أوصى عدد من الأطباء البريطانيين بضرورة فرض إلزامية ارتداء أقنعة الوجه في المكاتب وفي الأماكن الخارجية على حد سواء، وذلك عندما يتعذر التزام مبدأ التباعد الاجتماعي الذي يقضي بالحفاظ على مسافة مترين بين شخص وآخر.
دعت كذلك "الجمعية الطبية البريطانية" British Medical Association BMI إلى توفير كمامات طبية للفئات الضعيفة من الناس، والأشخاص الذين تخطوا الستين من العمر.
وقال الدكتور تشاند ناغبول، رئيس الجمعية نفسها، إنه لا بد من فرض تدابير أكثر صرامة بغية وقف انتشار "كوفيد-19".
ويرى ناغبول أن التناقض الذي يشوب تعليمات الحكومة بشأن أقنعة الوجه وتدابير التواصل الاجتماعي قد لعب دوراً في استفحال الفيروس في البلاد.
وأضاف قائلاً إن "معدل الإصابة بالعدوى (كورونا) ارتفع في أعقاب التخفيف السريع لإجراءات (الوقائية)، ومع تخلي حكومة وستمنستر عن حذرها، فمثلاً في الآونة الأخيرة، خلال أغسطس (آب) الماضي، راحت الحكومة تشجع الناس على السفر والذهاب إلى العمل، والاختلاط بعضهم ببعض في المطاعم والحانات".
وفق ناغبول "يتعين على الحكومة إعادة بناء ثقة الجمهور وإيمانه بالإجراءات التي تتخذها من أجل استعادة السيطرة على تفشي الفيروس، وعليها أن توفر أيضاً الدعم المالي الذي تحتاج إليه الشركات لتمكينها من جعل المرافق والبيئات العامة آمنة من (كورونا)، مع وضع قواعد واضحة بشأن المقصود بـ(آمن من كوفيد)، ومع التصاعد السريع في حالات دخول المستشفيات بسبب (كورونا) في مناطق من إنجلترا، فإن المجال مفتوح أمام حكومة وستمنستر لفرض قيود بسيطة وأشد صرامة."
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ونشرت "الجمعية الطبية البريطانية" قائمة توصيات من شأنها أن تحد، بحسب قولها، من انتشار الفيروس، وتعزز ثقة الناس وتدعم اقتصاد البلاد، وهي:
- إلزامية ارتداء أقنعة الوجه في جميع الأماكن الخارجية التي يتعذر التباعد فيها بين شخص وآخر بمقدار مترين.
- إلزامية الكمامات في بيئات العمل كافة، إلا إذا كان الموظف يعمل بمفرده.
- توفير أقنعة وجه مجانية للأشخاص المعفيين من دفع تكاليف الوصفات الطبية، وعند مداخل كل الأماكن العامة لمن لا يحمل كمامة.
- توفير أقنعة وجه طبية مجانية لكبار السن الذين تخطوا الستين من العمر، أو للأشخاص ضمن فئات المجتمع الهشة، طبقاً لتوصيات "منظمة الصحة العالمية".
- تعديل "قاعدة الستة" rule of six التي أقرتها الحكومة في وقت سابق والتي تقضي بمنع تجمع أكثر من ستة أشخاص في مكان واحد.
- تقديم الدعم المالي للشركات ومؤسسات التجزئة والضيافة بغية تمكينها من جعل أماكن العمل آمنة من "كوفيد"، ووضع قواعد واضحة بشأن معنى بيئة "آمنة من كوفيد".
- إضافة وظائف جديدة لتطبيق "هيئة الخدمات الصحية الوطنية" NHS والمتعلق بــ"الاختبار والتتبع"، من خلال إضافة معلومات أكثر تفصيلاً للناس عن معدلات الإصابة في مناطقهم، بما في ذلك الأرقام الفعلية لنسب الإصابة بالفيروس والتطورات المرتبطة بذلك.
ويعتقد الدكتور ناغبول أنه من شأن تلك التوصيات أن تخلف تأثيراً إيجابياً في الحد من انتشار فيروس كورونا "إذا تم اعتمادها بسرعة كبيرة".
وأضاف في هذا الصدد "نعلم أنه عبر اتباع عامة الناس السلوك الصحيح واكتساب ثقة الناس من جديد، فإنه بالإمكان السيطرة على العدوى، علماً بأن البلاد كانت قد شهدت أقل من 500 حالة جديدة يومياً في منتصف يوليو (تموز) الماضي".
وأسهب قائلاً "نحن مضطرون إلى تقبل مرارة العدوى التي تواصل تفشيها بمعدل محفوف بالمخاطر، لكن إذا اتخذت سلسة من الإجراءات الصارمة الآن (لمواجهة كورونا) فستعود بالنفع الكبير في الأمد البعيد على عدد أكبر من الناس."
من جانبها، ورداً على الاتهام بالتناقض في تعليمات الحكومة (من قبيل ارتداء الكمامة والتزام قواعد التباعد الاجتماعي)، قالت وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية، إن الحكومة البريطانية استرشدت بنصيحة المتخصصين "في كل مرحلة" من مراحل الجائحة.
وجاء في بيانها "لقد كنا واضحين منذ البداية بأن الامتثال العام لقواعد العزل الذاتي وإجراءات التباعد الاجتماعي أمر ذو أهمية حاسمة حتماً في منع انتشار الفيروس. لقد قدمنا الدعم المالي لمساعدة الناس في عزل أنفسهم، وجعلنا قواعد التباعد الاجتماعي أكثر بساطة عبر (قاعدة الستة)، وأطلقنا حملة اليدين والوجه والمسافة (Hands Face Space)، ومن خلال رد فعلنا، حرصنا على ألا تقف مؤسسة (أن أتش أس) عاجزةً، حتى في ذروة تفشي الفيروس، وذلك من أجل توفير دائم لأفضل رعاية صحية ممكنة للجميع"، وفق بيان الوزارة.
(أسهمت "برس أسوسيايشن" في إعداد التقرير)
© The Independent