حذر تقرير حديث أعدته "مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها" في الولايات المتحدة Centres for Disease Control and Prevention، من أن تناول الطعام خارج المنزل، قد يكون من أكثر السلوكيات خطورة وسط تفشي وباء فيروس كورونا.
وقد أجرى معدو التقرير الذي أصدرته يوم الخميس الفائت تلك الوكالة الأميركية المعنية بحماية الأفراد صحياً ووقايتهم من الأمراض والأوبئة، فحوصاتٍ شملت 314 شخصاً ظهرت عليهم أعراض الفيروس، وسألوهم عن النشاطات التي شاركوا فيها قبل إجراء الفحوصات.
وقد ذكر جميع الأفراد المستجوبين أنهم شاركوا في أنشطة كالذهاب إلى دور العبادة والصالات الرياضية والمتاجر. في المقابل، تبين أن الذين جاءت نتائج اختباراتهم إيجابية لجهة الإصابة بعدوى "كوفيد-19"، أي قرابة نصف عدد الأشخاص، كانوا أكثر ميلاً بحوالى مرتين إلى الإقرار بأنهم تناولوا وجبة في مطعم.
وتوضح الدراسة الأميركية أن "تناول الطعام والشراب في أحد الأماكن التي تقدم تلك الخيارات قد يشكل أحد العوامل الخطرة المهمة المرتبطة بعدوى "سارس- كوف-2".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
واستطراداً، عندما ركز التحليل حصرياً على الأفراد الذين جاءت نتيجة اختباراتهم إيجابية، وأفادوا أيضاً بأنهم لم يختلطوا مع أي شخص مصاب بفيروس "كوفيد"، جاءت النتائح بأنهم أكثر ميلاً إلى القول إنهم ارتادوا حانة أو مقهى.
في ذلك الصدد، أفاد الدكتور تود رايس الذي شارك في وضع التقرير وهو أستاذ مساعد في الطب في "المركز الطبي لجامعة فاندربيلت"، في حديث إلى شبكة "أن بي سي" الإخبارية الأميركية، بأنه إذا أراد الناس الخروج لتناول الطعام، فيجب أن يكون لديهم الوعي اللازم في شأن طريقة فعلهم ذلك".
وشرح الدكتور رايس ما يقصده، مشيراً إلى أنه "إذا جلست إلى طاولة ولم يكن الطعام قد أُحضر بعد، يتوجب إبقاء الكمامة. وفي المقابل، يجب تجنب الجلوس إلى طاولة قريبة جداً من شخص آخر".
وفي منحى متصل، ربطت الدراسة بين تزايد المخاطر في المطاعم والحانات وبين عدم القدرة على ارتداء الكمامات أثناء تناول الطعام والشراب، وعدم التمكن من تفادي الجلوس على مسافة قريبة من الآخرين.
واستطراداً، تدعو الدراسة الأميركية إلى "وجوب التركيز على الجهود الرامية إلى الحد من التعرض المحتمل للعدوى، في وقت يصعب فيه الإبقاء على استخدام الكمامة والحفاظ على التباعد الاجتماعي، وذلك ما تكون عليه الحال عند تناول الطعام والشراب. ويتمثل الهدف من ذلك في حماية الزبائن والموظفين والمجتمعات".
وعلى صعيد آخر، يأتي تقرير "مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها" في وقت بدأت معظم الولايات الأميركية إعادة فتح اقتصاداتها بشكل أو بآخر، وكذلك تسود حالة من الاسترخاء (بمعنى عدم التشدد في إجراءات الوقاية من كورونا) في خدمات تقديم الأكل داخل المطاعم في عدد من المناطق على امتداد البلاد.
وفي الأربعاء الفائت، أكد حاكم نيويورك آندرو كومو، أنه سيسمح لمدينة نيويورك بإعادة فتح المطاعم التي تتيح لمرتاديها تناول الطعام في داخلها، اعتباراً من الثلاثين من سبتمبر (أيلول) الحالي، مع طاقة استيعابية أقل، ووجوب التزام الأنظمة الصارمة (في الوقاية من كورونا). وفي وقت سابق، سُمِحَ بخدمات تقديم الوجبات في الأماكن المفتوحة في الأحياء الخمسة للمدينة.
وضمن تفاصيل اخرى، لوحظ في تقرير وكالة "مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها"، أن الباحثين لم يتمكنوا من تحديد إذا كان الأشخاص الذين خضعوا للدراسة قد تناولوا الطعام في أماكن مغلقة أو مفتوحة.
إذ توزع الأشخاص الذين شملتهم هذه الدراسة على ولايات تعتمد كل منها مستويات مختلفة من المبادئ التوجيهية في ما يتعلق بإعادة فتح هذا القطاع، وهي ولايات كاليفورنيا وكولورادو وماريلاند وماساتشوستس ومينيسوتا ونورث كارولينا وأوهايو وتينيسي ويوتا وواشنطن.
وفي المقابل، أبقت تلك الوكالة الأميركية نفسها على تصنيفها لدرجات المخاطر، من خلال إشارتها إلى أن الخيارات الأقل خطراً في ما يتعلق بتناول الوجبات الجاهزة في إطار منع تفشي الفيروس، تشمل خدمة الطعام المقتصرة على النقاط المخصصة بتقديم الوجبات إلى سائقي السيارات drive-through، والمطاعم التي توفر خدمات تسليم الوجبات إلى المنازل، والوجبات التي يتسلمها الأفراد في المطعم لتناولها في الخارج، أو تلك التي تقتضي ركن السيارات في ممرات محددة لتسلم وجبات الطعام.
© The Independent