على حالها، عادت العلاقات الفلسطينية- الإسرائيلية، بعد أكثر من ستة أشهر على تعليق منظمة التحرير الفلسطينية العمل بالاتفاقات كافة مع تل أبيب احتجاجاً على إعلان نيتها ضم ثلث الضفة الغربية إلى إسرائيل.
رسالة إسرائيلية
جاء الإعلان عن استئناف العلاقات، بعد تلقي السلطة الفلسطينية رسالة رسمية من إسرائيل تؤكد فيها التزامها بالاتفاقات كافة الموقعة مع منظمة التحرير بدءاً من اتفاق أوسلو، وما تبعه من اتفاقات تتعلق بالتنسيق الأمني والاقتصادي والمدني والقانوني.
و"كانتصار عظيم وكبير للقيادة الفلسطينية"، قدمت السلطة الفلسطينية تلقيها الرسالة الإسرائيلية، إذ اعتبرتها "اعترافاً هو الأول من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالاتفاقات مع منظمة التحرير".
وقال رئيس هيئة الشؤون المدنية الفلسطينية حسين الشيخ (الذي يتولى ملف العلاقة مع إسرائيل)، إن تلك الرسالة "تعني نهاية رؤية الرئيس دونالد ترمب للسلام ما تتضمنه من خطة إسرائيلية للضم"، مضيفاً أن ذلك جاء بسبب "صمود القيادة الفلسطينية على الرغم من الضغوط الإقليمية الدولية الهائلة عليها".
وأوضح الشيخ أن الإدارة الأميركية المقبلة برئاسة جو بايدن "ستشكل بوابة لعودة العلاقات مع واشنطن، ومقدمة لإنهاء مرحلة من الضغط السياسي، والحصار المالي على السلطة الفلسطينية"، مضيفاً أن ذلك "يمهد لفتح الآفاق لعملية سياسية جديدة برعاية دولية تقود لقيام دولة فلسطينية على حدود عام 1967".
علاقات بنيوية
ويعتمد وجود السلطة الفلسطينية على العلاقات الأمنية والاقتصادية والمدنية مع إسرائيل، إذ إن العلاقات بينهما بنيوية، بسبب تحكم تل أبيب بالحدود والمعابر وكل تفاصيل حياة الفلسطينيين.
وبارتياح يتعامل الفلسطينيون مع فوز بايدن الذي أعلن رفضه رؤية ترمب للسلام، ورغبته بعودة العلاقات مع منظمة التحرير الفلسطينية، واستئناف الدعم المالي لها الذي قطعه الرئيس الأميركي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية خلال جلسة حوار شاركت فيها "اندبندنت عربية"، إن الحكومة الفلسطينية قررت استئناف علاقاتها مع إسرائيل بعد تلقي السلطة الفلسطينية رسالة من الحكومة الإسرائيلية تتعهد فيها بالالتزام بالاتفاقات الموقعة بين الطرفين.
ويرى المتخصص في الشأن الإسرائيلي عصمت منصور أن فوز بايدن، ودخول السلطة الفلسطينية في أزمة وجودية بسبب الحصار المالي، أسهما في القرار الفلسطيني بعودة العلاقات مع إسرائيل، مضيفاً أن رغبة الفلسطينيين باستئناف علاقاتهم مع الإدارة الأميركية الجديدة "لن تمر إلا من خلال العلاقة مع إسرائيل".
كما أكد الكاتب والمحلل السياسي جهاد حرب، أن "وقف إمكانية تنفيذ خطة الضم، وابتعاد شبح فرض رؤية ترمب للسلام، أنهيا الدوافع والأسباب الفلسطينية لوقف العلاقات مع إسرائيل".
أضاف حرب أن "هزيمة ترمب في الانتخابات، واشتراط دولة الإمارات وقف خطة الضم أسهما بسحب إسرائيل لخطتها عن الطاولة".