ارتفع الدولار في أوروبا، ليعوض بعض الخسائر التي تكبدها، بعد أن انخفض على مدى يومين، وتحرك مؤشر الدولار، الذي يتتبع أداء العملة الأميركية مقابل سلة من العملات، فوق مستوى 94، بعد خسائر على مدى يومين أعقبت بلوغ الورقة الخضراء أعلى مستوى في شهرين الأسبوع الماضي.
وانخفضت العقود الآجلة للأسهم الأميركية وأسهم أوروبا بعد ساعات من المناظرة بين الرئيس دونالد ترمب ومنافسه الديمقراطي جو بايدن، التي اتسمت بمقاطعات متكررة من جانب ترمب في مواجهة وصفت بالفوضوية، تجادل فيها المرشحان حول إدارة الرئيس أزمة فيروس كورونا والاقتصاد والضرائب، ويركز المتعاملون أيضاً على حزمة تحفيز مالي أميركية، لتخفيف أثر ضربة فيروس كورونا.
وخسر اليورو 0.18 في المئة، مقابل العملة الأميركية إلى 1.1722 دولار. ورسمت المؤشرات الاقتصادية في الآونة الأخيرة صورة تكتنفها الضبابية للتعافي الاقتصادي في أوروبا، لكن البيانات الصباحية كانت إيجابية بصفة عامة.
وزادت مبيعات التجزئة الألمانية أكثر من المتوقع في أغسطس (آب)، ما يثير الآمال في أن إنفاق الأسر سيقود التعافي في الربع الثالث من صدمة كورونا. وارتفع الدولار 0.28 في المئة مقابل الفرنك السويسري إلى 0.9218 فرنك، بعد أن انخفض إلى 0.9191 فرنك أثناء الليل. واستقر اليوان الصيني بعد مسحين أظهرا نمواً قوياً لأنشطة المصانع، ما دعم مؤشرات حديثة في انتعاش القطاعات بوجه عام في ثاني أكبر اقتصاد بالعالم.
واستقر اليوان في المعاملات الخارجية عند 6.8141 للدولار. ومقابل الين، استقر الدولار عند 105.56 ين، ليقل عن ذروة أسبوعين البالغة 105.74.
الأسهم الأوروبية
في أوروبا تراجعت الأسهم الأوروبية اليوم الأربعاء، مع تزايد حالات الإصابة بكورونا، وعلى وقع المناظرة الرئاسية الحامية التي أبرزت مخاطر الانتخابات الأميركية، وقادت إلى عزوف عن المخاطرة في نهاية شهر مضطرب للأسواق المالية. ونزل المؤشر ستوكس 600 للأسهم الأوروبية 0.3 في المئة، مقتفياً أثر الهبوط في التعاملات الآجلة للأسهم الأميركية.
وسجلت بريطانيا 7143 حالة إصابة بكورونا أمس، وهو أعلى رقم يومي، بينما يبدو أن ألمانيا تتجه إلى تشديد القيود لاحتواء الجائحة. وطغى ذلك على التفاؤل الذي ولدته بيانات نمو مبيعات التجزئة الألمانية، واستمرار النمو القوي لأنشطة المصانع في الصين في سبتمبر (أيلول). وقاد التراجع أسهم قطاعات السفر والترفيه والسيارات والبنوك الحساسة للنمو، بينما أسهَمَ قطاعا المرافق والاتصالات في الحد من الخسائر.
ونزل سهم مجموعة كومباس، (مقرها بريطانيا)، وهي أكبر شركة في العالم لتوريد الأطعمة 4.6 في المئة، بعدما توقعت في تقرير هبوط إيرادات المنتجات العضوية بنحو الخُمس في 2020. وقفز سهم "سويز" الفرنسية لمعالجة المياه والصرف 7 في المئة، بعد أن رفعت منافستها الكبرى "فوليا" عرضها لشراء حصة 29.9 في المئة إلى 18 يورو للسهم من 15.5 يورو.
