أن واردات الولايات المتحدة من النفط الخام الأسبوع الماضي تراجعت بمقدار 653 ألف برميل يومياً.