صوّتت غالبية الدول الأعضاء في المجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية الخميس 9 يوليو (تموز)، لصالح التحرّك بناء على تحقيق حمّل للمرة الأولى النظام السوري بشكل واضح، مسؤولية شن هجمات بغاز للأعصاب، وفق ما أفاد دبلوماسيون.
التصويت بغالبية ساحقة
وتوصل التقرير الذي صاغه فريق تحقيق جديد في منظمة حظر الأسلحة الكيماوية، إلى أن سلاح الجو السوري استخدم غازي السارين والكلور على بلدة اللطامنة في محافظة حماة في مارس (آذار) 2017.
ولم تصوّت إلا روسيا وإيران والصين ضد قرار المجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية (وهو هيئة صنع القرار في المنظمة، يضم 41 من الدول الـ193 الأعضاء فيها). ويتّهم القرار سوريا بخرق معاهدة حظر الأسلحة الكيماوية.
وقال المندوب البريطاني بيتر ويلسون على "تويتر"، إن الدول صوتت لصالح "التحرّك بناء على تقرير فريق التحقيق والتحري"، متحدثاً عن "تصويت بغالبية ساحقة لوضع حد لاستخدام الأسلحة الكيماوية".
"تصحيح الوضع"
وحضّ القرار الذي اقترحته فرنسا الجانب السوري على "تصحيح الوضع"، وطالب مدير المنظمة بتقديم تقرير بشأن الملف، وفق ما أفاد المندوب الفرنسي لوي فاسي في خطاب أمام المجلس هذا الأسبوع.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
كما قضى برفع الملف إلى الاجتماع السنوي المقبل للدول الأعضاء كافة في نوفمبر (تشرين الثاني)، مع "توصيات بشأن الإجراءات التي يمكن اتخاذها... في حال لم يعالج الأمر".
وأُقر المقترح بـ29 صوتاً بينما رفضته ثلاث دول وامتنعت تسع عن التصويت.
وتوصل أول تقرير يصدر عن فريق التحقيق الجديد التابع للمنظمة، إلى أن مقاتلتين سوريتين ألقتا قنابل تحتوي على غاز الأعصاب سارين على اللطامنة، وأن مروحية ألقت برميلاً متفجراً مليئاً بالكلور على البلدة.
وتشكّل الفريق في عام 2018 استجابة للضغوط الغربية من أجل تحديد منفّذي الهجمات. وكان دور المنظمة يقتصر في السابق على تحديد ما إذا كان تم تنفيذ هجمات، لا تسمية الجهة المسؤولة.
تزييف الهجمات؟
وأكد المدير العام للمنظمة فرناندو أرياس في وقت سابق هذا الأسبوع، أن الفريق يحقق بشأن حوادث أخرى وقعت في سوريا.
ونفت دمشق وحليفتها موسكو مراراً خلاصات التحقيق، وأصرّتا على أنه تم تزييف الهجمات بالأسلحة الكيماوية، واتّهمتا القوى الغربية يتسييس منظمة حظر الأسلحة الكيماوية التي حصلت على جائزة نوبل للسلام في عام 2013.
وتواصل سوريا نفي استخدامها للأسلحة الكيماوية وتؤكد أنها سلّمت جميع مخزوناتها من الأسلحة الكيماوية بموجب اتفاق 2013، الذي كان نتيجة هجوم يشتبه باستخدام غاز السارين فيه، أودى بحياة 1400 شخص في الغوطة قرب دمشق.