أشار تقرير حديث إلى استمرار اتساع الفجوة بين إجمالي الثروات التي تمتلكها الأسر الأميركية ذات البشرة البيضاء، مقابل الأسر ذات البشرة السمراء، الذين لا تتجاوز ثرواتهم نحو 12.5 في المئة من ثروات الأسر البيضاء.
ووفق مسح خاص بثروات المستهلكين في السوق الأميركية، فإن الفجوة اتسعت بنسب كبيرة حتى في ذروة الازدهار الاقتصادي الذي شهدته الولايات المتحدة الأميركية خلال العام الماضي. وتشير البيانات إلى أن الأسرة البيضاء النموذجية تمتلك ثمانية أضعاف ثروة عائلة سوداء نموذجية خلال عام 2019، وخمسة أضعاف ثروة عائلة نموذجية من أصل إسباني، وهو تذكير واقعي بعدم المساواة والفجوة التي اتسعت مع بداية جائحة كورونا.
وخلال العام الماضي، كان متوسط ثروة العائلات السوداء أقل من 15 في المئة من ثروة العائلات البيضاء، وفقاً لمسح 2019 لتمويل المستهلك، الذي أصدره مجلس الاحتياطي الفيدرالي قبل أيام. وكان لدى العائلات البيضاء ثروة عائلية متوسطة قدرها 188200 دولار، مقارنة بثروة العائلات السوداء، التي كانت في المتوسط لا تتجاوز نحو 24100 دولار.
ركود غير متكافئ بشكل مؤلم
التقرير أشار إلى أن المسح الشامل عبارة عن نظرة مفصلة حول الشؤون المالية للأسر الأميركية في حقبة 2019 قبل بدء الركود مباشرة، وتم مسح ملايين الوظائف، مما يوفر تفصيلة أخرى لاقتصاد كان يعمل بشكل أفضل للأميركيين البيض وأولئك الذين كانوا في القمة.
وأوضح أن هذه الفوارق دعمت الأساس لركود كان غير متكافئ بشكل مؤلم، حيث انتهى أسوأ ما في الأزمة بالنسبة إلى أكثر الأميركيين ثراءً، بينما يتدافع آخرون للحصول على الإيجار أو سداد ثمن البقالة ومستلزمات الأسرة.
وخلال العام الماضي، كان لدى العائلة البيضاء النموذجية نحو 50600 دولار من الأسهم التي يمكنهم الاستفادة منها في حالات الطوارئ، مقارنة بنحو 14400 دولار فحسب للعائلة السوداء النموذجية، و14900 دولار للأسرة النموذجية من أصل لاتيني.
وأشار التقرير إلى أن هذه الفجوات في المدخرات الطارئة، وبخاصة في ضوء جائحة كوفيد-19، وما يرتبط بها من فقدان الوظائف، نظراً لأن بيانات 2019 تم جمعها قبل ظهور الوباء مباشرة، فإن هذه الفجوات في المدخرات تشير إلى وجود فوارق كبيرة في قدرة العائلات على مواجهة الوباء، وفق مذكرة بحثية لفريق الاحتياطي الفيدرالي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
الفجوة عادت إلى الاتساع مثلما كانت عام 1968
أوضح أن الفجوة الاقتصادية بين السود والبيض اتسعت بشدة في الوقت الحالي كما كانت في عام 1968. في الوقت نفسه، شهدت العائلات القريبة من أدنى مستويات الدخل والثروة مكاسب كبيرة في متوسطها ومتوسط صافي ثروتها بين عامي 2016 و2019. ومع انخفاض معدل البطالة إلى 3.5 في المئة بحلول نهاية عام 2019، كانت الفوائد من وصول سوق العمل إلى المجتمعات التي لا تزال تتعافى من الركود العظيم.
وفي حين ركز الركود الحالي بشدة على كيفية قيام بنك الاحتياطي الفيدرالي بتضييق الفجوات العرقية والاقتصادية المستمرة وإعادة بناء اقتصاد لا يترك المجتمعات المهمشة ويدعم المجتمعات والأسر الثرية، فإن من غير الواضح كيف يمكن لمجلس الاحتياطي الفيدرالي استخدام أدواته ذات القاعدة العريضة، سواء كان ذلك يحدد أسعار الفائدة أو يصل إلى هدف التضخم، لاستهداف عدم المساواة العرقية في البلاد، لكن يمكن لأسعار الفائدة المنخفضة أن تقلل معدلات البطالة، وفي الوقت نفسه فإن الفائدة المنخفضة غالباً ما تعزز سوق الأوراق المالية وترفع أسعار الأصول، وهذه الفوائد يمكن أن تعود بشكل غير متناسب على الأميركيين البيض الذين من المرجح أن يكون لديهم استثمارات، وبالتالي فإنهم يتصدرون قائمة المستفيدين من تهاوي أسعار الفائدة.
وأظهر المسح أن نحو 53 في المئة من الأسر الأميركية تمتلك حصصاً في أسواق الأسهم، بزيادة طفيفة عن عام 2016، لكن 31 في المئة فحسب من العائلات في النصف السفلي من توزيع الدخل امتلكت مخزونات وفوائض مالية خلال العام الماضي. وللمقارنة، كان لدى 70 في المئة من العائلات في المجموعة ذات الدخل المتوسط الأعلى مخزوناً، وأكثر من 90 في المئة من العائلات في العشر الأعلى لديها مخزون.
فقدان الوظائف يؤثر في أصحاب البشرة السمراء
وفق نتائج المسح، فمن من المحتمل أيضاً أن العائلات ذات البشرة البيضاء أكثر بثلاث مرات من العائلات ذات البشرة السوداء، وأكثر من أربع مرات من العائلات من أصل إسباني، في تلقي الميراث، مما يعزز نقل الثروة من جيل إلى جيل.
وغالباً ما يشير رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، جيروم باول، إلى أن فقدان الوظائف منذ فبراير (شباط) الماضي أثر بشكل غير متناسب في العمال ذوي الدخل المنخفض والنساء والعمال ذات البشرة السمراء، وكثير منهم يعملون في وظائف قطاع الخدمات التي كانت بطيئة أثناء العودة في منتصف أزمة الصحة العامة. وحتى مع تحرك الانتعاش بوتيرة أسرع مما توقعه البعض، لا تزال الفجوات الاقتصادية قائمة في القوى العاملة.
وخلال الشهر الماضي، انخفض معدل البطالة في السوق الأميركية إلى مستوى 8.4 في المئة، لكن المعدل بالنسبة للأميركيين ذوي البشرة السوداء كان 13 في المئة، و10.5 في المئة بالنسبة للأميركان من أصل إسباني.
وطوال العام الماضي، تم إخبار قادة بنك الاحتياطي الفيدرالي بأن المكاسب الاقتصادية للتوسع الأخير كانت ترفع المجتمعات ذات الدخل المنخفض. بعد ذلك، كانت الرسالة إلى قادة الاحتياطي الفيدرالي هي "استمروا في هذا الأمر. هذه هي أفضل سوق عمل رأيناها".