أشار خبير بريطاني بارز في مجال الصحة إلى أنّ وزراء المملكة المتحدة "فقدوا السيطرة على فيروس "كوفيد- 19"، في أعقاب تسجيل البلاد أعلى ارتفاع لها خلال 24 ساعة، منذ 23 مايو (أيار) الماضي.
أظهرت الأرقام الرسمية التي نشرتها الحكومة البريطانية أنّ المملكة المتحدة سجّلت حتى الساعة التاسعة صباحاً من يوم الأحد الماضي ألفين و988 إصابة مؤكَّدة جديدة بفيروس "كورونا".
بذلك، يرتفع العدد الإجمالي للإصابات المؤكَّدة في البلاد إلى 347 ألفاً و152 حالة.
الحصيلة التي سجلها الأحد الماضي تعدّ الرقم الأعلى من الإصابات الذي تشهده بريطانيا منذ 22 مايو الماضي عندما بلغت الحالات ثلاثة آلاف و287 حالة، وهي أيضاً الـ24 ساعة الأولى التي تتخطى فيها الإصابات الألفين، منذ نهاية الشهر نفسه.
وارتفعت تلك الحصيلة عن الأرقام المسجلة يوم السبت البالغة ألفاً و813 حالة جديدة.
في تطوِّر متصل، حذَّر البروفيسور غابريال سكالي، وهو عضو في مجموعة "اندبندنت سيج"Independent Sage والمدير الإقليمي السابق لهيئة "الخدمات الصحية الوطنية" (إن إتش إس) في الجزء الجنوب الغربي من البلاد، من أنّ وزراء الحكومة "فقدوا السيطرة على الفيروس".
وأخبر صحيفة "الغارديان" البريطانية في هذا الشأن: "لم يعد التفشي مقصوراً على موجات صغيرة في إمكانهم القضاء عليها. تحوّل (كورونا) إلى فيروس متوطِّن في أفقر مجتمعاتنا، وهذه هي النتيجة. يبعث على القلق الاستثنائي أن تفتح المدارس أبوابها، وأن الجامعات في طريقها إلى العودة".
في السياق نفسه، وصف مات هانكوك وزير الصحة البريطاني الأرقام التي سجّلتها المملكة المتحدة الأحد بـ"المثيرة للقلق".
وذكر في حديث إلى شبكة "سكاي نيوز": "معظم الحالات حدثت بين صفوف الشباب، لكننا رأينا هذا النوع من الارتفاع في الإصابات بين الشباب في بلدان أخرى حول العالم وفي أوروبا يؤدي إلى زيادتها بين السكان ككل".
أردف قائلاً، "من المهم جداً أن لا يسمح الناس لهذا المرض بأن يصيب أجدادهم، وأنّ يؤدي إلى أنواع المشاكل التي شهدناها في وقت سابق من العام الحالي".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ودعا جوناثان أشوورث، وزير الصحة في حكومة الظل، الحكومة البريطانية إلى التصدِّي للارتفاع الحاد في الحالات. وأضاف أنّ الصعود في الإصابات مثّل "تذكيراً صارخاً بأنّ لا مجال للتقاعس في مواجهة تفشي الفيروس".
وجاء تصريح أدلى به يوم الأحد الماضي، "هذه الزيادة، مصحوبة بالفشل الذريع المتواصل الذي تشهده الفحوص الطبية، إذ يُطلب إلى المرضى القيادة أميالاً عدة من أجل الخضوع لها، والأداء الضعيف لنظام تتبع مخالطي المصابين، يستدعي تقديم تفسير من جانب الوزراء".
وأضاف متوجهاً في كلامه إلى وزير الصحة، "على مات هانكوك أن يقصد مجلس العموم غداً كي يبيِّن الإجراءات المتخذة بشأن إعادة الاختبارات الطبية إلى مسارها الصحيح وتقليص عدد الحالات."
ليس بعيداً عن ذلك، حذرت البروفيسورة ديفي سريدهار، خبيرة الصحة العامة في "جامعة إدنبرة" في أسكتلندا، صباح يوم الأحد الفائت من أنّ فتح المدارس بالإضافة إلى الضغط لحمل العمّال إلى العودة إلى المكاتب قد يهددان باستنفاد قدرة "نظام الاختبار والتتبّع" الخاص بالمملكة المتحدة.
ونقلت "سكاي نيوز" عن البروفيسورة سريدهار، وهي أيضاً مستشارة للحكومة الأسكتلندية، قولها إنّها "تشعر ببعض القلق بشأن الضغط للعودة إلى المكاتب إلى جانب الضغط للعودة إلى المدارس".
"في أسكتلندا خلال الأسابيع القليلة الماضية، رأينا أنّ نظام الاختبارات كان فعلاً يخوض سباقاً كي يتمكن من مجاراة الطلب عليه الذي أفضى إليه عودة جميع الأطفال إلى المنزل وهو يعانون سعالاً ونزلات برد وحمى"، قالت سريدهار.
وتابعت: "إذا أضفت إلى ذلك كله عودة جميع البالغين إلى المكاتب، ومكابدتهم تلك الحالات أيضاً، فنظام الاختبارات الذي تعتمده يتعرّض لضغوط فعلية. لذا، عليك أن تكون مستعداً وأن تطلق نظامك المتعلق بالاختبارات كي يحصل الأشخاص على النتائج بسرعة كافية، ويكون في مقدور فرق تعقّب مخالطي (المصابين بكورونا) العمل."
© The Independent