أعلنت قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، الخميس، أنها تقدمت في عمق المناطق التي كان يسيطر عليها تنظيم "داعش"، وأقامت عدداً من النقاط الجديدة، في بلدة الباغوز السورية، في اليوم الرابع لهجومها على آخر جيب لـ "داعش" في سوريا، الذي بدأ مساء الاثنين في 11 مارس (آذار).
وأكدت "قسد"، في بيان لها، أن "أكثر من 15 عنصراً من تنظيم داعش قتلوا، بعدما حاولوا شن هجوم على جيب محاصر"، مشيرة إلى أن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة شن ضربات جوية جديدة على جيب "داعش" الأخير.
وقال عدنان عفرين، القائد في "قسد"، لوكالة "رويترز"، إن مئات من مقاتلي "داعش" وأسرهم استسلموا، الخميس.
وقال شاهد من "رويترز" في وقت سابق إنه رأى عشرات الرجال والنساء والأطفال وهم يغادرون الجيب.
والمعركة التي تشنها "قسد" مستمرة من دون انقطاع منذ بدئها مساء الاثنين، وسط تحليق على مدار الساعة لطائرات التحالف. كما شهد ليل الثلثاء الأربعاء 12 مارس اشتباكات عنيفة جداً حققت فيها "قسد" تقدماً في بعض النقاط.
هجمات معاكسة
قصفت طائرات التحالف الدولي مواقع عدة لـ"داعش"، بينما استخدم "قسد" الرشاشات الثقيلة والمتوسطة تحت أضواء القنابل المضيئة، إلا أن "داعش" استطاع شنّ هجمات معاكسة في ساعات الليل بالأسلحة الرشاشة. وبسبب تصاعد الدخان والغبار من مخازن الذخائر في مخيّم الباغوز، التي قصفتها طائرات التحالف صباح الأربعاء تراجعت الغارات وخفت حدة الاشتباكات.
استسلام جماعي
قال مصطفى بالي مدير المركز الإعلامي لـ "قسد" عبر حسابه على تويتر إن 3000 شخص من "داعش" سلّموا أنفسهم إلى قواته في المحور الشرقي لساحة المعركة حيث تسلّق المستسلمون جبل الباغوز. وقالت مصادر عسكرية لـ "اندبندنت عربية" إن مجموعة من "داعش" أرادت تسليم النساء والأطفال، إلا أن "قسد" رفضت وطلبت استسلام المقاتلين أيضاً.
في السياق، سلّم حوالي 500 شخص من "داعش" أنفسهم لـ "قسد" صباح الأربعاء ليرتفع عدد المستسلمين في اليومين الأخيرين إلى 3500، بينما لا يزال العدد المتبقي داخل مخيّم الباغوز غير معلوم بالتحديد.
عشرات القتلى من داعش
في وقت سابق، ذكر مدير المركز الإعلامي لـ "قسد" في حصيلة أولية للمعركة أن 38 عنصراً من "داعش" قتلوا، وكذلك ثلاثة مقاتلين من "قسد" بينما جرح 10 آخرون، وأضاف بالي، أن "داعش" شنّ هجومين بصاروخين حراريين في محورين مختلفين، كما دمرت طائرات التحالف عدداً من السيارات والتحصينات ومخزنين للذخيرة ومركز قيادة.
أيزيديات محرّرات
وكان بين المستسلمين الذين استلمتهم قوات سوريا الديمقراطية في المحور الشرقي للباغوز من عناصر "داعش" ثلاث نساء أيزيديات كنّ مستعبداتٍ لديه، وأربعة أطفال أيزيديين، علماً أن واحدة منهنّ فقدت القدرة على الكلام، كما توجه رتل عسكري للتحالف خاص بالتحقيق والتفتيش إلى منطقة تجمع الخارجين في الباغوز وسط إجراءات أمنية مشددة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
عدُوّان في حفرة واحدة
تشارك الجرافات وكاسحات الألغام المصفحة في المعركة إلى جانب "قسد"، وقال مقاتل إنهم يحققون تقدماً في مختلف محاور "داعش"، إلا أن الانتحاريين والألغام يبطئون هذا التقدم، وفي رواية لما جرى معه أثناء اقتحامهم المخيم أضاف المقاتل أن جرافة ساعدتهم في حفر حفرة للتمركز فيها، وإذ بأحد عناصر "داعش" الانتحاريين يدخل إليها فظنّه أحد رفاقه وعندما أدرك الداعشي الأمر همّ بإطلاق النار فعاجله أحد عناصر "قسد" وأرداه قتيلاً.
الخلايا النائمة تنشط
المرصد السوري لحقوق الإنسان قال بدوره، إنه رصد استمرار الانفلات الأمني ضمن مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، في ريف محافظة دير الزور ضمن منطقة شرق الفرات، وذكر أن مسلحين مجهولين اغتالوا رئيس المجالس المحلية في منطقة البصيرة في ريف دير الزور الشرقي، بمسدس كاتم للصوت، كما كشف عن وقوع انفجار في منطقة الشحيل ترافق مع إطلاق نيران كثيفة. وأعلنت قوى الأمن الداخلي "الآسايش" الثلثاء 12 مارس من جهتها، أنها فككت عبوة في منطقة الذيبان بعدما تلقت بلاغاً من أحد الأشخاص.