يعاني موقع تويتر من مشكلة أمنية ستؤدي إلى تعديلات كبيرة وربما إلى أزمة في أسهم الشركة، إذ تعرّضت حسابات رسمية على الموقع تابعة لعدد من الشخصيات البارزة في الولايات المتحدة، من أمثال بيل غيتس وباراك أوباما وجو بايدن وإيلون ماسك وجيف بيزوس، وكبريات الشركات الأميركية مثل آبل وأوبر، لعملية قرصنة ضخمة عصر الأربعاء تمكّن خلالها المقرصنون من نشر إعلانات تدعو متابعي هذه الحسابات إلى إرسال مبالغ بعملة "بيتكوين" الرقمية مع وعد بمضاعفتها.
وأشارت بعض المصادر إلى أن لوحة التحكم اختُرقت وأصبح بالإمكان السيطرة على جميع الحسابات وتغيير الأرقام السرية ونشر تغريدات. ومن المتوقع أن يكون هناك تسريبات كبيرة لكلمات السر وبيعها على الإنترنت كما حصل سابقاً مع منصات مختلفة عدّة.
وفي خطوة تبرز حجم خطورة المشكلة، اتخذت تويتر خطوة غير معتادة تمثلت في منع بعض الحسابات الرسمية على الأقل من نشر أي رسائل.
وأمهل بعض هذه التغريدات المزوّرة، التي ما لبث أصحاب الحسابات المستهدفة بعملية القرصنة أن حذفوها، كلّ متابع لهذه الحسابات 30 دقيقة لكي يرسل إلى عنوان محدّد مبلغاً بعملة "البيتكوين" ليحصل مقابلها على ضعف هذا المبلغ.
"أربعاء سعيد"
وجاء في التغريدة المزوّرة التي نُشرت على حساب إيلون ماسك، رئيس شركة تيسلا، "أربعاء سعيد! سأقدّم بيتكوين إلى كلّ متابعيّ. سأضاعف كلّ المبالغ التي تُرسل على عنوان البيتكوين الموجود في الأسفل".
ومن بين الحسابات التي نشرت إعلانات مشابهة: حساب المؤسس المشارك لشركة مايكروسوفت بيل غيتس وحساب رئيس شركة أمازون جيف بيزوس والمرشح الديموقراطي إلى الانتخابات الرئاسية الأميركية جو بايدن والرئيس الأميركي السابق باراك أوباما ورئيس بلدية نيويورك السابق مايكل بلومبرغ.
ومن المشاهير الذين تأثرت حساباتهم كذلك، نجمة تلفزيون الواقع كيم كاردشيان ومغني الراب الأميركي كاني ويست ورجل الأعمال وارن بافيت. كما تعرضت للاختراق أيضاً حسابات هيئات تعتمد على العملة الرقمية.
وسارع كاميرون وينكليفوس، الشريك المؤسس في شركة "جيميني" للتبادلات بالعملات الرقمية، إلى التحذير من عملية القرصنة هذه. وقال في تغريدة على حسابه الرسمي في تويتر "هذه عملية احتيال، لا تشتركوا فيها!".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
آلاف الدولارات
وفي حين ذكرت تعليقات ومنشورات على تويتر أنّ آلاف الدولارات بعملة "البيتكوين" أرسلها على الأرجح من وقعوا ضحية هذه العملية الاحتيالية، قال موقع تويتر إنّه "يراجع" ما جرى وسيُصدر قريباً بياناً بهذا الشأن. وقال الموقع لـ"رويترز" إن الشركة تحقق في الأمر الذي وصفته لاحقاً بأنه "حادث أمني".
وفي اتصال أجرته معها وكالة الصحافة الفرنسية، قالت متحدّثة باسم بيل غيتس "يمكننا أن نؤكّد أنّ هذه التغريدة لم تُرسل من قبل بيل غيتس. تبدو هذه جزءًا من مشكلة أكبر يواجهها تويتر. والموقع على علم بذلك ويعمل على استعادة الحساب".
ولم يتّضح إذا كان كل أصحاب الحسابات الرسمية قد تأثروا بالاختراق، لكن إن حدث هذا، فسيكون له تأثير كبير في المنصة ومستخدميها.
وما أن شاع خبر القرصنة حتى هوى سهم تويتر بنسبة 4 في المئة في التعاملات الإلكترونية في وول ستريت بعد إغلاق جلسة التداولات.