يعيش نادي برشلونة الإسباني على صفيح ساخن منذ أشهر، بسبب الصراع الشديد الذي نشب بين الأعضاء والجماهير ونجوم النادي من جهة، ومجلس الإدارة من جهة أخرى، وقد انتهى قبل ساعات باستقالة جوسيب ماريا بارتوميو، عن منصب الرئيس مصطحباً معه كامل مجلس إدارته، بعد الضغوط الهائلة التي تعرضوا لها، إلا أن فترة برشلونة الحرجة لم تنتهِ برحيل بارتوميو ورجاله.
ولا يزال النادي الكتالوني يمر بفترة عصيبة في سبيله لإجراء انتخابات الرئاسة، أملاً في جلب مجلس جديد يعيد الاستقرار لقلعة "كامب نو"، ويصوغ مستقبل العملاق الإسباني الذي عانى سلسلة طويلة من الإخفاقات سواء داخل المستطيل الأخضر أو خارجه.
وشهدت الشهور الأخيرة توتراً غير مسبوق في علاقة أعضاء برشلونة وجماهيره ونجومه بمجلس الإدارة، وقد لعب الأرجنتيني ليونيل ميسي قائد الفريق وهدافه التاريخي في كل البطولات، دور البطولة في الإطاحة ببارتوميو، حين أعلن نيته الرحيل عن النادي في الانتقالات الصيفية الماضية بعد الهزيمة الكارثية التي مُني بها البارسا بنتيجة 8-2 على يد بايرن ميونيخ في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، بعد أيام قليلة من خسارة لقب الدوري الإسباني لصالح الغريم التاريخي ريال مدريد.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأعلن برشلونة، منذ ساعات، عبر موقعه الرسمي، تعيين مجلس مؤقت لتسيير الأمور الإدارية الاعتيادية، لحين انتخاب مجلس إدارة جديد في غضون ثلاثة أشهر، هي المدة الممنوحة للمجلس المؤقت للتمهيد للانتخابات.
وضم مجلس الإدارة المؤقت برئاسة كارليس توسكيتس، نائب وأمين صندوق وسكرتير وعدة أعضاء، وقد صرح الرئيس المؤقت في مؤتمر صحافي منذ ساعات أن الدور الرئيس للجنة الإدارية المؤقتة هو الدعوة للانتخابات في أسرع وقت ممكن، وطالب بتلقي أكبر قدر ممكن من الدعم لضمان أفضل مشاركة ممكنة في الانتخابات.
وأفصح توسكيتس عن أبرز مخاوفه في الفترة المقبلة، مشيراً إلى أن المناخ الاقتصادي هو أبرز الملفات الشائكة التي سيكون على مجلس إدارته التعامل معها ومعالجتها قدر الإمكان.
وطمأن توسكيتس جماهير برشلونة والأعضاء فيما يتعلق بموعد الانتخابات الرئاسية، حيث قال إن الانتخابات ستكون في أقرب وقت ممكن، لكن من دون الانصياع لأي ضغوط لتقديم موعد الانتخابات عن الموعد المناسب الذي سيتم الاتفاق عليه.
وعلى الرغم من قرب موعد انتخابات رئاسة برشلونة لاختيار خليفة بارتوميو، لم يعلن سوى خمسة مرشحين نيتهم خوض غمار السباق الانتخابي، هم فيكتور فونت، المدعوم من عدد لا بأس به من نجوم النادي السابقين، الذي اتفق بالفعل مع أسطورة خط الوسط تشافي هيرنانديز على تولي الإدارة الفنية للبارسا حال جلوسه على مقعد الرئيس، وجوردي فار وتوني فريسكا ولويس فيرنانديز وأوجستي بينيديتو.
ولا يزال موقف الرئيس الأسبق خوان لابورتا غامضاً فيما يخص الانتخابات، حيث أكدت مصادر موثوقة نيته المنافسة على مقعده السابق الذي قاد منه النادي لتحقيق إنجازات تاريخية، لكنه لم يحدد موقفه بصفة رسمية حتى الآن، وتشير مصادر أخرى إلى احتمالية تحالفه مع فيكتور فونت لتكوين جبهة قوية.
وكان لابورتا، أحد أول المعلقين على استقالة بارتوميو، حيث كتب عبر حسابه على موقع "تويتر": "الآن بات الطريق مفتوحاً لإعادة بناء النادي".
ويبدو أن رحيل بارتوميو ومجلس إدارته، رفع من معنويات العملاق الكتالوني الذي حقق فوزاً ثميناً على مضيفه البطل الإيطالي يوفنتوس بنتيجة 2-0 في دور المجموعات بدوري أبطال أوروبا، ليقترب الفريق من بلوغ الدور التالي.