خلال ساعات، تحولت عودة حركة الطيران بين مصر والكويت إلى أزمة، وأصبحت وقوداً لحرب مشتعلة على مواقع التواصل الاجتماعي بين المصريين والكويتيين.
القصة بدأت، صباح السبت الأول من أغسطس (آب)، بإعلان شركة مصر للطيران وهي الناقل الرسمي في مصر، عن بدء تسيير أولى رحلاتها المجدولة إلى مطارات الكويت وإسطنبول وبغداد، عقب قرار فتح هذه المطارات حركة الطيران الدولي لاستقبال رحلات منتظمة من شركات الطيران وفقاً للإجراءات الاحترازية التي تضعها كل دولة للوقاية من كورونا.
وأوضح بيان أصدرته الشركة، أنه يتم تسيير 34 رحلة بمعدل رحلة واحدة إلى كل من: أمستردام وأثينا وبروكسل وباريس وروما وفرانكفورت وجنيف ولندن ومدريد وميونيخ ميلانو وبرلين وفيينا وإسطنبول وأديس أبابا ودار السلام والشارقة وبيروت.
أضافت أنه سيتم تسيير رحلتين إلى كل من: دبي وأبو ظبي ونيويورك، إضافة إلى رحلات داخلية إلى، شرم الشيخ والغردقة والأقصر. ونوهت كذلك إلى تسيير رحلات استثنائية تنقل جميعها نحو 3500 راكب بخلاف رحلات الشحن الجوي.
الكويت تحظر السفر مع 31 دولة
وما هي إلا دقائق حتى ردت الكويت عبر المديرية العامة للطيران المدني الكويتية، التي قررت حظر الطيران التجاري القادم من 31 دولة، من بينها 4 دول عربية. وجاء قرار الطيران "المدني الكويتية"، وفق بيان بحسابها الرسمي على تويتر، بناء على تعليمات السلطات الصحية، ونظراً للوضع والتداعيات المترتبة على انتشار كورونا بشأن الدول عالية الخطورة، حتى إشعارٍ آخر.
وتضمن قرار الحظر دول: الهند، وإيران، والصين، والبرازيل، وكولومبيا، وأرمينيا، وبنجلاديش، والفلبين، وإسبانيا، وسنغافورة، والبوسنة والهرسك، وسيرلانكا، ونيبال، والمكسيك، وإندونيسيا، وتشيلي، وباكستان، وهونغ كونغ، وإيطاليا، ومقدونيا الشمالية، ومولدوفا، وبنما، وبيرو، وصربيا، ومونتنيغرو، وجمهورية الدومنيكان، وكوسوفو. كما تضمن أربع دول عربية هي: مصر، ولبنان، وسوريا، والعراق.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
والطيران التجاري هو فرع من فروع الطيران المدني وكلاهما يندرج تحت مسمى الطيران العام وخدمات شركات الطيران المشغلة للطائرات بالإيجار.
ومنذ بداية قرارات حظر السفر بين الدول، واجهت العمالة المصرية في الكويت الراغبة في العودة إلى مصر، العديد من الأزمات، وسوف تتسبب هذه القرارات الجديدة في مزيد من الأزمات لمن يرغب من المصريين في العودة إلى بلاده.
مصر للطيران ترد بتعليق حركة الطيران
وجاء البيان الثالث من شركة مصر للطيران التي ردت على قرار الكويت بحظر الطيران القادم إليها من مصر، حيث أعلنت شركة مصر للطيران، إلغاء جميع رحلاتها المجدولة المتجهة إلى الكويت اعتباراً من أمس (السبت) ولحين إشعار آخر.
وقالت الشركة المصرية، إن تعليق رحلاتها جاء في ضوء القرار الذي أعلنته هيئة الطيران المدني الكويتية بوقف الرحلات التجارية من 31 دولة ومن بينها مصر، وذلك في ضوء التداعيات المترتبة على انتشار فيروس كورونا بناءً على تعليمات السلطات الصحية هناك.
وأهابت مصر للطيران بعملائها ضرورة مراجعة حجوزاتهم على رحلات الكويت من خلال الاتصال بمركز الخدمة التليفونية لمصر للطيران أو زيارة مكاتب مصر للطيران ووكلائها السياحيين.
وزارة الخارجية المصرية تتدخل
أما البيان الرابع، فجاء من مصر، ولكن من جهة رسمية جديدة تمثلت في وزارة الخارجية المصرية إذ أكدت قوة العلاقات الأخوية بين مصر والكويت شعباً ودولةً، مذكرة باشتراك مواطني البلديّن في نضالات مشتركة امتزجت فيها دماؤهم الذكية تضامناً مع بعضهما البعض.
ويبدو أن وزارة الخارجية تدخلت بعد ما تحول الموضوع إلى أزمة على مواقع التواصل الاجتماعي التي اشتعلت بملايين التغريدات والمنشورات لمصريين نددوا بموقف الكويت وقيامها بحظر الطيران من مصر.
وأوضحت الخارجية المصرية، في بيان، أن هذه العلاقات تتمتع باهتمام الجانبين وتحظى بحرصهما المتبادل على تنميتها إلى آفاق أرحب بما يحقق المصلحة المشتركة للشعبيّن، واستنكرت بعض المحاولات على مواقع وسائل التواصل الاجتماعي التي تسعى للوقيعة بين الشعبين الشقيقين، وذلك من خلال المس بالرموز أو القيادات من الجانبين. وأكدت أن وراء هذه الإساءات جهات مُغرضة تستهدف العلاقات الطيبة القائمة بين الجانبين.
كما لفتت الخارجية المصرية إلى اعتزاز الجانبيّن بالجالية المصرية بالكويت والجالية الكويتية بمصر، وأن أبناء الجاليتيّن يتمتعان بكل احترام وتقدير، وبما يحفظ حقوقهم وكرامتهم. وأشارت إلى دورهم الإيجابي في تنمية المجتمعات التي يعيشون فيها وهم يساهمون في تطوير العلاقات الثنائية بين الدولتيّن.
وعلى صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، علق الدكتور إبراهيم إسماعيل، الأستاذ بجامعة الزقازيق، على الأزمة وقال "لا أحب التطرق لهذا الموضوع لأني في حسرة مما وقع للعراق... لكن مفارقة غريبة في ذكرى الغزو العراقي للكويت".
أضاف "الغزو العراقي للكويت هجوم شنه الجيش العراقي على الكويت في الثاني من أغسطس 1990 واستغرقت العملية العسكرية يومين وانتهت باستيلاء القوات العراقية على كامل الأراضي الكويتية في الرابع من أغسطس، ثم شكلت حكومة صورية برئاسة العقيد علاء حسين تحت مسمى جمهورية الكويت، ثم أعلنت الحكومة العراقية في التاسع من أغسطس 1990، ضم الكويت للعراق وإلغاء جميع السفارات الدولية في الكويت".
وتابع "واستمر الاحتلال العراقي للكويت فترة سبعة أشهر، وانتهى الاحتلال بتحرير الكويت في 26 فبراير (شباط) 1991 على أيدي الجيش المصري والجيش الأميركي بمعاونة من السعودية وبعض الدول العربية، لكن اليوم الكويت ترد الجميل بمنع دخول المصريين لأراضيها وتفاخر صفاء الهاشم بأن وزير الخارجية الكويتي أبلغها بالقرار".