بدأ العد التنازلي في الولايات المتحدة الأميركية استعداداً للاستحقاق الرئاسي في 3 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل الذي سيحدد من سيظفر بالبيت الأبيض.
ويبدو أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب يستغل الأيام القليلة التي تفصل عن موعد الانتخابات بالتنقل من ولاية إلى أخرى في مسعى لتعويض فارق النقاط بينه وبين خصمه الديمقراطي جو بايدن.
وعلى الرغم من أن استطلاعات الرأي على مستوى البلاد تظهر تقدماً واضحاً لبايدن إلا أنها تظهر أيضاً سباقاً متقارباً في ولايات حاسمة قد تحدد النتيجة.
وفي الأثناء، تستمر الحرب الكلامية بين المرشحين. إذ شكك ترمب، الاثنين، في قدرات بايدن، الذي بدا أنه نسي الاسم الأول للرئيس الجمهوري خلال مداخلة تم تصويرها مساء الأحد.
وكتب ترمب، الذي يلقب خصمه بـ "جو النائم" في تغريدة على تويتر، "ناداني جو بايدن الليلة الماضية جورج. لم يتمكن من تذكر اسمي".
وأضاف أن "المذيع ساعده لينهي المقابلة"، متهماً وسائل الإعلام بـ "تغطية" هذه الحادثة.
Joe Biden called me George yesterday. Couldn’t remember my name. Got some help from the anchor to get him through the interview. The Fake News Cartel is working overtime to cover it up!
— Donald J. Trump (@realDonaldTrump) October 26, 2020
ومساء الأحد، قال بايدن خلال تجمع افتراضي لدعم حملته الانتخابية "أربع سنوات إضافية مع جورج...، جورج..."، قبل أن يتوقف. وتابع وهو يجلس بجانب زوجته جيل بايدن، "إذا أعيد انتخاب ترمب، سنجد أنفسنا في عالم آخر".
وتم تداول مقطع الفيديو الاثنين في وسائل إعلام المحافظين، التي تساءلت عما إذا كان بايدن يقصد واحداً من الرئيسين السابقين جورج بوش الابن والأب.
ويُعرف عن المرشح الديمقراطي هفواته المتكررة، كما يشكو من التلعثم.
وتكشف زلاته، بحسب خصومه، تراجع حالته الصحية. حتى أن ترمب اتهمه بتعاطي المنشطات، داعياً إياه إلى إجراء اختبار لكشف ذلك قبل المناظرة الأولى بينهما.
مواجهة كورونا
وكرر الرئيس الأميركي الأحد القول إن بلاده تحرز تقدماً في مواجهة جائحة كورونا، على الرغم من تسجيل أعداد قياسية في الإصابات، بينما واصل نائبه مايك بنس الحملة الانتخابية رغم ثبوت إصابة عدد من المستشارين من حوله بالفيروس.
وواصل ترمب هجومه على بايدن في ولاية نيوهامشير، كما فعل في جولاته الانتخابية التي أجراها السبت في ولايات نورث كارولينا وأوهايو وويسكنسن.
وعلى الرغم من أن هذه الولاية لا تعد من الولايات المؤثرة جداً، إلا أن ترمب يحاول الفوز فيها، بعدما كان خسرها أمام هيلاري كلينتون عام 2016 بفارق ضئيل جداً بلغ 3 آلاف صوت.
ورغم تصاعد وتيرة الزيادة في أعداد الإصابات بكورونا في الكثير من مناطق الولايات المتحدة، قال ترمب "لم تتعاف أمة في العالم أجمع كما تعافينا".
وقال ترمب لحشد من مؤيديه الكثير منهم لم يضع كمامات أو يراعي قواعد التباعد الاجتماعي "نحن نتغلب على الأمر... لدينا لقاحات ولدينا كل شيء. حتى دون لقاحات نحن نتغلب على الأمر". وتابع قائلاً "سينتهي الأمر. وتعلمون من أصيب به؟ أنا... هل تصدقون ذلك؟".
وقال مارك ميدوز كبير موظفي البيت الأبيض لقناة تلفزيون (سي إن إن) "لسنا بصدد السيطرة على الجائحة. نحن بصدد الحصول على لقاحات وعلاجات وسبل أخرى لتخفيف الأثر".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
"راية الاستسلام"
وفي بيان أصدرته حملة بايدن تعليقاً على تلك التصريحات، قال المرشح الديمقراطي إن ميدوز "أقر بشكل صادم هذا الصباح بأن الإدارة الأميركية استسلمت حتى في ما يتعلق بمحاولة السيطرة على تلك الجائحة... لقد تخلوا عن مهمتهم الأساسية ألا وهي حماية الشعب الأميركي".
وتابع بايدن قائلاً "لم تكن تلك زلة لسان من ميدوز بل كان اعترافاً ضمنياً باستراتيجية الرئيس ترمب منذ بداية تلك الأزمة وهي التلويح براية الاستسلام البيضاء والأمل بأن الفيروس سيختفي بمجرد تجاهله. لم يحدث ولن يحدث".
ومن المقرر أن يكمل ترمب حملته الانتخابية في ولاية مين. ولم يكن لدى بايدن أي فاعليات على جدول حملته الانتخابية الأحد.
الاقتراع المبكر
أظهرت بيانات "مشروع الانتخابات الأميركية"، اليوم الاثنين، أن أكثر من 60 مليوناً أدلوا بأصواتهم في انتخابات الرئاسة قبل ثمانية أيام من موعد الاقتراع، وذلك في تصويت تجاوز الأرقام القياسية ويمكن أن يسفر عن أعلى إقبال خلال أكثر من قرن.
وفي عام 2016، صوت 57 مليون ناخب بالاقتراع المبكر أو عبر البريد، وفقاً للموقع الإلكتروني للجنة المساعدة الانتخابية الأميركية.
وهذه الزيادة في أعداد الناخبين الذين اختاروا التصويت المبكر، سببها مخاوف هؤلاء من الإدلاء بأصواتهم شخصياً في غمرة أزمة كورونا، أو بسبب القلق من إمكان حصول صدام انتخابي بين المرشحين.
وأحرز الديمقراطيون، الذين يحضون على التصويت المبكر، تقدماً في عدد الأصوات المدلى بها حتى الآن. في المقابل، يعتبر ترمب والجمهوريون أن التصويت عبر البريد قد يفتح مجالاً لحصول عمليات تزوير. ويتوقع أن يدلي كثير من الناخبين الجمهوريّين بأصواتهم في يوم الاقتراع.