وأعلنت شركة رويال داتش شل، اليوم الأربعاء، خططاً لخفض تسعة آلاف وظيفة أو عشرة في المئة من القوة العاملة بها، في إطار عملية إعادة تنظيم رئيسة للتحول من شركة عملاقة في قطاع النفط والغاز لأنواع طاقة منخفضة الكربون.
الذهب بصدد أسوأ شهر منذ نوفمبر 2016
على صعيد المعادن يتجه الذهب صوب تسجيل أكبر انخفاض شهري في نحو أربع سنوات، إذ يدفعه الدولار القوي إلى الانخفاض اليوم الأربعاء، مع عودة الحذر إلى الأسواق بعد أول مناظرة رئاسية في الولايات المتحدة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وانخفض المعدن الأصفر في المعاملات الفورية 0.6 في المئة إلى 1885.81 دولار للأوقية (الأونصة)، ليتراجع 4.3 في المئة منذ بداية الشهر الحالي، بينما سيكون أسوأ أداء شهري منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2016. وتراجعت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.5 في المئة إلى 1893.30 دولار. وارتفع مؤشر الدولار 0.1 في المئة، ويمضي صوب تحقيق أكبر مكسب شهري منذ يوليو (تموز) 2019، ما يزيد تكلفة الذهب لحائزي العملات الأخرى.
وقال هان تان، محلل السوق لدى "إف إكس تي إم"، "مكاسب الدولار عقب المناظرة أحبطت أحدث محاولة للذهب لبلوغ المستوى النفسي المهم عند 1900 دولار"، مضيفاً "العملة هي أصل الملاذ الآمن المفضل للمستثمرين حالياً". لكنه استدرك، "إذا نما قلق المستثمرين أكثر حيال احتمالات تأخر نتيجة الانتخابات، فإن الضبابية السياسية الممتدة قد تقدم دعماً آخر للمعدن على مدى الأسابيع المقبلة".
كما فقد الذهب بعض بريقه بفعل بيانات صينية إيجابية لأنشطة قطاعي الصناعة والخدمات، في الوقت الذي يقتفي فيه المتعاملون في السوق أثر إحراز تقدم في مشروع قانون جديد للدعم المالي متعلق بكورونا في الولايات المتحدة.
الأسهم اليابانية تنخفض
في طوكيو انخفضت الأسهم اليابانية اليوم الأربعاء، مقتفية أثر تراجع في الأسهم الأميركية بعد المناظرة الحامية، ما عزز المخاوف بشأن نتيجة غير حاسمة للانتخابات.
وهبط المؤشر نيكي 1.5 في المئة إلى 23185.12 نقطة، متراجعاً عن ذروة سبعة أشهر التي بلغها في الجلسة السابقة. وأغلق المؤشر توبكس الأوسع نطاقاً منخفضاً 1.97 في المئة إلى 1625.49 نقطة. واشتبك المرشحان حول تعامل ترمب مع جائحة فيروس كورونا والاقتصاد ونزاهة الانتخابات المقبلة.
وقال متعاملون ومحللون إن أياً من المرشحين لم يحقق تفوقاً في المناظرة، وذلك قبل الانتخابات، التي ربما لا تفرز فائزاً واضحاً. وذكر دايجو أوكي، من "يو بي أس سيكيورتيز"، "في الواقع زادت الضبابية إزاء الانتخابات".
وكان الأداء الأضعف على المؤشر توبكس لسهم مجموعة "ميتسوبيشي يو إف جيه المالية"، وانخفض 4.59 في المئة، يليه سهم مجموعة ميزهو المالية، وفقد 3.78 في المئة.
أما أكبر الرابحين فسهم "إن تي تي دوكومو"، وزاد 20.92 في المئة، يليه سهم مجموعة "سوفت بنك" وكسب 0.5 في المئة، وسجل "إن تي تي دوكومو" مكاسب لليوم الثاني مع سعي الشركة الأم إلى إلغاء إدراج أسهم الوحدة.