تواصل الجهات القضائية والأمنية المصرية ملاحقة مشاهير موقع الفيديوهات الشهير تيك توك، الذين ينشرون محتوى مخالفاً لتقاليد المجتمع، بحسب ما تراه النيابة العامة المصرية. وفي أحدث الوقائع أعلنت وزارة الداخلية أمس الأربعاء عن إلقاء القبض على فتاتين بشكل متزامن هما ريناد عماد ومنار سامي.
في أحد "كافيهات" حيّ الدقي بمحافظة الجيزة ألقى الأمن القبض على منة الله عماد المشهورة باسم "ريناد عماد" بعدما ظهرت في مقاطع فيديو محرضة على الفسق والرذيلة، بثتها على موقعي تيك توك ويوتيوب، بحسب بيان النيابة العامة التي وجهت لها تهم إنشاء صفحة على الإنترنت بغرض ارتكاب جريمة والتحريض على البغاء والإعلان عن نفسها لممارسة الرذيلة مقابل مبالغ مالية، حيث قررت النيابة حبسها مدة 4 أيام ثم تم تمديدها إلى 15 يوماً.
نقلت وسائل إعلام مصرية أن ريناد عماد انخرطت في البكاء لدى مواجهتها بالتهم المنسوبة إليها، وأكدت أن شركات تسويق الملابس والأحذية على مواقع التواصل قامت باستغلالها وفتيات آخرين من خلال الزعم بتسويق المنتجات ثم استقطاب الفتيات إلى طريق الرذيلة مقابل المال، من خلال تحويلات مالية عبر إحدى شركات تحويل الأموال، وأشارت إلى أن أحلام الشهرة والثراء السريع أوقعها في الرذيلة، وأنها الآن "تخشى الفضيحة".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال حسين البقار محامي ريناد عماد لـ"اندبندنت عربية" إن النيابة وجهت إليها تهمة الاتجار بالبشر بسبب فيديو مع شقيقتها ذات الـ8 سنوات على الرغم من وجوده فقط على هاتفها ولم يتم بثه عبر الإنترنت، مشيراً إلى أن النيابة طلبت تقريراً فنياً حول الصور التي تمت إزالتها من الحساب مؤكداً صعوبة ذلك وأن معظم الفيديوهات التي تناولها اتهام النيابة "عادية" لا تظهر فيها بملابس فاضحة كما يظهر فيها كثير من الأشخاص مؤكداً أن الموقف القانوني لموكلته ليس ضعيفاً وأن 30 مليون مصري لديهم حسابات على تيك توك والعبرة بكيفية استخدام تلك الحسابات.
وأوضح أن تحرك شرطة الآداب ضد ريناد وغيرها من فتيات التيك توك ليس بسبب بلاغات وإنما توجه من النيابة العامة والأمن، مشيراً إلى أن موكلته لم تعترف سوى بامتلاك الحسابات وهو ما لا يعد جريمة.
وأكدت وزارة الداخلية استمرارها في التعاون مع النيابة العامة لاستهداف كل من ينشر فيديوهات إباحية حتى وإن قام بمسح المحتوى أو إلغاء الحساب الخاص به.
أما الفتاة الأخرى منار سامي فتم إلقاء القبض عليها في مدينة بنها بمحافظة القليوبية من جانب الإدارة العامة لشرطة الآداب، بعد رصد فيديوهات لها على تيك توك، تحتوي على مواد إباحية، فضلاً عن فيديوهات جنسية لها، وبعد القبض عليها تكشفت حقائق جديدة حول الفتاة، إذ اتضح أنها مطلوب ضبطها لتنفيذ حكم في قضية تبديد منقولات زوجية بعد طلاقها، كما غيرت محل إقامتها أكثر من مرة في مناطق مختلفة، خوفاً من ضبطها بعد انتشار مقاطع الفيديو الخاصة بها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أقرت بتهمة إنشاء قناة على موقع يوتيوب وتطبيقي تيك توك وإنستغرام لبث مقاطع محتواها مخل، إلى جانب الاعتراف بممارسة الأعمال المنافية للآداب مقابل المال، من خلال استقطاب الراغبين في ممارسة الرذيلة من خلال مواقع التواصل الاجتماعي.
وعثرت قوات الأمن على مقاطع فيديو خاصة بريناد على هاتفها المحمول، ومبالغ مالية، إلى جانب أقراص مخدرة مع شاب كان برفقتها تم القبض عليه أيضاً واعترف بقصده الاتّجار بها.
من جانبه قال محمد عاطف، المحامي الذي اعتذر عن عدم نظر قضية منار سامي، في تصريحات صحافية إلى وسائل إعلام محلية قبل تخليه عن القضية، إن موكلته "ضحية لظروف كثيرة، يعانيها المجتمع، في ظل التحديات المعيشية التي تواجه نسبة كبيرة من الأسر المصرية"، مشيراً إلى أن الملابس التي ظهرت بها في الفيديوهات "موجودة ومتداولة في المحلات"، وما قامت به من أفعال يعرض يوميّاً على شاشات التلفزيون والسينما.
وأضاف، "موكلتي بلغت سن الرشد، 21 عاماً، منذ أشهر قليلة، ومرت بتجربة قاسية في زواجها وطلاقها، ولديها طفلة، 3 سنوات، وحاولت الخروج من التجربة القاسية التي مرّت بها من خلال البحث عن الشهرة ومحاولة الدخول في عالم التمثيل، ولم يكن أمامها أي وسيلة للوصول لهدفها إلا وسائل التواصل الاجتماعي".
وكانت الفترة الأخيرة قد شهدت ضبط مجموعة من الفتيات استخدمن مواقع التواصل الاجتماعي لبث فيديوهات "خادشة للحياء ومنافية للقيم"، بدأت بالقبض على حنين حسام في أبريل(نيسان) الماضي وتبعتها مودة الأدهم وشريفة رفعت وابنتها نورا، حيث استغل هؤلاء استقطاب موقع تيك توك للمراهقين وإمكانية عرض الفيديوهات على أشخاص لا يعرفهم صاحب الحساب، كما يقدم الموقع محتوى يتوائم مع ذوق المستخدم، ولا يراقب تيك توك المحتوى الإباحي ولا يحذفه مثل فيسبوك الذي يغلق صفحة صاحب المحتوى غير اللائق.
وقبل أيام قضت المحكمة بحبس الراقصة سما المصري 3 سنوات لاتهامها بالتحريض على الفسق والفجور، لنشرها صوراً "خادشة للحياء" عبر حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي مصحوبة بعبارات تحمل إيحاءات جنسية.