رفعت أجهزة الأمن البريطانية اليوم الثلاثاء، مستوى التحذير في مواجهة تهديد إرهابي إلى "خطير"، غداة اعتداء فيينا وهجمات عدة شهدتها فرنسا.
وقالت الاستخبارات الداخلية البريطانية (إم آي 5)، التي أعلنت التدبير على موقعها الإلكتروني، إن التحذير منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2019، وكان عند مستوى "فعلي"، وحين يتم رفعه إلى "خطير"، وهو المستوى الرابع ضمن خمسة مستويات، فهذا يعني أن وقوع هجوم إرهابي بات "مرجّحاً جداً"، وفقاً لوكالة الأنباء الفرنسية.
وأوضحت وزيرة الداخلية بريتي باتل، على تويتر، أن "هذا تدبير احترازي ولا يتعلق بأي تهديد معين". وأضافت، "على الناس أن يواصلوا التزام الحيطة وإبلاغ الشرطة عن أي نشاط مشبوه".
وأسفر الهجوم في فيينا، مساء الاثنين، عن مقتل أربعة أشخاص وجاء عشية بدء فرض تدابير إغلاق في أنحاء النمسا. وتبدأ إنجلترا الخميس فترة إغلاق تستمر أربعة أسابيع.
والقرار البريطاني اتخذه مركز تحليل الإرهاب المشترك، الذي يجري مراجعة رسمية لمستوى التهديد كل ستة أشهر بمعزل عن وزراء الحكومة، وتنضوي في المركز وكالة الاستخبارات الداخلية البريطانية والاستخبارات الخارجية وجهاز الشرطة. ويُجرى تقييم لمعلومات الاستخبارات المتعلقة بالإرهاب في الداخل والخارج، وكان مستوى التحذير قد رفع مرتين إلى "حرج" وهو أعلى المستويات خلال مايو (أيار) وسبتمبر (أيلول) 2017.
طعن فرنسا يثير حذر بريطانيا
وفي سياق متصل، أعلن المتحدث باسم الشرطة الفرنسية، اليوم الثلاثاء، أن السلطات ألقت القبض على رجل مسلح بسكين كبيرة كان يتجول في منطقة بير لاشيز بوسط باريس. وأضاف أن بعض المارة أبلغوا الشرطة التي طوقت المنطقة لفترة وجيزة واعتقلت الرجل في غرفة بأحد الفنادق.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وكان مهاجم قد قطع رأس امرأة وقتل شخصين آخرين في كنيسة بمدينة نيس، يوم الخميس، في ثاني هجوم بسلاح أبيض تشهده فرنسا خلال أسبوعين، حيث تعتقد السلطات بأن التشدد الإسلامي هو الدافع وراء ذلك، ما دفعها إلى القبض على عدد من المشتبه فيهم بالبلاد.
وبعد الاعتداء الذي وقع في مدينة نيس، نُقل عن مصدر في شرطة مدينة ليون، مساء يوم السبت، أن كاهناً أرثوذكسياً أصيب بجروح بالغة بعد تعرضه لإطلاق نار مرتين، بينما فر المهاجم الذي كان يحمل بندقية صيد.
النمسا توحد أوروبا مجدداً ضد الإرهاب
وأمس الاثنين فتح مسلحون النيران في ستة مواقع مختلفة بوسط العاصمة النمساوية فيينا بالقرب من معبد يهودي، ما أسفر عن سقوط قتلى بينهم أحد المنفّذين و14 جريحاً، بينهم ستّة في حالة حرجة. ووصف المستشار النمساوي سيباستيان كورتس ما حدث بأنه "هجوم إرهابي بغيض"، مؤكداً مقتل أحد المسلحين.
وزار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون السفارة النمساوية في باريس، اليوم الثلاثاء، للتعبير عن "دعمه غير المشروط للشعب النمساوي" وللدعوة إلى ردّ جامع على "الأعداء الذين يهاجمون أوروبا". وقال، "سنفعل كل شيء، كأوروبيين، للوقوف معاً ومحاربة آفة الإرهاب هذه. والمضي قدماً من دون التخلي عن أي من قيمنا"، وأضاف "تمثل فيينا تجسيداً حقيقياً لقيمنا. ويشير هذا الهجوم أيضاً إلى إرادة أعدائنا في مهاجمة حقيقة أوروبا، أرض الحرية والثقافة والقيم، بالتالي لن نتنازل عن أي شيء".
ووفقاً للمعلومات الأولية التي أعلنتها السلطات النمساوية، فإن أحد منفذي هجوم فيينا ينتمي إلى تنظيم داعش، الأمر الذي استنهض القادة الأوروبيين، فنددوا بالعمل الإرهابي، فيما اقترح وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو، الثلاثاء، قانوناً أوروبياً لمكافحة الإرهاب على غرار القانون الأميركي "باتريوت آكت" الذي تم إقراره بعد أحداث 11 سبتمبر 2001.