فيما تواصل دول العالم تحرّرها من "قيود كورونا" عبر التخفيف التدريجي من إجراءات العزل العام التي فرضتها طوال الأسابيع والأشهر الماضية، مقرّةً بضرورة التعايش مع الوباء في ظل عدم قدرة المختبرات العلمية على اكتشاف لقاح له بعد، تصاعد الجدل العلمي مجدداً بشأن جدوى استخدام علاجات موجودة بالفعل في الأسواق ومدى مساهمتها في علاج أعراض "كوفيد_19"، لا سيما هيدروكسي كلوروكين (يُستخدم لعلاج الملاريا) وريمديسيفير (مضاد للفيروسات).
وعلى الرغم من تحذير منظمة الصحة العالمية من الاعتماد على الأول، بعد أن خلُصت دراسة نُشرت في مجلة "ذي لانسيت" الطبية المرموقة إلى أنه غير فعال، أوقفت اليوم الثلاثاء فرنسا استخدام عقار هيدروكسي كلوروكين، بينما أبقت البرازيل، ثاني أكثر دول العالم تضرّراً بالوباء، على استعماله. في المقابل، أعلنت بريطانيا لجوءها لعقار ريمديسيفير في علاج بعض الحالات.
ويوصف هيدروكسي كلوروكين، الدواء المشتق من الكلوروكين لمحاربة أمراض المناعة الذاتية أو الذئبة أو التهاب المفاصل الروماتويدي. وهو أحد علاجات عدّة يجري اختبارها منذ بداية ظهور كورونا المستجد، ولكن استخدامه موضع جدل حاد.
في هذه الأثناء، بدت أوروبا الخارجة للتو من أعباء قيود كورونا، والساعية للملمة انعكاسات الوباء الاقتصادية، أمام اختبار جديد تمثّل في إعادة الحياة لفضاء "شنغن" وحرّية التنقل، وسط خلاف في الرأي بين عواصم بلدان القارة العجوز. تزامن ذلك مع تجديد منظمة الصحة العالمية تحذيراتها من تفشّي "موجة ثانية فورية" للوباء، لا سيما في الدول التي تشهد تراجعاً في حصيلة الإصابات بفيروس كورونا حال وقف إجراءات مواجهة المرض بشكل أسرع مما يلزم.
وبينما دعت كل من برلين وباريس إلى تسريع فتح الحدود بين الدول الأوروبية في أسرع وقت ممكن، بعد أسابيع من الإغلاق الهادف إلى الحدّ من تفشّي الوباء، طالبت مدريد بقواعد مشتركة للتنقل عبر حدود دول الاتحاد الأوروبي، فيما تمسّكت روما بإعادة فتح مشترك للحدود في أوروبا في 15 يونيو (حزيران).
وكما كان مقرراً، يُفترض أن تفتح الحدود الأوروبية الداخلية اعتباراً من منتصف يونيو، لكن حتى الآن تتّخذ الدول الأوروبية قرارات منفصلة بهذا الصدد، على الرغم من دعوات المفوضية الأوروبية إلى مزيد من الحوار.
إليكم تغطيتنا للتطورات المتعلقة بفيروس كورونا عندما حدثت.