دعا ديفيد كيلي، كبير المحللين الاستراتيجيين العالميين لدى بنك جي بي مورغان تشيس، أكبر البنوك الأميركية، المستثمرين إلى أن يركزوا على البيانات المتعلقة بالوباء أكثر من التقارير الاقتصادية في الأسابيع المقبلة – محذراً من الوضعية القائمة للأسواق ومن أن معدلات تفشي الوباء لا تبدو جيدة.
وكتب كيلي عن الانتشار المتزايد للفيروس في الولايات المتحدة: "تتزايد الأدلة على أن الموجة الثانية بدأت بالفعل، حتى قبل انحسار الموجة الأولى".
وقال الاقتصادي بحسب بما أوردته شبكة "سي بي أس نيوز" الإخبارية الأميركية، إن البيانات تبدد فكرة أن ارتفاع عدوى كوفيد19 في الولايات المتحدة يرجع إلى حد كبير إلى زيادة الاختبارات. واستشهد بأرقام تظهر أن الإصابات المؤكدة قفزت بنسبة 70 في المئة من أوائل يونيو (حزيران) إلى نهايته، بينما ارتفعت الاختبارات بنسبة 21 في المئة فقط خلال الفترة نفسها.
وحذر كيلي من أن الارتفاع الأخير في معدلات الإصابة بفيروس كورونا تظهر عدم قدرة الأمة على التعامل مع انتشاره، وهو فشل سيستمر في إحداث دمار في حياة الناس وسبل عيشهم.
وانتقد كبير المحللين الاستراتيجيين العالميين لدى "جي بي مورغان تشيس"، الانقسام السياسي في البلاد: "للأسف، أصبحت الخطوات البسيطة والفاعلة لتطبيق التباعد الاجتماعي وارتداء القناع قضايا سياسية، حيث رفض ملايين الأميركيين اعتماد هذه الاحتياطات الأساسية إما كتأكيد على حرياتهم الفردية أو لأنهم يعتقدون أن وسائل الإعلام الإخبارية تبالغ في تفشي الوباء، مستخدماً مصطلح "للأسف" ثلاث مرات في مذكرة بعث بها إلي العملاء.
وقال كيلي إن الخلاف الذي قسمه الأميركيون حول ما إذا كان عليهم الالتفات إلى الخبراء الطبيين والعلماء لا يترك مجالاً كبيراً للآمال في حدوث تحول حتى يتم تطوير لقاح وتوزيعه على نطاق واسع، على أمل أن يتم ذلك في وقت مبكر من العام المقبل.
في السياق ذاته تطورت آراء "جي بي مورغان" حول العواقب الاقتصادية لصدمة الفيروس بشكل كبير في الأسابيع الأخيرة في ما يتعلق بخطورة ومدة تفشي المرض. حيث توقع "جي بي مورغان جلوبال إيكونوميكس ريسيرش"، أن يشهد الاقتصاد العالمي انكماشاً غير مسبوق خلال النصف الأول من العام، حيث تؤدي تدابير الاحتواء إلى انهيار شديد في النشاط الاقتصادي الشهري.
من المتوقع أن ينكمش الاقتصاد الأميركي بنسبة 14 في المئة في الربع الثاني، بعد أن شهد انكماشاً بنسبة 4 في المئة في الربع الأول، وأن يعاني الناتج المحلي الإجمالي في منطقة اليورو من انكماش أعمق، مع انخفاض مزدوج الرقم بنسبة 15 في المئة و22 في المئة في الربعين الأول والثاني.
وقال بروس كاسمان، كبير الاقتصاديين في "جي بي مورغان"، نعتقد الآن أن صدمة كوفيد 19 ستنتج ركوداً عالمياً، حيث تقلصت جميع العقود العالمية تقريباً على مدى الأشهر الثلاثة بين فبراير (شباط) وأبريل (نيسان). في البداية، كان التوقع هو أن الركود الجديد قد يولد أضراراً محدودة بسوق العمل، لكن "جي بي مورغان للأبحاث" تتوقع الآن أن معدل البطالة في الأسواق المتقدمة ككل سيرتفع 1.6 نقطة مئوية في الربعين المقبلين.
وكانت أرباح "جي بي مورغان" قد شهدت تراجعاً بنسبة 68 في المئة في الربع الأول من العام، إذ دفعت جائحة فيروس كورونا أكبر بنك أميركي إلى زيادة الاحتياطات للتحوّط بها من موجة تعثر محتمل في سداد القروض. حيث هبط صافي الدخل إلى 2.87 مليار دولار في الربع المنتهي في 31 مارس (آذار) مقارنة بـ 9.18 مليار دولار قبل عام.
تغيرات جوهرية في توقعات الاستثمار في 2020
وقال تقرير حديث لـ "جي بي مورغان لإدارة الأصول"، نُشر على موقع المؤسسة، أن انتشار فيروس كورونا وتداعياته على أنشطة الاقتصاد العالمي قد غيرت بشكل جوهري توقعات الاستثمار لعام 2020.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأضاف التقرير أن العديد من بلدان العالم نجحت في السيطرة على تفشي الوباء من خلال تنفيذ تدابير تباعد اجتماعي جذرية. وتوقع التقرير أن يكون الانفتاح الاقتصادي تدريجاً في غياب تقدم طبي ذي مغزى في مواجهة وباء كورونا، وأن يكون هناك بعض الوقت قبل استئناف الحياة الطبيعية. أضاف التقرير لهذا السبب، نحتفظ بدرجة من الحذر ونقترح أنه مع كل من أسواق الأسهم والائتمان التركيز على الاستثمار في الشركات ذات الموازنات العمومية القوية والتي تمتلك وضعية أفضل للتعامل مع هذه التحديات.
وأشار التقرير إلى أن السندات الحكومية الأساسية حققت أداءً قوياً، ولكن المزيد من الاتجاه الصعودي لسندات الخزانة الأميركية وسندات الخزانة البريطانية سيكون محدوداً إلا إذا قامت البنوك المركزية بتغيير توجيهاتها بحيث لا تأخذ سعر الفائدة للمنطقة السلبية.
ونصحت "جي بي مورغان لإدارة الأصول" المستثمرين في التفكير في تنويع البدائل المتاحة مثل الصناديق الكلية أو الأصول الحقيقية إذا لم تكن السيولة مطلوبة.