إطلاق عبوات نبيذ ورقية تخفض انبعاثات الكربون

حقّقت متاجر اسكتلندا الريادة إذ أصبحت أول من يخزن النبيذ في المملكة المتحدة داخل عبوات ورقية في خطوة تهدف إلى خفض آثار الكربون المرتبطة بتلك الزجاجية.

ثلاثة متاجر للمشروبات الكحولية ستبيع النبيذ الإيطالي في عبوته الجديد، الخفيف الوزن والقابل لإعادة التطوير والذي يشير مصنّعوه إلى أنّه يملك آثاراً كربونية أقل بمرات ست (84 في المئة) من قارورة زجاجية، وأقل بنسبة تفوق الثلث من الزجاجات المصنوعة من البلاستيك المعاد تدويره بالكامل.

وقد صُنعت العبوة بسعة 75 سنتيليتر (السنتيلتر جزء من مئة من الليتر)، على يد شركة "فروغالباك" التي تتخذ مقراً لها في "ايبسويتش"، من 94 في المئة من الكرتون المعاد تدويره. وطُرحت للبيع للمرة الأولى في متاجر "وود وينترز واين" و"ويسكيز". وجرى استيراد النبيذ من كروم "كانتينا غوشيا" الإيطالية وهو عبارة عن مزيج من عنب "سانجيوفيسي" و"ميرلوت" و"كابيرنيت سوفينيون".

يشير أولئك المصنعون إلى إمكان استخدام تلك العبوات في مشروبات روحية اخرى كالويسكي والجين والفودكا والرُم. وسرعان ما أثارت العبوات الورقية اهتمام قطاع صناعة المشروبات الذي يحرص على خفض انبعاثاته، فضلاً عن جذب شريحة جديدة من المستهلكين المهتمين بالاستدامة البيئية.

ذكر مالكولم ووغ، الرئيس التنفيذي في "فروغالباك"، أنه "منذ إطلاق عبوة "فروغال" في الأسواق، انهالت علينا الاستفسارات من أنحاء العالم. علامات تجارية ومنتجو زجاجات التعبئة والتجار بمن فيهم صُناع الويسكي. هنالك إمكانية حقيقية في توصلنا إلى إنتاج أول مشروب ويسكي في العالم في عبوة ورقية قريباً جداً. من الواضح أن الطلب هائل على هذه العبوات، كونها تؤدي إلى نسبة أقل من الآثار الكربونية."

تأتي قارورة النبيذ (الجديدة) في ظل تغير كبير وملحوظ في وعي المستهلك في شأن النفايات الناتجة من العبوات الأحادية الاستخدام.

ويؤدي تسرب الجزيئات البلاستيكية (="ميكروبلاستيك"Microplastic)  إلى السوائل، وتراكم النفايات البلاستيكية في البحر التي تتشكل بجزء كبير منها من هذه العبوات، ما يجعل بائعي التجزئة والصانعين يركزون على الاستدامة والمخاوف البيئية التي يشعر بها عملاؤهم.

يشير دوغلاس وود، مؤسس متجر "وود وينترز واين"، إلى "إننا سعداء للغاية لكوننا أول متجر في العالم يبدأ ببيع عبوة "فروغال". لطالما كان "وود وينترز" حريصاً على ترويج الابتكار في مجال الاستدامة. لذا، نشعر بحماسة كبيرة بتقديم أحد أنواع النبيذ المفضلة لدينا في عبوة صديقة للبيئة. نعتقد بأنها ستلاقي رواجاً ضخماً في أوساط المستهلكين."

وذكر سيري بارك، مالك شركة إنتاج النبيذ "كانتينا غوشيا" في "أومبريا"، "نحن فخورون جداً بدخولنا التاريخ مع إطلاق أكثر عبوة نبيذ استدامة في العالم. بالنسبة إلينا، تشكل عبوة "فروغال" إنجازاً حقيقياً لنوع تعبئة أكثر استدامة في صناعة تتوق إلى الابتكار. لا شك في أنها ستساعدنا على التخلص من الكربون في صناعة المشروبات". وأردف، "عندما رأت بعض أبرز الفنادق التي نتعامل معها عيّنات من عبوة النبيذ الورقية، لم يكن هنالك أدنى تردد في أذهانها بأنها ستلاقي ترحيباً كبيراً في قاعات الطعام لديها. إنها أخف وزناً من الزجاج وسهلة النقل وصديقة للبيئة. في موازاة ذلك من الأهمية، لا يزال طعم نبيذنا رائعاً في عبوة ورقية تماماً كحالته في الزجاج. نحن نعتقد بشدة أنها نقطة تحول مهمة في قطاع صناعة النبيذ، وبوسعنا رؤية المستقبل بدءاً من الآن عندما ستكون 80 في المئة من قناني النبيذ المستهلك مصنوعة من عبوات ورقية."