سيُسمح للسياح بالسفر بحرية عبر الاتحاد الأوروبي بحلول منتصف يوليو (تموز)، حيث تخطط الحكومة البريطانية لتخفيف سياسة الحجر الصحي على السفر "في أسرع وقت ممكن".
ويريد رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، الموافقة على إعفاء عبر الاتحاد الأوروبي، يسمح للبريطانيين بزيارة دول الاتحاد من دون الحاجة إلى العزلة لمدة 14 يوماً.
يأتي ذلك بعد أن هاجم رؤساء النقل قرار الحجر الصحي "المدمر"، الذي دخل اليوم الاثنين حيز التنفيذ. لكن المطلعين يقولون إن جونسون يريد أن تُخفَف السياسة المثيرة للجدل، التي رسمها رئيس موظفيه دومينيك كامينغز، في أسرع وقت ممكن، حسبما ذكرت صحيفة "ذا صن". ويعدّ الاتفاق السريع مع دول الاتحاد الأوروبي الـ27 أولوية قصوى، حيث من المقرر أن يجتمع وزراء كبار في لجنة عمليات (كوفيد-19) هذا الأسبوع.
سيضع الاجتماع اللمسات الأخيرة على المعايير لبدء التفاوض على الجسور الجوية والبحرية، أو "ممرات السفر الدولية". ولكن من غير المرجح أن يتم تنفيذ اتفاق السفر في الاتحاد الأوروبي من خلال مراجعة الحجر الصحي للسفر لمدة ثلاثة أسابيع في 29 يونيو (حزيران)، حيث حدّد الوزراء بدلاً عن ذلك منتصف يوليو كهدف لهم.
وقالت شخصية حكومية رفيعة المستوى إن "تصميم ممرات السفر الدولية معقد للغاية. الهدف هو أن يكون الأول في مكانه بحلول منتصف يوليو، وواحد مع الاتحاد الأوروبي سيكون الأول".
وحاول رئيس الوزراء البريطاني والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في السابق السماح بالسفر الآمن بين دولتيهما، لكن مفوضية الاتحاد الأوروبي أصرّت على أنها ستكسر قواعد منطقة "شنغن" للسفر الحر.
وقالت صحيفة "ذا صن" إنه من المتوقع أن يتم التخلي عن نصيحة وزارة الخارجية بعدم السفر إلا للضرورة في الأيام القليلة المقبلة.
وأكدت وزارة الخارجية والكمنولث أن النصيحة قيد المراجعة الليلة الماضية وظهرت ملاحظة بجانب حظر السفر على موقعها الإلكتروني تؤكد ذلك.
خسارة آلاف الوظائف في بريطانيا
في الوقت نفسه، اصطفّ رؤساء النقل الليلة الماضية لمهاجمة قرار الحجر الصحي "المدروس" و"المدمر"، الذي دخل حيز التنفيذ بالفعل.
وحذر جون هولاند كاي، الرئيس التنفيذي لمطار هيثرو، من أن الخطة ستعجّل بخسارة ما يصل إلى 25 ألف وظيفة وتعيق قدرة بريطانيا على "الكفاح من أجل مكاننا في العالم".
وقال جاك جون، رئيس نفق القناة الإنجليزية، إن السياسة كانت محفوفة بالمشكلات بسبب تأخر تقديمها الأسبوع الماضي، واتهم الوزراء بـ"التعنت".
في غضون ذلك، كتب رؤساء شركات الطيران الغاضبون إلى وزيرة الداخلية بريتي باتل مطالبين بوضع خطط لـ"الجسور الجوية" مع دول أخرى في غضون أيام.
ودافعت باتل عن الحجر الصحي، قائلة "نريد جميعاً عودة الحياة إلى طبيعتها في أسرع وقت ممكن. لكن هذا لا يمكن أن يكون على حساب الأرواح". وأضافت "إذا قلّلنا من خطر جلب حالات جديدة من الخارج، فيمكننا المساعدة في إيقاف موجة ثانية مدمرة. هذا هو السبب في أن التدابير التي تدخل حيز التنفيذ اليوم ضرورية".
وبموجب هذا المخطط، سيتعين على جميع المسافرين الذين يصلون إلى بريطانيا - بما في ذلك المصطافين العائدين من المملكة المتحدة- أن يعزلوا أنفسهم لمدة أسبوعين. وينطبق ذلك على الركاب الجويين والمسافرين عبر السكك الحديد والبحر الذين يواجهون غرامات فورية إذا تم ضبطهم مخالفين القواعد.
لكن منتقدين يقولون إن الخطة الحكومية "غير قابلة للتطبيق" بسبب ثغرات عدة. وقد أثيرت مخاوف جديدة أمس بشأن كيفية تطبيق الخطة، حيث زعمت مجموعة من 500 شركة سفر أن فيها "ثقوباً أكثر من غربال".
وسارعت النقابات إلى توجيه الانتقادات للحكومة ووصفت الخطة بأنها "خطوة شعبوية" من دون أي أساس علمي. وأضافت أن الإجراءات تُظهر على ما يبدو أن الحكومة "ليس لديها خطة".
ويأتي الجدل بعد أن قررت شركات طيران الخطوط الجوية البريطانية، وإيزي جيت، وريانير، اتّخاذ إجراءات قانونية مشتركة غير مسبوقة بحجة أن المخطط غير قانوني على أساس أنه تمييزي وغير عقلاني وغير متناسب. ويشتكون من أنه تم وضعه من دون استشارة، على الرغم من أنه قد يدمر محاولات إعادة بناء أعمالهم.
مطار بريطاني يواجه الإفلاس
تريد شركات الطيران صفقات "الجسر الجوي"، حيث تتفق البلدان على السفر من دون حجر صحي مع بعضها البعض، لإنقاذ ما تبقى من موسم العطلة الصيفية ومنع حدوث ضرر اقتصادي أعمق.
