ارتفعت قيمة الليرة التركية، إحدى أسوأ العملات أداءً في العالم، بنحو 2.5 في المئة مقابل الدولار الاثنين، 9 نوفمبر (تشرين الثاني)، بعد تنّحي صهر الرئيس رجب طيب أردوغان، براءت البيرق، من منصبه كوزير للمالية.
وبلغت قيمة الليرة 8.19 مقابل الدولار في الساعة الثامنة صباحاً بتوقيت غرينتش، بعد أن افتتحت اليوم عند حوالى 8.40 مقابل الدولار.
وأعلنت الرئاسة التركية الاثنين موافقة أردوغان على استقالة صهره من وزارة المال.
وعيّن الرئيس التركي ليل الإثنين النائب السابق لرئيس الحكومة لطفي علوان وزيراً للمالية خلفاً لصهره المستقيل.
وعلوان (58 سنة) رئيس لجنة التخطيط والموازنة في البرلمان التركي، وسبق أن شغل مناصب حكومية عدة من بينها نائب رئيس الوزراء ووزير التنمية.
استقالة لـ"أسباب صحية"
وفي خطوة غير متوقعة، أعلن البيرق استقالته من منصبه في وقت متأخر من مساء الأحد لـ"أسباب صحية"، بحسب بيان نشر على صفحته الرسمية عبر موقع التواصل الاجتماعي "إنستغرام".
وقال براءت البيرق، "بعد تولي حقائب وزارية على مدى خمس سنوات تقريباً، قررت التوقف عن ممارسة مهامي كوزير للمالية لأسباب صحية". وأضاف أنه يريد قضاء مزيد من الوقت مع عائلته التي أهملها، بحسب قوله.
والبيرق متزوج من إسراء الابنة الكبرى لأردوغان، وكان وزيراً للمالية منذ عام 2018، وشغل سابقاً منصب وزير الطاقة بين عامي 2015 و 2018.
الإطاحة بحاكم المركزي
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وبحسب ما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية (أ ف ب)، فإن استقالة صهر الرئيس التركي تأتي غداة إقالة أردوغان حاكم المصرف المركزي، بعدما خسرت الليرة التركية 30 في المئة من قيمتها في مقابل الدولار منذ مطلع العام.
يذكر أن الحاكم الجديد للمصرف المركزي هو وزير المالية السابق ناجي إقبال، الذي حل خلفاً لمراد أويصال الذي شغل المنصب لمدة 16 شهراً فقط، لتجري إقالته بموجب مرسوم رئاسي صدر السبت الماضي.
وكان أويصال تولى منصبه في يوليو (تموز) 2019، بعد إقالة سلفه مراد تشيتن كايا، وسط خلافات بينه وبين أردوغان حول خفض معدلات الفائدة.
وصرّح محافظ المصرف المركزي الجديد إن الهدف الأساسي للبنك هو تحقيق استقرار الأسعار والمحافظة عليه.
الفوائد المرتفعة
عارض أردوغان السياسات المصرفية والفوائد المرتفعة منذ فترة، إلا أنه قال في السابع من نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، "إنه يحارب مثلثاً شيطانياً من معدلات الفائدة وأسعار صرف وتضخم".
وبرزت الآمال خلال شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي في أن يقوم البنك المركزي برفع الفائدة الرئيسة بسبب ضعف الليرة، لكن الأسواق شعرت بالخيبة بسبب بقائها عند معدلاتها.
وسائل إعلامية تركية
أوردت وسائل إعلام تركية أن استقالة البيرق جاءت على خلفية قرار تعيين إقبال حاكماً للمصرف المركزي.
لكن نائب رئيس الكتلة النيابية لحزب أردوغان "العدالة والتنمية" محمد موس، أعلن تأييده للبيرق عبر تغريدة له، واصفاً إياه بأنه تولى منصب وزير المالية "في فترة بالغة الصعوبة".
وجاء في التغريدة، "آمل أن يستمر في منصبه بموافقة الرئيس"، ليوافقه الرأي نائب وزير النقل عمر فاتح صايان، الذي كتب في تغريدة له، "آمل ألا تقبل الاستقالة، بلادنا وأمتنا والأمة الإسلامية تحتاج إليك".
وقد أرفق عدد من نواب الحزب تغريداتهم الداعمة لوزير المالية المستقيل بوسم "نحن معك براءت البيرق".
لكن كبير المستشارين الاقتصاديين السابق لحاكم المصرف المركزي هاكان كارا رحب عبر "تويتر" بالاستقالة. وكتب، "في هذه المرحلة ليس هناك سوى أمر واحد يمكن القيام به للخروج من الأزمة، وهو ما حصل". وتابع، "من الواضح أن ما يجب القيام به في المرحلة الأولى هو قلب مسار كل ما حصل في السنتين الماضيتين".
وخلال العامين الماضيين اللذين تولى خلالهما البيرق وزارة المالية، شهدت تركيا أزمة مالية بدءاً من العام 2018، تلتها فترة ركود، وصولاً إلى تراجع قيمة الليرة التركية إلى أدنى مستوى لها في مقابل الدولار خلال العام الحالي.
وفي أغسطس (آب) الماضي، أثار البيرق غضباً شعبياً عارماً حين قلّل من أهمية الانخفاض الحاد في سعر الليرة. وصرّح في مقابلة تلفزيونية حيّة آنذاك، "هل تتلقون مرتباتكم بالدولار؟". وأضاف، "هل لديكم أي أعمال بالدولار؟"، في تصريحات انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي.