دفعت أخبار اللقاح الجديد لمواجهة فيروس كورونا، التي صدرت عن شركة موديرنا، مؤشرات بورصة "وول ستريت" إلى التحليق مجدداً، إذ حقق مؤشرا ستاندرد آند بورز 500 وداو جونز الصناعي ارتفاعات قياسية مع بداية الأسبوع أمس. فقفز الأخير 470.63 نقطة، 1.6 في المئة، إلى 29950.44 نقطة، أي أصبح قريباً من تسجيل 30 ألف نقطة، كما ارتفع الأول بمقدار 41.76 نقطة أو 1.16 في المئة عند 3626.91.
وصعد مؤشر ناسداك المجمع 94.84 نقطة، 0.8 في المئة، إلى 11924.13 نقطة. وسجل راسل 2000 المتخصص بالأسهم الصغيرة والمتوسطة أعلى مستويات إغلاق له على الإطلاق، كما ارتفعت الأسهم في أوروبا أيضاً، إذ أغلق ستوكس 600 عند أعلى مستوى له في أكثر من ثمانية أشهر، إذ قفز 1.18 في المئة.
قفزات قطاع السفر
وكانت شركة موديرنا قد قالت إن لقاحاً تجريبياً أظهر فعّاليته 94.5 في المئة في منع العدوى، وهي ثاني شركة تعلن عن عقار بعد "فايزر" في غضون أسبوعين. ودفع ذلك الآمال بإمكانية فتح الاقتصاد بشكل سريع، خصوصاً بعد أن انتشرت مخاوف من حالات كورونا القياسية في الولايات المتحدة التي وصلت إلى 11 مليون حالة بعدد حالات، يتجاوز 120 حالة يومياً، وبعدد وفيات تجاوز الربع مليون. وتوجد توقعات بأن يكون لدى الولايات المتحدة ما يصل إلى 60 مليون جرعة طارئة متاحة هذا العام.
وكان من أبرز القطاعات التي ارتفعت تلك المتعلقة بقطاع السياحة والسفر، إذ أغلقت أسهم شركة "يونايتد إيرلاينز"، و"أميركان إيرلاينز"، وغيرهما على ارتفاعات حادة. كما حلّق النفط بدوره بفعل الأخبار الإيجابية، حيث أغلق الخام الأميركي مرتفعاً 3.02 في المئة عند 41.34 دولار للبرميل، وبلغ خام برنت 43.82 دولار بارتفاع 2.43 في المئة.
"الفيدرالي" متفائل
وقال نائب رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي ريتشارد كلاريدا، أمس، إن الاختبارات الناجحة لاثنين من لقاحات فيروس كورونا زادت من فرصة تعافي الاقتصاد الأميركي أسرع من المتوقع.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأضاف، أن توقعاته الأساسية لعام 2021 كانت مبنية على فرضية نشر اللقاح في العام المقبل، لكن بعد النتائج الإيجابية من الشركتين فإن "قناعة أكبر لديه بالتعافي". واعتبر أن هناك أموالاً ادّخرها كثيرون في حسابات بنكية خلال الأشهر الأخيرة، بعد أن قلصوا الإنفاق على السفر والترفيه والمطاعم، وهو ما يرجح بأن تنطلق للعنان مع نشر اللقاح في العام المقبل.
وجاءت تصريحات كلاريدا في توقيت حساس، إذ على الرغم من ارتفاعات البورصة، فإن هناك تخوفاً من عودة فرض قيود كثيرة على الحركة في ولايات عدة، بسبب الحالات الكبيرة للمصابين بالفيروس. كما لم يتوقع تغيير برنامجه الشهري لشراء السندات البالغ 120 مليار دولار.
وكان معدل البطالة الرئيسي انخفض بسرعة من ذروته البالغة 14.7 في المئة عند بدء أزمة إلى 6.9 في المئة الشهر الماضي.
تحذيرات مستمرة
ومع ذلك، حذر المحللون من أنه لا تزال هناك بعض الرياح المعاكسة على المدى القريب التي تواجه السوق، منها الارتفاع المستمر في حالات الإصابة بكورونا، وعدم اليقين بشأن حزمة التحفيز المالي التريليونية لدعم الاقتصاد.
وأظهر استطلاع أجرته "رويترز" أن فيروس كورونا يشكّل خطراً أكبر على الاقتصاد الأميركي من الخلاف على نتيجة الانتخابات الرئاسية، وأظهر أن التعافي الاقتصادي على المدى القريب يتباطأ أكثر مما كان يُعتقد في السابق.
ووجد الاستطلاع الذي أجري في الفترة من 10 إلى 16 نوفمبر (تشرين الثاني)، وشمل أكثر من مئة خبير اقتصادي أنه مع وجود نحو 11 مليون حالة إصابة بكورونا، فإن الولايات المتحدة هي الأكثر تضرراً بكثير من الدول الأخرى، ورغم أن اللقاح المتوقع قد يوفر بعض التفاؤل، فإن التوقعات لا تزال غير مؤكدة.
وكان من المتوقع أن ينكمش أكبر اقتصاد في العالم 3.6 في المئة، وفقاً لاستطلاع شمل 102 اقتصاد. لكن كان الإجماع على النمو 3.8 في المئة و2.9 في المئة في 2021 و2022 على التوالي. وكان كل من رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي جيروم باول ورئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاجارد قالا إن الاقتصاد لا يزال يمر بوقت عصيب حتى لو كان إيجاد لقاح سبباً لبعض التفاؤل.