على أنغام الموسيقى الشعبية، شهدت مدينة الأقصر جنوب مصر ظاهرة تعامد الشمس على معبد الكرنك الفرعوني، في ظاهرة فلكية فريدة سجلها المعهد القومي للعلوم الفلكية، أو ما يعرف بظاهرة الانقلاب الشمسي التي توافق عيد ميلاد الإله "رع" معبود الشمس لدى المصريين القدماء.
الاحتفال وسط إجراءات احترازية
شهد حفل التعامد عدداً من الفقرات الفنية والفلكلورية لفرق الفنون الشعبية المصرية، وسط إجراءات احترازية مشددة من فريق من وزارة الصحة والسكان، وحضور سياحي قليل لا يتجاوز العشرات، نظراً لانقطاع حركة السياحة الوافدة جراء جائحة كورونا في موجتها الثانية، بينما كانت تشهد تلك الاحتفالية حضوراً مكثفاً للسائحين من مختلف جنسيات العالم، بما يكسر حيز عشرات الآلاف كل عام.
ظاهرة فلكية نادرة
وقال المرشد السياحي في منطقة الأقصر، سعدي عبدالقادر، إن هذه الظاهرة تعكس عبقرية المهندس المصري القديم في التصميم والتشييد مع دقة الحسابات الفلكية، وأن يوم التعامد الموافق 21 ديسمبر (كانون الأول) كان يمثل لدى المصريين القدماء يوم "الانقلاب الشمسي" أو بداية الشتاء، لذلك كان يشهد هذا اليوم احتفالاً فرعونياً مهيباً لدى الكهنة ونبلاء الشعب بمعبد الكرنك.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وعن تلك الظاهرة أوضح مدير معبد الكرنك، الطيب غريب، أن مدينة الأقصر تحتفل سنوياً في فجر يوم 21 من ديسمبر بأحد أهم الأحداث الفلكية الفرعونية في مصر والعالم أجمع، حيث يتعامد سنوياً في ذلك الموعد قرص الشمس على مقصورة قدس الأقداس بمعبد آمون رع داخل الكرنك، إعلاناً بالانتقال الشتوي رسمياً، حيث يعد المعبد أحد أكبر معابد الكرنك الذي أقامه المهندسون المصريون على حسابات فلكية دقيقة، توافق عيد ميلاد الإله "رع".
توظيف الحدث
فيما أشار محافظ الأقصر، مصطفى ألهم، إلى أنه على الرغم من جائحة كورونا في موجتها الثانية، فإن ظاهرة تعامد الشمس على معبد الكرنك تعد أحد أهم الأحداث التي تستثمرها المحافظة في تنشيط السياحة والتعريف بالحضارة المصرية القديمة، بهدف الدعاية للقطاع السياحي المصري، ووضع مدينة الأقصر على خريطة السياحة العالمية.
وكشف رئيس لجنة تسويق السياحة الثقافية التابعة لوزارة السياحة، محمد عثمان، أن القطاع تكبد خسائر فادحة خلال أزمة كورونا هذا العام، إلا أن العاملين يأملون بتعويض خسائرهم الكبيرة خلال العام المقبل، بعد اكتشاف لقاحات عدة فعالة ضد الفيروس.
وأشار إلى أن ظاهرة التعامد كان يشاهدها سنوياً عشرات الآلاف من السائحين من مختلف الجنسيات على مستوى العالم، إلا أن الجائحة ضربت العزلة على العالم، لذلك لم تشهد احتفالية الظاهرة هذا العام سوى عشرات قليلة من السائحين.