في خطوة مفاجأة قطع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد مشاركته في القمة العربية وغادر إلى مطار قرطاج من دون أن يلقي كلمته. وأفادت مصادر إعلامية مقربة من رئاسة القمة العربية بأن الشيخ تميم خرج احتجاجاً على انتقاد الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط تركيا، حليفة قطر في المنطقة، حين قال "من غير المقبول تدخل قوى خارجية في المنطقة العربية بما يعكس أطماعاً إمبراطورية قديمة".
الملك سلمان: فلسطين على رأس اهتماماتنا
وفي كلمته الافتتاحية، شدّد العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز على أن القضية الفلسطينية تبقى على رأس اهتمامات السعودية، مؤكداً في الموضوع السوري على الرفض القاطع للإجراءات التي من شأنها المساس بالسيادة السورية على مرتفعات الجولان. وفي الشأن اليمني، أكد الحرص على الحل السياسي، وفقاً للقرارات الدولية، وقال إن السعودية ستستمر "في تنفيذ برامجها التنموية لتخفيف معاناة الشعب اليمني".
أما في الملف الليبي، فأكد الملك سلمان دعم جهود الأمم المتحدة، من أجل التوصل إلى حل بين الفرقاء، مشدداً على حرص السعودية على الوحدة الليبية.
وعقب انتهاء الكلمة الافتتاحية، سلَّم الملك سلمان رئاسة القمة إلى الرئيس التونسي، الباجي قايد السبسي.
السبسي: لا خيار للعرب غير التآزر
اعتبر الرئيس التونسي، الباجي قايد السبسي من جهته، أن لا خيار للعرب غير التآزر، ومن هذا المنطلق اقترح إطلاق شعار "قمة العزم والتضامن".
كما تطرق السبسي إلى تفاقم المشاكل التي تستنزف مقدرات الشعوب العربية من كل الجهات، معتبراً أنه من غير المقبول أن تتحوّل المنطقة العربية إلى ساحة للصراعات الخارجية، ما يستدعي تجاوز الخلافات وتنقية الأجواء العربية، وإرساء الوحدة والتضامن بين الدول العربية. ودعا الرئيس التونسي إلى "تكثيف الجهود لدفع علاقات التكامل الاقتصادي بين الدول العربية".
كما طالب "بدفع التنمية الشاملة والمواطنة لإبعاد المجتمعات العربية من خطر التطرّف. وأكد أن تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة لا يتمّان إلا بتسوية عادلة للقضية الفلسطينية.
وفي حديثه عن الملف الليبي، قال "أمن ليبيا من أمن تونس، وتأزّم الوضع الليبي يطاول الجميع في المنطقة"، مشدّداً على أن الحوار والتوافق هما السبيل الأنجع لإنهاء الأزمة الليبية.
كذلك تطرّق السبسي إلى الأزمة السورية، قائلاً "يجب على أيّ حلٍ في سوريا أن يراعي وحدة أراضيها"، كما دعا إلى تسريع وتيرة مسار الحلّ السياسيّ. وفي شأن الجولان، أكد أن المرتفعاتِ السوريةَ أراضٍ محتلة من قبل إسرائيل، رافضاً "أيّ إجراءٍ لتثبيت الأمر الواقع".
محمود عباس: نصرة فلسطين
وأعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أن الفلسطينيين يتطلّعون إلى الزعماء العرب لنصرة القضية الفلسطينية. وانتقد الدعم الأميركي لإسرائيل قائلاً "ما تشهده فلسطين من ممارسات قمعية ونشاطات استيطانية وخنق للاقتصاد الفلسطيني ومواصلة إسرائيل سياستها العنصرية والتصرّف كدولة فوق القانون، ما كان له أن يكون لولا دعم الإدارة الأميركية الاحتلال الإسرائيلي".
وأضاف رئيس دولة فلسطين "في ظلّ غياب حلّ سياسيّ يستند إلى الشرعية الدولية دعَونا إلى عقد مؤتمر دوليّ للسلام لإنشاء آلية دولية متعدّدة الطرف لرعاية المفاوضات".
السيسي: تطوير المنظومة العربية لمكافحة الإرهاب
وقال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي من جانبه، "إن مواجهة خطر الإرهاب، الذي بات يهدّد وجود الدولة الوطنية في المنطقة العربية، تقتضي التحرّك في شكل سريع ومن دون مماطلة، لتطبيق جميع عناصر المقاربة الشاملة لمكافحة الإرهاب، التي تضمّنتها قرارات جامعة الدول العربية ذات الصلة، وعلى رأسها قرار تطوير المنظومة العربية لمكافحة الإرهاب، الذي اعتُمد في القمة العربية الأخيرة في الظهران.
