نزل أكثر من 100 ألف شخص إلى شوارع العاصمة البيلاروسية مينسك، الأحد، آخر أيام المهلة التي حددتها المعارضة للرئيس ألكسندر لوكاشينكو للاستقالة بعد أشهر من الاحتجاجات الواسعة.
واستخدمت الشرطة القنابل الصوتية لتفريق المتظاهرين، ونفذت حملة اعتقالات واسعة وفق ما أفادت قنوات للمعارضة على تطبيق "تلغرام"، عارضة مشاهد عدد كبير من الأشخاص يفرون من قمع الشرطة.
وأفادت منظمة "فيسنا" لحقوق الإنسان أن نحو 100 شخص اعتقلوا خلال المساء.
وأظهرت تسجيلات مصورة التقطها أشخاص كانوا على الطريق وتداولتها وسائل الإعلام المحلية في وقت سابق، مواكب حافلات تقل عناصر أمن إلى وسط المدينة، إضافة إلى حواجز معدنية.
وأغلقت عشر محطات مترو في وسط مينسك لمنع المتظاهرين من التجمع، بينما فرضت السلطات قيوداً على إنترنت الهواتف المحمولة.
إضراب عام
أمهلت زعيمة المعارضة المنفية سفيتلانا تيخانوفسكايا، لوكاشينكو أسبوعين للاستقالة ووقف العنف وإطلاق السجناء السياسيين، محذرة إياه من إضراب عام يبدأ الإثنين ما لم يتم ذلك.
وهتف بعض المتظاهرين الأحد "إضراب" بينما جالوا الشوارع. وقدرت وسائل الإعلام المحلية عدد المشاركين بـ 100 ألف على الأقل.
وفرّت تيخانوفسكايا، التي لا تملك خبرة سياسية، من بيلاروس بعدما أعلنت فوزها في الانتخابات الرئاسية التي جرت في أغسطس (آب)، وفاز لوكاشينكو (66 سنة) فيها بولاية سادسة، لتعمل المعارضة على حشد دعم القادة الأوروبيين، داعية إلى انتخابات جديدة.
وخلال زيارتها إلى كوبنهاغن الجمعة للقاء وزير الخارجية الدنماركي ييبي كوفود، دعت إلى إعادة الاقتراع "في أقرب موعد ممكن". وقالت في بيان منفصل إنه يجب أن يتم تحديد موعد الانتخابات بحلول نهاية العام.
لكنها أقرّت بأن من غير الواضح كم من البيلاروسيين سيستجيبون لدعوة الإضراب العام الإثنين، في وقت يشعر كثيرون بالقلق حيال الترهيب الذي تمارسه الحكومة، واحتمال طردهم من وظائفهم في الشركات التي تديرها الدولة.
وقالت لوكالة الصحافة الفرنسية، "أعرف أن كثيرين يخشون خسارة وظائفهم".
وأضافت، "لا ننظم الإضرابات وحدنا. الناس هم من يقررون إن كانوا على استعداد لها أم لا".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقالت قناة "نيكستا" بعد أيام على تصنيفها بأنها "متطرفة" من قبل محكمة في مينسك، "حان الوقت لعودة القانون والتنمية والانتخابات العادلة ومجموعة كاملة من الحقوق المدنية في بيلاروس". وأضافت، "انقضى آخر يوم للمهلة النهائية التي وضعها الشعب".
وبعد حملة أمنية شنتها الشرطة بحق المتظاهرين، اعتقل خلالها الآلاف وتخللتها اتهامات بالتعذيب داخل السجون، حذرت السلطات هذا الشهر من أنها ستسمح باستخدام الذخيرة الحية لتفريق المحتجين.
لكن المتظاهرين المناهضين للوكاشينكو واصلوا التجمع في أنحاء البلاد بالرغم من التهديدات، فاحتشد عشرات الآلاف نهاية كل أسبوع، وخرجت مئات النساء في مسيرة جابت أنحاء مينسك احتجاجاً على لوكاشينكو، بينما أفادت تقارير عن عمليات اعتقال.
دعم خارجي
فرض الاتحاد الأوروبي ودول غربية سلسلة عقوبات ضد حلفاء لوكاشينكو على خلفية الشبهات بتزوير الانتخابات وعنف الشرطة. في الأثناء، اعتمد الرئيس البيلاروسي بشكل متزايد على دعم حليفته روسيا في مواجهة الاضطرابات.
وفي ذروة الأزمة السياسية، تعهد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتقديم قرض قيمته 1.5 مليار دولار لحكومة لوكاشينكو دعماً للاقتصاد، بينما عرض أن تُقدم أجهزة بلاده الأمنية الدعم في حال تفاقم عدم الاستقرار في بيلاروس.