انخفضت المبيعات بالتجزئة في المملكة المتحدة خلال مارس (آذار) بأسرع معدل مسجل لها، مع تحذير المحلّلين من أن الأسوأ سيتأتى مع ظهور الأثر الكامل للتدابير المتخذة لوقف انتشار فيروس كورونا.
وأفاد مكتب الإحصاءات الوطنية بأن إجمالي المبيعات انخفض بنسبة 5.1 في المئة في الشهر السابق، وأن حركة بيع الملابس هوت بنسبة 34.8 في المئة.
وبدأ الحجر في 23 مارس، ما يعني أن البيانات لا تشمل سوى أسبوع واحد طُلِب خلاله إغلاق المتاجر.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقفزت مبيعات محال السوبرماركت بنسبة 10.3 في المئة وارتفعت مبيعات الكحول بنسبة 32.6 في المئة مع إغلاق الحانات والمطاعم وتخزين المتسوقين السلع.
وارتفعت المبيعات عبر الإنترنت بنسبة 8.3 في المئة في مارس، وازدادت قيمة مشتريات الأغذية بنسبة 17.9 في المئة. وعوضت محال السوبرماركت بعض الخسائر في مبيعاتها في المتاجر التقليدية بارتفاع بنسبة 47.4 في المئة في العائدات عبر الإنترنت.
وفي الإجمال، هبطت المبيعات بالتجزئة مع فشل الزيادات في التسوق عبر الإنترنت في التعويض عن المشتريات المتراجعة بسرعة داخل المتاجر.
وقالت ريان مورفي، رئيسة المبيعات بالتجزئة في "أو أن أس": "شهدت مبيعات التجزئة أكبر انخفاض شهري منذ بدأت الإحصاءات قبل أكثر من 30 سنة، مع تعويض المبيعات الغذائية القوية في شكل جزئي الانحدار الكبير في مبيعات الملابس والوقود.
"لكن الشركات التي تبيع بالتجزئة عبر الإنترنت فقط شهدت نمواً قوياً، ومن غير المستغرب أن يشهد كثير من المتاجر الكبرى أيضاً دَفعة في المبيعات عبر الإنترنت".
وستضيف الأرقام إلى المخاوف في شأن مستقبل متاجر الأسواق التقليدية، التي كانت تعاني بالفعل قبل أن يضرب فيروس كورونا. وتُعَد "ديبينهامس" و"ويرهاوس" و"أواسيس" من بين مؤسسات البيع بالتجزئة التي استدعت خبراء منذ إغلاقها أبوابها مؤقتاً الشهر الماضي. وأعلنت "كاث كيدستون" هذا الأسبوع أنها ستغلق كل متاجرها الـ60 وستلغي أكثر من 900 وظيفة.
وأعلنت "أسوشيتد بريتيش فود"، مالكة "بريمارك"، الاثنين، أن مبيعات الأخير هوت من 650 مليون جنيه إسترليني شهرياً إلى صفر. وكانت "بريمارك"، وهي سلسلة للأزياء الرخيصة، أعطت 68 ألف موظف إجازات ولا تمتلك خدمة عبر الإنترنت تبيع مخزونها من خلالها.
ولا يشكل إغلاق المتاجر الشغل الشاغل الوحيد للبائعين بالتجزئة، الذين يتعين عليهم أيضاً أن يتعاملوا مع انخفاض قياسي في ثقة المستهلك.
ومع توقع أن يكون أكثر من 11 مليون شخص عاطلين من العمل أو في إجازة، تبدو المؤشرات ضئيلة على تحسن هذا الوضع في المستقبل القريب.
وقالت فيونا سينكوتا، محللة السوق المالية في "غاين كابيتال": "ترصد البيانات فقط بداية الحجر، لذلك نعلم أن هذه الأرقام ستزداد سوءاً.
"وإضافة إلى هذا، من غير المرجح إلى حد كبير أن نشهد انتعاشاً سريعاً في قطاع البيع بالتجزئة في غياب لقاح (ضد فيروس كورونا).
"وحتى عندما تبدأ المملكة المتحدة في تخفيف القيود الخاصة بالحجر وإعادة فتح اقتصادها، فستُفرَض قيود على المتاجر بلا أدنى شك، مع تحديد لأعداد العملاء الموجودين في الوقت نفسه".
وقالت ليزا هوكر، مسؤولة قسم أسواق المستهلكين في "برايس ووتر هاوس كوبرز"، إن المبيعات ربما كانت سترتفع لو تمكنت محال السوبرماركت من زيادة التوصيل عبر الإنترنت بسرعة كافية لتلبية حاجات العملاء.
وأضافت "مع ارتفاع مبيعات البقالة عبر الإنترنت بنسبة 20 في المئة فقط، على الرغم من أن رئيس الوزراء يشجعنا على "استخدام خدمات توصيل الأغذية حيثما تستطيعون"، يشير هذا إلى أن المشغلين تعوقهم القدرة المحدودة في مواجهة الطلب المتزايد، وكان بمقدور هذا الرقم أن يصبح أعلى من ذلك".
© The Independent