صباح الأحمد: على إيران احترام سيادة الدول العربية
أما أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، وفي الشأن الفلسطيني، أوضح أن "القضية الفلسطينية تبقى القضية المحورية والأولى للعرب"، مشدداً على "دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية". وفي ما يعود إلى سوريا، قال الصباح "نرفض اعتراف واشنطن بسيادة إسرائيل على الجولان السوريّ المحتل". كذلك شدّد الشيخ الصباح: "على حلٍ سياسيّ لسوريا وفق مبادئ اتفاق جنيف1".
وفي الشأن اليمني، أكد "ضرورة وجود حل سريعٍ يضع حداً لمعاناة الشعب اليمني". وعن إيران، قال الصباح "نريد علاقة مع إيران تحترم سيادة الدول وحسن الجوار"، مؤكداً ضرورة البحث عن حلول تعيد الاستقرار إلى منطقتنا العربية".
الملك عبد الله الثاني: قرارات تلبّي تطلعات الشعوب العربية
العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، دعا قادة قمة تونس إلى "اتخاذ قرارات تلبّي طموحات الشعوب العربية وتطلّعاتها، ومواجهة التحدّيات التي تقفُ أمام العمل العربيّ المشترك".
مكرراً التأكيد أن "القضية الفلسطينية تبقى أولويتنا كدولٍ عربية، ونرفض أيّ محاولة لتغييرِ هويّة القدس العربية". وعن العراق، قال العاهل الأردني إن بلاده "تتطلع بإيجابية إلى تطوّر العملية السياسية في العراق وتأمل في تعزيز التعاون".
أما في ملف سوريا، فأملَ الملك عبد الله الثاني في إيجاد حلّ سياسيّ شاملٍ ينهي الأزمة السورية، مؤكداً أن موقف بلاده من هضبة الجولان "ثابتٌ وهي أرضٌ سورية محتلّة".
كذلك لفت خلال كلمته إلى أنه "يجب مواصلة العمل على مكافحة الإرهاب على الرغم من هزيمة داعش، والتحديات التي نواجهها كدولٍ عربية، عابرةٍ للحدود وخصوصاً التدخلات الخارجية".
أبو الغيط: تدخلات خارجية من إيران وتركيا
وكان أكد الأمين العام للجامعة العربية، أحمد أبو الغيط، تقديره جهود السعودية في التعامل مع الأزمات التي شهدتها المنطقة العربية خلال العام المنصرم.
وأشار إلى "معاناة الشعوب العربية في مناطق كثيرة من الإرهاب"، موضحاً أن "الأمن القومي العربيّ تعرَّض لأشرس التحديات في التاريخ المعاصر، ومنها التدخلات الخارجية وبخاصة من جانب تركيا وإيران".
وفي إشارة إلى تركيا قال "من غير المقبول تدخل قوى خارجية في المنطقة العربية بما يعكس أطماعاً إمبراطوريةً قديمة". وحول الجولان السورية المحتلة، قال أبو الغيط إن "الاحتلال الإسرائيلي يحاول تثبيت الواقع وقضمَ الأراضي"، معتبراً أن "الإعلان الأميركي حول الجولان منافٍ لكل الأعراف الدولية".
الأمين العام للأمم المتحدة: القدس عاصمة مشتركة
الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، الذي شارك أيضاً في القمة، قال في كلمته إن "الأمم المتحدة تدعم وحدة العالم العربيّ كشرطٍ لاستقرار المنطقة ومنع التدخلات الخارجية".
وأضاف "نعمل على إنهاء مشاكل الشعب اليمني عبر اتفاق استوكهولم". وأكد "أهمية حل الدولتين بين الفلسطينيين والإسرائيليين والقدس عاصمة لهما".
وأشار الأمين العام للأمم المتحدة إلى أن "الدعوة إلى مؤتمر وطني مؤشرٌ إيجابي لمسار الحل في ليبيا"، كما أشار إلى دعمه "وحدة سوريا بما فيها هضبة الجولان".
ومن جهة أخرى نوّه إلى أن "الدول العربية بذلت جهوداً وتضحيات كبيرة في مكافحة الإرهاب".