يبدو أن تداعيات كورونا لم تقتصر على البشر، وبينما اعتقد متخصصو الحيوانات والنباتات حول العالم، أن كثيراً من الحيوانات أصبحت طي النسيان، وطالها الانقراض، يأتي الفيروس المستجد بإجراءاته الاحترازية، لينفي تلك المزاعم. إذ ظهر حيوان الرباح مجدداً بالجزائر في غابة بوهران (شمال غرب)، وهو جنس يُرجح أنه مهدد بالانقراض، ومصنف ضمن الحيوانات المحمية في البلاد.
الرباح الخجول
وأرجع المتخصصون ظهور "الرباح" إلى تراجع النشاطات البشرية بسبب انتشار وباء كورونا، وما ترتب عليه من إجراءات احترازية، بحسب ما أفادت مديرية الغابات.
من جانبها، قالت مسؤولة الحيوانات والنباتات في مديرية الغابات إلهام قربوعة، "مر وقت طويل لم نشاهد الرباح، والآن حدث ذلك"، موضحة أن "عدد الحيوانات المتبقية من هذا الصنف قليل".
ويسمّى الرباح بـ "الزردي" في الجزائر، وهو من الحيوانات الليلية الخجولة، ولونه أسود مع خطوط رمادية وذيل طويل، ويساوي تقريباً طول الجسم، ويكسوه وبر متوسط الكثافة، وهو شبيه بالقط، ويتغذى على الحشرات والزواحف.
غياب البشر وظهور الحيوانات
ووفقاً لقربوعة، فإن "الحجر الصحي بسبب انتشار كورونا أسهم في عودة الحياة البرية إلى طبيعتها، فالحيوانات تحب الهدوء".
يذكر أن الرباح ثالث حيوان نادر يعاود الظهور في الجزائر خلال الأشهر الأخيرة. ففي مايو (أيار) رصد الفهد الصحراوي في الحديقة الثقافية للأهقار، في تمنراست أقصى جنوب البلاد.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
والفهد مهدد بالانقراض، ومدرج ضمن الحيوانات النادرة، ولم يظهر منذ أكثر من 10 سنوات في الجزائر. وقالت قربوعة "الفهد الصحراوي لم يختف بشكل كامل، لكننا لم نشاهده سوى من خلال كاميرات مراقبة"، مشيرة إلى أن "أعداده قليلة، وهو يعيش في المنطقة الواقعة بين الجزائر ومالي والنيجر".
وظهر الضبع المخطط مجدداً في يوليو (تموز)، داخل غابات تيبازة الساحلية التي تبعد 70 كيلومتراً عن الجزائر العاصمة. ويتغذى الضبع على بقايا الحيوانات النافقة، أو بقايا أكل الحيوانات المفترسة، وهو يخشى الإنسان، إلا أنه يلاحق بسبب معتقدات خاطئة حول نبشه قبور البشر.
شيطان تسمانيا يجوب أستراليا
ومن الجزائر إلى أستراليا، إذ عاد حيوان شيطان تسمانيا، أكبر الثدييات الجرابية آكلة اللحوم الباقية في العالم، إلى البر الرئيسي في البلاد للمرة الأولى منذ ثلاثة آلاف عام.
وهو حيوان في حجم كلب صغير، وأُدرج اسمه في 2008 ضمن قائمة حمراء بالأمم المتحدة للحيوانات المهددة بالانقراض، واشتُهر شيطان تسمانيا من خلال شخصية تاز في مسلسل الرسوم المتحركة "لوني تونز".
وقال تيم فوكنر، رئيس جمعية أوسي آرك المدافعة عن البيئة، "هذه هي المرة الأولى منذ ثلاثة آلاف عام أو نحو ذلك التي تجوب فيها شياطين تسمانيا غابات البر الرئيسي".
وعكفت جمعية أوسي آرك، التي تعاونت في هذا المشروع مع جمعيات أخرى منها غلوبال وايلدلايف كونزرفيشن ووايلد آرك، على تربية صغار شياطين تسمانيا، وتعتزم إطلاق 20 حيواناً آخر منها العام المقبل و20 آخرين في العام بعد المقبل.
وكانت شياطين تسمانيا قد اختفت من البر الرئيسي الأسترالي، بسبب صيدها من قبل كلاب الدنجو، واقتصر وجودها على جزيرة تسمانيا. لكن أعدادها هناك أيضاً تناقصت بشدة في تسعينيات القرن الماضي بسبب ورم يصيب الوجه.