أعلنت شركة أرامكو، عملاق النفط السعودي، عن توزيع أرباح مليارية نقدية على مساهميها بقيمة 70.32 مليار ريال سعودي (18.75 مليار دولار أميركي) عن الربع الأول من عام 2020.
وتعتبر توزيعات الأرباح المدفوعة هذه الأعلى بين جميع الشركات المدرجة في العالم. وأكدت الشركة في بيان أن تاريخ الأحقية هو 21 مايو (أيار) الحالي، بينما تاريخ التوزيع سيكون 18 يونيو (حزيران) المقبل.
وبلغ إجمالي توزيعات الأرباح 50.2 مليار ريال (13.4 مليار دولار) عن الربع الرابع من عام 2019 تم دفعها خلال الربع الأول من عام 2020.
وكانت "أرامكو" وزعت أرباحاً بقيمة 14.76 مليار ريال (3.94 مليار دولار)، وذلك عن الفترة من 5 ديسمبر (كانون الأول) 2019 إلى 31 من ذات الشهر، وهي الفترة الممتدة من تاريخ تخصيص أسهم الطرح العام الأولي للمستثمرين وحتى نهاية عام 2019.
وسابقاً أعلنت نيتها توزيعات أرباح نقدية عادية على المساهمين للسنة التقويمية 2020، بقيمة (281.25 مليار ريال) 75 مليار دولار على الأقل تدفع بشكل ربع سنوي، وذلك رهناً بموافقة مجلس الإدارة، متوقعة أيضاً أن يتم توزيع هذا المستوى على الأقل من الأرباح حتى عام 2024.
وبلغت أرباح الشركة السعودية، للربع الأول من العام الحالي 63.53 مليار ريال (17 مليار دولار) بنهاية الربع الأول 2020 بنسبة تراجع 24 في المئة، مقارنة بأرباح قدرها 83.23 مليار ريال (22.2 مليار دولار) تم تحقيقها خلال الفترة نفسها من عام 2019.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
المركز المالي للشركة
وحافظت الشركة على صافي دخل قوي بلغ 62.5 مليار ريال (16.7 مليار دولار) في الربع الأول رغم انخفاض أسعار النفط الخام، وانخفاض هوامش أرباح التكرير والكيميائيات، وخسائر إعادة تقییم المخزون.
وأكدت أرامكو على قوة مركزها المالي وقدراتها التشغيلية رغم بيئة الاقتصاد الكلّي الصعبة وانخفاض الطلب على الطاقة إثر جائحة فيروس كورونا المستجد. وحققت تدفقات نقدية من أنشطة التشغيل قدرها 84.1 مليار ريال (22.4 مليار دولار) في الربع الأول، مقارنة مع التدفقات النقدية 92 مليار ريال (24.5 مليار دولار) في الفترة ذاتها من عام 2019.
وقد قوبل انخفاض أسعار النفط الخام وهوامش أرباح التكرير والكيميائيات بتغيرات إيجابية بشكلٍ جزئي في رأس المال العامل، بحسب بيان للشركة منشور على موقعها الإلكتروني.
وقد حققت تدفقات نقدية حرة قوية بلغت 56.3 مليار ريال (15 مليار دولار) في الربع الأول، مقارنة مع 65.1 مليار ريال (17.4 مليار دولار) في الفترة ذاتها من العام الماضي، كما حافظت على قوة مركزها المالي، وانخفضت نسبة المديونية لديها من (-0.2) في المئة في 31 ديسمبر (كانون الأول) 2019 إلى (-4.9) في المئة في 31 مارس (آذار) 2020.
أما حجم النفقات الرأسمالية فقد بلغ 27.7 مليار ريال (7.4 مليار دولار) في الربع الأول، مقارنة مع 26.9 مليار ريال (7.2 مليار دولار) في الفترة ذاتها من عام 2019.
وفي ضوء ظروف السوق والتقلّبات الأخيرة في أسعار السلع الأساس، توقعت أرامكو، أن يبلغ حجم النفقات الرأسمالية لعام 2020 ما بين 93.75 مليار ريال و112.5 مليار ريال (25 مليار دولار و30 مليار دولار)، ولا يزال تقدير النفقات الرأسمالية للشركة خلال عام 2021 وما بعده قيد المراجعة.
أرباح وتدفقات نقدية حرة قوية رغم ضعف الطلب
وصرَّح رئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين، أمين الناصر، في معرض تعليقه على النتائج قائلاً "حققت الشركة أرباحاً وتدفقات نقدية حرّة قوية، رغم ضعف الطلب على الطاقة وانخفاض أسعار النفط. وفي الوقت نفسه، تظل الشركة ملتزمة بسلامة موظفيها مع استمرارها في تنفيذ استراتيجيتها طويلة المدى الرامية إلى خلق القيمة لجميع مساهميها".
