ارتفع النحاس تسليم سبتمبر (أيلول) الماضي إلى أعلى مستوى له خلال عامين خلال تداولات الثلاثاء، وارتفع سعر رطل النحاس إلى 2.9460 دولار (6.465 دولار للطن)، وكان الإغلاق الأسبوعي عند 6.454.50 دولار للطن حسب إغلاق بورصة لندن للمعادن يوم الجمعة، وقبل أربعة أشهر كان النحاس يتداول عند 2.00 دولار للرطل.
ومقارنة بأسعار الأسبوع الماضي شهدت أسعار النحاس ارتفاعاً بـ50 في المائة منذ منتصف مارس (آذار) وحتى الأسبوع الثاني من شهر يوليو (تموز)، وجاءت التراجعات في أسعار النحاس خلال الربع الأول من هذا العام بسبب مخاوف التأثيرات الاقتصادية لانتشار كوفيد 19، وهو ما دفع الصين لزيادة وارداتها من النحاس، ومن المتوقع أن يرتفع الطلب الصناعي على المعدن خلال النصف الثاني من 2020. ويعد ارتفاع أسعار النحاس فوق متوسط ما بين 2.5 إلى2.7 دولار للرطل هو المستوى الذي تفضله المناجم وسوف يحفزها لفتح مشروعات جديدة.
خريطة الطلب على النحاس
نصف الطلب على هذا المعدن يأتي من قطاع الإنشاءات و17 في المائة يأتي من قطاع الإلكترونيات. ولقطاع السيارات أيضاً نصيب من الطلب حيث يدخل المعدن في صناعتها بنحو 60.7 رطل لكل سيارة، ومتوقع أن تستخدم السيارات الكهربائية والهجين ضعف هذا المعدل، وهو ما يفسر لنا ارتباط الطلب على النحاس بتوقعات تعافي الاقتصاد.
وتستحوذ الصين على 50 في المائة من الطلب العالمي على المعدن سنوياً، وأظهرت الأرقام الصينية ارتفاع الواردات من النحاس بـ50 في المائة في شهر يونيو (حزيران)، ويحمل عودة الطلب الصيني للأسواق قوة دفع لأسعار النحاس في البورصة، وهو ما يفسر قوة زخم الشراء، وكشفت بيانات الجمارك الصينية ارتفاع واردات البلاد من النحاس في يونيو إلى 656 ألف طن.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
مخاوف ضعف الإنتاج بأميركا الجنوبية
يأتي 30 في المئة من إنتاج النحاس من تشيلي بأميركا الجنوبية، التي شهدت اضطرابات العام الماضي أثر في إنتاج المناجم، هذا العام تأتي تشيلي من ضمن أسوأ أربع دول في أميركا الجنوبية من حيث انتشار كوفيد 19 بإجمالي عدد إصابات تجاوز الـ320 ألف إصابة.
وأعلنت شركة كودلكو، المملوكة للحكومة التشيلية، التي تعمل في إنتاج النحاس تسجيل أكثر من 3 آلاف إصابة بين عمال المناجم، ويعمل في الشركة نحو 60 ألف عامل. وإضافة إلى مخاطر انتشار كوفيد 19، هناك أيضاً إضراب عمالي في بعض المناجم، هذه العوامل تهدد استمرار ارتفاع إنتاج البلاد من النحاس،
وتأتي بيرو بالمرتبة الثانية في إنتاج النحاس، ويعمل بالقطاع نحو 200 ألف عامل في كل مناجم النحاس، التي تأثرت إنتاجيتها بشدة خلال الفصل الثاني من هذا العام، إذ بلغ عدد إصابات كورونا 350 ألف إصابة، بينما بلغ عدد الوفيات 12998. هذا الانتشار للفيروس نشر الرعب بين عمال المناجم، حسب آخر الأنباء عاد للعمل نحو 75 في المائة بعد منتصف يوليو.
الطلب الاستثماري والتداول على النحاس
بورصة لندن للمعادن تطرح عدة أنواع من العقود لتداول النحاس، عقد التسليم العيني يبلغ حجمه 25 طناً، وعقد مستقبلي حجمه 25 طناً يومياً بأجل ثلاثة أشهر، وأسبوعياً بأجل 3-6 أشهر، وهناك عقود خيارات، هذا التنوع في العقود جعل الصناديق الاستثمارية لاعباً مهماً في تحريك الطلب الاستثماري.
مديرو صناديق استثمارية في بورصة شيكاغو دفعوا المعدن إلى الارتفاع بزيادة عقود الشراء، وللمرة الأولى خلال هذا العام تتحول العقود إلى صافي شراء، هذا ما أظهره تقرير الـCOT، وهو تقرير أسبوعي يرصد أوامر البيع والشراء للمضاربين والمستثمرين على السلع، وبلغ عدد إجمالي عقود شراء النحاس 59.818 خلال بداية الأسبوع، وهو الأعلى منذ يناير (كانون الثاني)، وهذه إشارة لارتفاع زخم الطلب على النحاس، في المقابل إجمالي عقود بيع النحاس تراجعت إلى ما دون الـ30 ألف عقد المستوى الأدنى منذ 2018 وهذه إشارة لضعف عقود البيع بالبورصات.
بشكل عام عودة الطلب الصيني بقوة للسوق تسببت في تصاعد أسعار النحاس، في المقابل تراجع إنتاج المناجم بأميركا الجنوبية بكل من تشيلي وبيرو دعم صعود الأسعار، ومع توقعات عودة تصاعد النشاط الاقتصادي عالمياً في النصف الثاني من 2020 متوقع أن يستمر زخم الطلب على النحاس بالأسواق.