وسط كفاح العالم لإيجاد علاج لفيروس كورونا، توصل مجموعة من العلماء الدوليين في جامعة تكساس الأميركية، إلى قدرة الأجسام المضادة لحيوان اللاما على التخلص من عدوى "كوفيد-19" التي أودت بحياة أكثر من ربع مليون شخص حول العالم، ووجد الباحثون أن أضداد اللاما الصغيرة، قادرة على تحييد الفيروس، لقدرتها على دخول الجيوب والشقوق الصغيرة الموجودة على البروتينات التي تسمح للفيروس التاجي الجديد باقتحام خلايا الإنسان المضيفة.
وبينما تسود أحاديث الخبراء بأن إيجاد لقاح سيستغرق عاماً أو أكثر ويمكن أن لا يحدث كما الحال مع الكثير من الفيروسات، تبدو أضداد اللاما الصغيرة علاجاً وقائياً واعداً، ويقول زافير سالينس، عالم الفيروسات الجزيئية، ومؤلف الدراسة الجديدة لشبكة "سي أن أن" الأميركية، إن الأجسام المضادة لحيوان اللاما يمكن التلاعب بها بسهولة من خلال ربطها أو دمجها مع الأجسام الأخرى، بما في ذلك الأجسام المضادة البشرية، مع بقائها مستقرة، وأضاف "اللاما حيوانات مدجنة، وأقل عناداً، ويسهل التعامل معها، على الرغم من أنها إذا لم تطيقك، سوف تبصق".
وحسب دانيال راب، طالب دراسات عُليا شارك في الدراسة، فإن للقروش هذا النوع من الأجسام الصغيرة، لكنها ليست مناسبة للاختبارات، لصعوبة التعامل معها بخلاف اللاما.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي عام 2016، وجد الباحثون سالينس، وجيسون مكلاين، وراب، إلى جانب علماء الفيروسات في الجامعة، أن أضداد اللاما لها القدرة على القضاء على بعض الفيروسات، وحددوا جسمين مضادين قويين، تصديا بشكل منفصل لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، وسارس، وعندما كان الباحثون يستعدون لتسجيل نتائج بحثهم، ظهر فيروس كورونا في يناير (كانون الثاني) الماضي، ما دفعهم إلى تجريب اكتشافهم عليه، فوجدوا أن الأجسام المضادة تمكنت من تحييد "كوفيد-19" وتثبيطه، مما يجعله ضمن العلاجات الواعدة. ونُشرت الورقة العلمية في مجلة "جورنال سيل" الأسبوع الماضي.
ويأمل الفريق العلمي في أن تُستخدم الأجسام المضادة للحيوان كعلاج وقائي، عن طريق حقن الأشخاص الذين لم يصابوا لحمايتهم من الفيروسات، مثل العاملين في مجال الرعاية الصحية. وعلى الرغم من أن حماية العلاج ستكون فورية، لكن آثاره لن تكون دائمة، فقد لا تستغرق سوى شهر أو شهرين من دون حقن إضافية.
وفي حين اتجهت بعض الدول إلى الاعتماد على الأجسام المضادة للمتعافين من "كوفيد–19"، لعلاج الحالات الحرجة، فإن الباحثين البلجيكيين الذين شاركوا في الدراسة، يعتقدون بأن الوقت ما زال مبكراً بالنسبة لإجراء تجارب سريرية على البشر، لكنهم يجرون اختباراتهم على الأقداد، في الوقت الذي يستمر فيه السعي الدولي لإنتاج أدوية الأجسام المضادة التقليدية على نحو متسارع إلى حين إيجاد "اللقاح الأمل".
وتواصل عدد من الشركات والمختبرات حول العالم جهودها لابتكار علاج لفيروس كورونا، لكن هذه العملية تستغرق وقتاً طويلاً حسبما أشارت منظمة الصحة العالمية، بسبب المراحل المتعددة التي يمر بها الدواء حتى اعتماده وتصنيعه، لذلك اتجه الخبراء إلى اختبار العلاجات الموجودة مسبقاً على أرفف الصيدليات مثل دواء الملاريا والإيبولا، كونها تجاوزت اختبارات السلامة، والنظر فيما إذا كانت قد تكون مجدية في شفاء المصابين، بيد أن أي عقار ربما لا يكون ناجعاً بالنسبة إلى الحالات الحرجة، وهو ما يلقي الضوء على أهمية الأجسام المضادة، ودورها في منع حدوث الإصابة.