وأضاف أن "الشركة سعت إلى التكيّف مع بيئة عملٍ بالغة التعقيد وسريعة التغيّر نتيجة تداعيات جائحة كورونا التي لم يمر العالم في تاريخه الحديث بأزمة مثلها، وأظهرت قدرة على مواجهة الدورات الاقتصادية، وأثبتت تميّز مكانتها بالنظر إلى متانة مركزها المالي، وهيكل أعمالها المنخفض التكلفة".
وزاد الناصر "تتمتع أرامكو بمرونة كبيرة تتيح لها ضبط نفقاتها، كما أن لديها خبرة في إدارة الأعمال خلال الأزمات، وستتمكن بفضل قوة وفعالية أدائها من الوفاء بالتزاماتها تجاه مساهميها".
تأثر الإيرادات بجائحة كورونا
وأكد "خلال الربع الأول من العام، بادرت أرامكو إلى تحسين خطة إنفاقها الرأسمالي لعام 2020، مع العمل في الوقت نفسه على تحديد الفرص التي تساعدها على تعزيز مستويات إنتاجيتها التشغيلية على الوجه الأمثل". مضيفاً "بالنظر إلى الشهور المتبقية من عام 2020، نتوقع أن تؤثر جائحة كورونا على الطلب العالمي على الطاقة وأسعار النفط، ما سينعكس بدوره على إيرادات الشركة".
وأضاف "تواصل الشركة جهودها لتعزيز مكانة أعمالها خلال تلك الفترة عن طريق تقليل إنفاقها الرأسمالي وتبني التدابير الرامية إلى رفع مستوى التميّز التشغيلي الأمثل. وعلى المدى البعيد، تظل الشركة واثقة من تنامي الطلب على الطاقة مع تعافي الاقتصادات العالمية".
أهم المعلومات التشغيلية
في ظل الظروف الصعبة التي تشهدها السوق، حافظت أرامكو على مكانتها في مجال إنتاج النفط والغاز، وقد استأنفت أعمالها في عمليات الخفجي المشتركة، عن طريق شركة أرامكو لأعمال الخليج المحدودة التابعة والمملوكة لها بالكامل.
وتمارس أرامكو لأعمال الخليج المحدودة أعمالها في المنطقة البحرية المقسومة الواقعة بين السعودية والكويت، وتبلغ حصة ملكيتها 50 في المئة في عمليات الخفجي المشتركة.
ومن جهتها، وقّعت شركة أرامكو للتجارة اتفاقية لمناولة كامل حصة شركة أرامكو لأعمال الخليج المحدودة في إنتاج النفط الخام عقب استئناف عمليات الخفجي المشتركة.
وخلال الربع الأول، رفعت الشركة طاقة المعالجة لمعمل الغاز في الفاضلي من 1.5 مليار قدم مكعبة قياسية في اليوم بنهاية عام 2019، إلى ملياري قدم مكعبة قياسية في اليوم خلال الربع الأول من عام 2020.
ويجري العمل في المعمل كما هو مخطط له، ومن المتوقع أن يبلغ كامل طاقته عند مستوى 2.5 مليار قدم مكعبة قياسية خلال هذا العام.
وبالرغم من التحديات الكبيرة التي فرضتها أوضاع السوق، واصل قطاع التكرير والمعالجة والتسويق مواكبة استراتيجيته طويلة الأجل على تحقيق القيمة عبر سلسلة القيمة الهيدروكربونية من خلال تعزيز تكاملها الاستراتيجي وتنويع أعمالها.
مستجدات الفيروس
وتصدياً لجائحة فيروس كورونا المستجد، طبقت أرامكو مجموعة من التدابير لحماية موظفيها وأحيائها السكنية وأعمالها في إطار جهودها ومساعيها لإمداد العالم باحتياجاته من الطاقة.
واتخذت الشركة التدابير اللازمة لضمان استمرارية أعمالها التشغيلية في جميع مواقعها، مثل تشكيل فرق عمل متخصصة لمنع حدوث أي توقف أو تعطّل في سلسلة الإمداد والتوريد، والتحقق من سلامة وصحة المقاولين وفرق العمل، كما تواصل تسخير أنظمتها الداخلية في إدارة الأزمات العالمية حتى تواصل تلبية احتياجات عملائها من الطاقة.
وشهدت سوق الأسهم السعودية إدراج وبدء التداول على "أرامكو" في السوق السعودية في 11 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وفي خلال ساعات قليلة ارتفعت القيمة السوقية لها لأكثر من تريليوني دولار، لتسجل قفزة قوية على صعيد القيمة السوقية لتعاملات السوق المالية السعودية، ما جعل منها واحدة من أضخم 10 أسواق مالية في العالم.