سيحظى المسافرون الوافدون إلى إنجلترا اعتباراً من 15 ديسمبر (كانون الأول) ببديلٍ عن العزل الذاتي لأسبوعين، من خلال خضوعهم لاختبار كوفيد 19 بعد خمسة أيام وإنهاء العزل إذا أتت نتيجة الاختبار سلبية.
وقد رحبت أوساط قطاع السفر بهذا الخبر الذي أعلنه وزير النقل غرانت شابس.
وللاستفادة مما أُطلق عليه تسمية استراتيجية "اختبار تحرير الركاب للسفر الدولي"، يُطلب من المسافرين جواً أو بحراً أو بالقطار حجز اختبار لدى أحد مقدّمي الخدمات الخاصة الموجودين على القائمة المعتمدة من الحكومة قبل مغادرتهم المملكة المتحدة.
كما سيتوجّب على المسافرين تعبئة استمارة "تحديد موقع المسافر" قبيل وصولهم وسيكون عليهم الذهاب فوراً إلى مكان العزل الذاتي الذي ذكروه في الاستمارة.
كما تشتمل الإجراءات خضوع الركاب لفحص "لامب" LAMP (وهو اختصار لعبارة التضخيم المتساوي الحرارة بواسطة حلقة وصل) السريع والأقل كلفة نسبياً في المنزل أو في موقع اختبار خارجي. وإذا ما اعتمد المسافر الخيار الأخير، تقدّر صحيفة "اندبندنت" أن كلفة الاختبار تتراوح بين 60 و120 جنيهاً استرلينياً (حوالي 80 و160 دولاراً أميركيا) وتظهر نتيجته في أقل من ساعة.
وفي هذا السياق، أشار الوزير شابس إلى أن الحكومة "وضعت خطة لضمان خروجنا من هذه الجائحة بطريقة آمنة ومتوازنة بشكل يسمح لنا التركيز على ما بوسعنا القيام به لدعم السفر العالمي مع المحافظة على سلامة الركاب". أضاف أن "استراتيجية الاختبار الجديدة تتيح لنا السفر بحرية أكبر واللقاء بمن نحب والدفع بالأعمال الدولية قدماً. من خلال منح الأشخاص الخيار بإجراء اختبار في اليوم الخامس، نحن ندعم أيضاً قطاع السفر في عملية إعادة ترميم هيكليته للخروج من هذه الجائحة".
وفي سياق متصل، تعتبر الحكومة أن الخضوع لاختبار بعد مرور خمسة أيام من العزل الذاتي يزوّد "بنتائج ملموسة أفضل من مجرد الخضوع للاختبار عند الوصول".
وفي غضون ذلك، قال وزير الصحة مات هانكوك إن "هذا الاختبار في اليوم الخامس من العزل الذاتي الذي يستمر 14 يوماً سيحدد الحالات الإيجابية للإصابة بفيروس كورونا وسيسمح للذين تأتي نتيجة اختبارهم سلبية باستئناف أعمالهم ورؤية أحبائهم". وأردف هانكوك قائلاً إن "هذا الاختبار سيجري على نفقة المسافر لحماية القدرة الاستيعابية لنظام الاختبار والتتبع الذي تجريه هيئة "الخدمات الصحية الوطنية" NHS ولضمان حصول الساكنين في المملكة المتحدة ممن يظهرون عوارض، على الفحص.
يُشار إلى أنه مضى 24 أسبوعاً على فرض العزل الذاتي الإلزامي للواصلين إلى المملكة المتحدة من الغالبية العظمى للدول، علماً أنه تم تخفيف الإجراءات في الصيف للوافدين من بعض الوجهات المحددة.
بيد أنه تمت إزالة الوجهات الرئيسية للمصطافين البريطانيين بما فيها فرنسا وإسبانيا وإيطاليا من ما سُميَ بـلائحة "ممرات السفر".
في الوقت الحالي، تنطبق هذه الخطة على إنجلترا وحدها بيد أنه من المتوقع أن تحذو الإدارات المفوّضة في كل من اسكتلندا وويلز وإيرلندا الشمالية حذوها قريباً.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
تجدر الإشارة إلى أن الحكومة تعرضت لضغط مستمر من قطاع الطيران للسماح بالخضوع للاختبار قبل المغادرة أو فور الوصول. وقد رحبت شركات الطيران والمطارات بحذر بالإعلان المتأخر الذي أتى على لسان وزير النقل.
وفي هذا الإطار، علّق شاي وايس Shai Weiss، الرئيس التنفيذي لخطوط فيرجن أتلانتيك، قائلاً إن "البدء بإجراء الاختبار للمسافرين في اليوم الخامس من العزل يشكل خطوة أولى أساسية لإعادة فتح المجالات الجوية قبيل عيد الميلاد. لكن، حتى فترة خمسة أيام من العزل الذاتي قد تكون رادعاً كبيراً أمام المسافرين، وبشكل خاص أولئك الذين يقومون برحلات عمل".
وقال تشارلي كورنيش، الرئيس التنفيذي لمجموعة مطارات مانشستر MAG إنه "من أجل تحقيق الريادة العالمية، يتوجب على الحكومة العمل بوتيرة سريعة مع قطاع السفر لإدخال تحسينات على النظام وتنظيم اختبارات أسرع وأقل كلفة".
من جهته، أوضح تيم ألدرسلايد، الرئيس التنفيذي لطيران المملكة المتحدة Airlines UK أن "الخضوع للاختبار في اليوم الخامس من العزل الذاتي لا يعني التخلص من العزل بحد ذاته، ولهذا نسعى إلى العمل بشكل وثيق مع الحكومة للانتقال إلى نظام اختبار محلي أو قبل المغادرة، بوسعه إزالة الحاجة إلى العزل الذاتي بأسرع وقت ممكن وبأمان مطلق. إنها الطريقة الوحيدة التي تتيح لنا إعادة فتح السوق بشكل شامل".
معلوم أن الحكومة البريطانية توفر دعما ماديا للمطارات الإنجليزية وخدمات التشغيل على الأرض في تلك المطارات (خوفا من إفلاس القطاع).
والجدير ذكره هو أنه منذ بدء الإقفال العام في إنجلترا منذ 5 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، تدنّت الأعداد اليومية للمغادرين والوافدين بشكل دراماتيكي ووصلت في بعض الأحيان إلى الصفر.
© The Independent