لقد جرى تفكيك "القنبلة الذرية"، وهناك البعض داخل الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا"، يخشون أن تكون هناك آثار بعيدة المدى على اللعب المالي النظيف.
ويشعر مانشستر سيتي بالبراءة والشجاعة، مع تعزيز مستقبله القصير والمتوسط والطويل إلى حد كبير.
وهذا هو مدى ضخامة الأمر، ولهذا السبب وصف محقق "يويفا" جان لوك ديهاين، عقوبة حظر سيتي من المشاركة في دوري أبطال أوروبا بأنها "قنبلة ذرية" في المقام الأول.
وتجنّب نادي سيتي عالماً من الدمار، إذ إنهم لا يزالون في المنافسة التي يجب على كل نادي نخبة المشاركة فيها، كما أن القضية أكدت على ضرورة لعب الجميع وفق الضوابط القانونية .
وهذا يعني أن بيب غوارديولا سيبقى بالتأكيد، على الرغم من أنه لم يكن هناك الكثير من الشك حول ذلك.
كما يعني هذا بقاء جميع اللاعبين، ولم يعد يتعين على هؤلاء النجوم مثل رحيم ستيرلنغ وكيفين دي بروين وفيل فودين، البحث في مكان آخر عن كرة القدم عالية المستوى.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويعني هذا أن جميع اللاعبين لا يزالون يريدون القدوم إلى سيتي، مع توقعات بانضمام لاعب قلب دفاع خلال فترة الانتقالات المقبلة، وربما يكون توقيع باهظ الثمن مثل كاليدو كوليبالي، بل إن هذا يعني أنه لا يزال لديهم المال الكافي للشراء.
وجرى الحفاظ على تدفق الإيرادات المهم للغاية في دوري الأبطال، لهذا هو يمثل أهمية أكبر من أي شيء آخر، وتجنب النادي دوامة مالية، ولا يتعين عليه المُضي قدماً في محاولة عرض عقود مخفضة، التي يدّعي كثير من المصادر أنها كانت ضمن خطة الطوارئ.
ويمكن أن يستمروا كالمعتاد، أو على الأقل بشكل طبيعي، كأكثر المشروعات الحكومية الممولة بسخاء في كرة القدم.
ويتوقع البعض أن يلجأ النادي الآن إلى الهجوم، سواء أكان ذلك صحيحاً أم لا، لكن هذا يعني أنه لا يتعين عليهم التراجع في المشروع أو تقليصه، وبدلاً من ذلك، تتحوّل هذه الأسئلة إلى اللعب المالي النظيف.
لم تكن هذه الحالة المحددة تتعلق بجدوى اللوائح، لكن الكثيرين داخل "يويفا" شعروا أنها كانت معركة بالوكالة حول ذلك بالضبط. وتوجد الآن شكوك متزايدة حول جدواه، الشعور هو في الأساس أنك يمكن أن تكون مداناً ومُعاقباً رسميّاً، ويُجرى تغريمك كما حدث، لكن لا يتم حظرك.
وهذا هو السبب في أن استخدام كلمة "الآثار" من قِبل سيتي في بيانهم صباح الاثنين، كانت ضخمة للغاية.
وخلال الأسابيع القليلة الماضية، أفسحت المخاوف داخل النادي الطريق للثقة، وقد انزعج البعض في الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، بسبب الطريقة التي سارت بها إجراءات المحكمة الرياضية الدولية.
وانطلق سيتي في النهاية من الناحية الفنية، كما هو موضّح من خلال استخدام عبارة "الوقت المحدود"، وجرى تخفيض الغرامة فقط، وهو ما يفيد بأن التلميحات حول تبرئة النادي تماماً ليست صحيحة تماماً.
ولا يزال يجب أن تكون هناك أسئلة كبيرة حول كيفية الوصول إلى ذلك، فإذا كان هذا هو الحال، يعتقد الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) أنهم قدّموا التهم قبل الموعد النهائي.
وتشعر بعض المصادر أن الحكم في المقام الأول أظهر أن لديهم الاستعداد لمحاربة هذه القضايا، وأنهم سيواجهون الأندية الكبرى، وكان هذا إلى حد كبير هو المزاج العام حول حكم فبراير (شباط)، حيث تحدث الكثيرون عن رمزيته على الرغم من قبول الطعن لدى "كاس"، واللغة في بيانهم تشير إلى ذلك.
"يشير يويفا إلى أن لجنة كاس وجدت أنه لا توجد أدلة قاطعة كافية لدعم جميع استنتاجات هيئة الرقابة المالية على الأندية، في هذه الحالة المحددة، وأن كثيراً من الانتهاكات المزعومة كانت مقيدة بالوقت (وربما وقعت قبل خمس سنوات ) ولا يحق أخذها بالاعتبار وفق لوائح يويفا".
"على مدار السنوات القليلة الماضية، لعب قانون اللعب المالي النظيف دوراً مهمّاً في حماية الأندية ومساعدتها على أن تصبح مستدامة من الناحية المالية، ويظل يويفا ورابطة الأندية الأوروبية ملتزمَين هذه المبادئ".
ويبدو أن استخدام كلمة "محدد" أمر أساسي، وبعبارة أخرى، لا يزال اللعب المالي النظيف يعمل على نطاق واسع، لكن توجد رمزية لهذا مع وجود طريقة قوية لتجاوز القانون.
وإذا لم يستطع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم الحصول على مثل هذه الحالة، فما الذي يمكنهم تجاوزه؟ هذه هي المرة الثانية التي أخفقوا فيها في معاقبة الأندية الكبيرة، والثالثة إذا جرى احتساب واقعة ميلان.
وهذا سيشجِّع أكبر القوى في اللعبة، وكثير منهم في هذه المرحلة هم ملك لأكبر الدول في الشرق الأوسط.
وهذا هو السبب في أن الأندية الكبيرة التقليدية، التي امتلكت الأموال في كرة القدم القديمة، كان لها مصلحة راسخة في هذه الحالة، وكان هذا مصدر توتر في قمة اللعبة، كما رأينا في العلاقات السيئة بين سيتي وبايرن ميونيخ، بسبب انتقال ليروي ساني في الأشهر الأخيرة، ومن هذا المنظور، من الصحيح أيضاً أنه جرى الحفاظ على توازن القوى الدقيق للغاية في اللعبة، فلا يوجد تفجير يقلب كل شيء. وبالنسبة إلى سيتي، جرى إبعاد مصدر كبير للتوتر.
© The Independent