عمل فيسبوك أخيراً على حذف مجموعتي تواصل شائعتين على صفحاته، عملتا على الترويج لنظريّات مؤامرة لا أساس لها من الصحة، ربطت ما بين أبراج اتصالات الجيل الخامس 5G وتفشّي فيروس كورونا، لكن ما زالت عشرات المجموعات المماثلة في المقابل ناشطةً على منصّة عملاق التواصل الاجتماعي.
وقد أُزيلت صفحتا "Stop 5G UK" و"Destroy 5G Save Our Children" اللّتان تضمّان معاً أكثر من 62 ألف عضو، بعد تسجيل انتهاكاتٍ من الجهتين المشرفتين عليهما للسياسات التي يتّبعها فيسبوك في ما يتعلّق بنشر الجرائم والترويج لها.
وتواصل مجموعات أخرى على فيسبوك، تتألّف من عشرات الآلاف من الأعضاء نشر معلومات خاطئة عن الجيل الخامس من الاتصالات وفيروس كوفيد - 19، عبر الشبكة الاجتماعية التي تضمّ أكثر من ملياري مستخدم للتواصل الاجتماعي حول العالم.
وقد أشاد أعضاء جماعات ناشطة بهجمات الحرق المتعمّد الأخيرة لأعمدة الهواتف، وحضّوا على قيام انتفاضات مسلحة من شأنها أن تعطّل نشر تكنولوجيا الجيل المقبل من الهاتف المحمول. وكان قد تمّ باستمرار دحض النظريات التي تربط ما بين الجيل الخامس من الاتّصالات والمخاطر الصحية التي وصفها العلماء بأنها "هراءٌ محض".
وسلّطت جمعية "هوب نت هايْت" (أمل وليس حقد) الضوء على المجموعتين اللّتين حُذفتا، عندما أشارت في منشور لها على مدوّنتها، إلى أن مؤامرة الربط ما بين الجيل الخامس من الاتصالات وفيروس كورونا غالباً ما تُستخدم داخل مجموعات تواصل من هذا النوع، من أجل الدفع نحو مؤامرات خطيرة أخرى والحضّ على الكراهية.
وذكر المنشور الذي أدرجته المجموعة على صفحتها أن "الأشخاص الذين يبحثون عن معلومات عن الجدل المتعلّق بالجيل الخامس من الاتصالات ضمن مجموعات فيسبوك، سيجدون أنفسهم قريباً عرضة لعدد غير محدّد من نظريات المؤامرة البديلة، وكثير منها مرتبط بشكل طفيف بتقنية G5".
وأضاف أن "عدداً من هذه النظريات هو معادٍ للسامية بشكل ضمني أو صريح، وذلك من خلال تصوير أن الطرح الجديد لتقنية الجيل الخامس من الاتصالات وعددٍ من الجرائم المزعومة الأخرى يتحمّل المسؤولية عنه أفراد يهود بارزون أو منظّمات يهودية معروفة".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
في إطار آخر، سخرت المعلومات المضلّلة التي تداولتها المجموعتان المحذوفتان من على صفحات فيسبوك، من الإرشادات الصحية المصمّمة لكبح انتشار وباء فيروس كوفيد-19، من خلال الإيحاء بأن غسل اليدين واعتماد ممارسة التباعد الاجتماعي، لا يمنعا انتقال العدوى.
ويدّعي بعض أعضاء المجموعة أن فيروس كورونا ناجمٌ عن إشعاعٍ منبعثٍ من أبراج الجيل الخامس من الاتصالات، في حين يدّعي منظّرو مؤامرات أكثر تطرّفاً، أن الطفرة الأخيرة في دخول أشخاص إلى وحدات العناية المركّزة، هي نتيجة أمراض مرتبطة بتقينة G5 بدلاً من كوفيد-19.
وفي تعليق من المتحدث باسم شركة فيسبوك لم يتوجه فيه مباشرةً إلى المجموعات على وجه التحديد، قال إن مؤسسته تتّبع سياسةً مطبقة منذ عام 2019، تهدف إلى إزالة المعلومات الخاطئة الضارّة التي يمكن أن تلحق أذى جسدياً.
ويعتمد تعريف عملاق التكنولوجيا للضرر الجسدي على توجيه من السلطات الصحية، ويتضمن ذلك الادّعاءات الكاذبة التي يمكن أن تزيد احتمال الإصابة بالفيروس أو نشره، بما فيه الاعتقاد بأن الناس يموتون من التسمّم بإشعاع الجيل الخامس من الاتصالات بدلاً من فيروس كورونا.
وعلى الرغم من التزام هذه السياسة، يستمر نشر معلوماتٍ على فيسبوك تروّج لهذه الفكرة ضمن مجموعات التواصل الاجتماعي التي تتحدث عن نظريات المؤامرة في ما يتعلق بتقنية اتصالات G5، التي تابعتها "اندبندنت".
وجاء في أحد المقاطع التي يتم نشرها وتداولها على نطاق واسع: "لا أعرف ما إذا كنت على علم بها. لكن لا أحد سواء كان طبيباً أو مستشفى، رأى فيروس كورونا من خلال المجهر(...) إنّ ما يُسمّى فيروس كوفيد-19 اليوم، هو إشعاع 5G، في الهواء الذي نتنفّسه".
هذا المقطع المؤلّف من 900 كلمة، الذي نُشر على صفحة مجموعة 5G & Microwave Radiation على فيسبوك في 14 أبريل (نيسان) الحالي، يزعم بأن تقنية الجيل الخامس من الاتصالات، تقتل الكبار في السن، "لأنّ هؤلاء لا يستخدمون الهواتف كثيراً. بالتالي، لم يراكموا في أجسامهم إمكانية تقبّلها للإشعاعات".
وأعلنت شركة فيسبوك أنها ستجري تحقيقاً في تلك المجموعات وستتّخذ إجراءً إذا لزم الأمر. وقال متحدث باسمها لـ"اندبندنت": "إنّنا نتّخذ خطواتٍ صارمة لمنع المعلومات الخاطئة والمحتوى الضار من الانتشار على منصاتنا، وربط الناس بمعلوماتٍ دقيقة حول فيروس كورونا".
وختمت بالقول إنه "بموجب سياساتنا الراهنة لمكافحة المعلومات الخاطئة الضارّة، بدأنا بإزالة الادّعاءات الكاذبة التي تربط ما بين داء كوفيد-19 وتقنية الجيل الخامس من الاتصالات، والتي يمكن أن تؤدّي إلى إلحاق ضررٍ جسدي".
© The Independent