ويمكن أن تشمل التدابير الفحص الصحي للوافدين من وجهات ذات معدلات إصابة منخفضة، مع دخول أولئك الذين تظهر عليهم الأعراض في الحجر الصحي فقط.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقاد الرئيس التنفيذي لمطار هيثرو، جون هولاند كاي، الانتقاد الليلة الماضية، قائلاً إن الصناعة بحاجة إلى إجراءات "أكثر استهدافاً"، وحذر من أنه سمع عن مطار بريطاني يواجه الإفلاس خلال "أيام".
وأضاف "ما سمعناه بالفعل من شركات الطيران هو أنها تقتطع نحو ثلث الموظفين، بحيث يكون هناك 25000 شخص عاطل عن العمل. سيكون ذلك ضربة مدمرة".
وقال جون هولاند كاي إن صناعة الطيران في وضع البقاء وعليها اتخاذ قرارات غير مستساغة. وأخبر موقع The City View "لا أعتقد أننا يجب أن نجعل وظائفهم أكثر صعوبة من خلال وضع المزيد من العقبات (مثل هذا الحجر الصحي) في طريقهم. سنحتاج للقتال كدولة من أجل مكاننا في العالم".
وتبدي دول مثل البرتغال وإسبانيا وفرنسا وإيطاليا واليونان، اهتماماً بتفعيل "ممرات السفر" الخالية من الحجر الصحي مع بريطانيا لبدء السياحة مرة أخرى.
قواعد السفر الصارمة
وتشكو شركات السفر من أنها حصلت على تفاصيل قواعد السفر الجديدة الصارمة في وقت متأخر الجمعة الماضي، ولم يتبقَ لها سوى 48 ساعة للتأكد من أنها في مكانها.
جاكواز جونون، الرئيس التنفيذي لشركة "Getlink"، التي تمتلك نفق "تشانل تانل"، وهو نفق السكة الحديد الذي يربط فولكستون (كينت، إنجلترا) مع كوكيل (با دو كاليه، فرنسا)، تحت القناة الإنجليزية في مضيق دوفر، رسالة لاذعة إلى بوريس جونسون.
وكتب يقول "أدت المشاورات المحدودة من وزارة الداخلية والتصلّب في الإدارات إلى وضع يشكل خطراً كبيراً على كفاءة العمليات في نفق القناة، وهو رابط حيوي في سلسلة التوريد البريطانية العظمى".
وفي بيان مشترك، حذّرت الخطوط الجوية البريطانية، وريان اير، وايزي جيت، من أنهم على استعداد لاتخاذ مزيد من الإجراءات القانونية.
وأضافوا "هذه الإجراءات غير متكافئة وغير عادلة على المواطنين البريطانيين، وكذلك الزوار الدوليين الذين يصلون إلى المملكة المتحدة".
"نحثّ حكومة المملكة المتحدة على إزالة هذا الحجر الصحي غير الفعال للزوار، الذي سيكون له تأثير مدمر على صناعة السياحة في المملكة المتحدة، وسيدمر (أكثر) آلاف الوظائف في هذه الأزمة غير المسبوقة".
وتابعوا "تنصّ وثيقة الإجراءات التي تم إرسالها إلى مديري السفر الجمعة، والمكونة من 23 صفحة، على أنه لا يُطلب من شركات الطيران مطالبة الركاب بإكمال نموذج الركاب أو رفض الصعود إلى الطائرة إذا لم يتم استكماله".
ومع وجود "عمليات فحص مفاجئة" فقط من قوة حدود مستنفدة بالفعل، هناك مخاوف من أن العديد من الوافدين يمكن أن يتسلل ببساطة من دون اعتراض، بخاصة أولئك الذين يستخدمون البوابات الإلكترونية.
ثقوب في سياسة تتبّع المسافرين
سيُسمح للمسافرين القادمين إلى بريطانيا بالبقاء بين عشية وضحاها في فندق أو مكان إقامة آخر قبل الذهاب إلى العنوان الذي قالوا إنهم سيعزلون فيه أنفسهم.
ويقول المنتقدون لقرار الحجر الصحي إن الركاب يمكنهم القفز مباشرة إلى وسائل النقل العام بعد وصولهم، ما يعني أن الفيروس يمكن أن ينتشر على أي حال. ويزيدون بأن قائمة الاستثناءات من القدرة على كسر العزلة الذاتية لمدة 14 يوماً مفتوحة للتفسير.
هناك أيضاً مخاوف من أنه سيكون من السهل تفادي التوقيف لأن مسؤولي الصحة سيلاحقون نسبة صغيرة فقط من الوافدين عبر الهاتف.
وأضاف جيم مكماهون، المتحدث باسم النقل في حزب العمال، أن "قلقنا الحقيقي هو أن الحكومة لم يكن لديها خطة. يبدو أنها تنتقل من خطة إلى أخرى. لم تكن هناك قيود حتى يومين فقط". وسيراجع الوزراء السياسة كل ثلاثة أسابيع، ما يعني أن الفرصة الأولى لتطبيق "الجسور الجوية" هي 29 يونيو.
وقال متحدث باسم الحكومة البريطانية "نحن نستكشف ما إذا كان يمكننا تقديم اتفاقيات مع دول أخرى عندما يكون ذلك آمناً، مما يسمح لسكان المملكة المتحدة بالسفر إلى الخارج والسائحين للمجيء إلى هنا من دون مواجهة الحجر الصحي عند الوصول". وأضاف "ندرك التحديات التي تواجه قطاع الطيران، ووضعنا حزمة شاملة من الدعم المالي".