بدأت الجهة المنظمة لمكافحة الاحتكار في الصين رسمياً، تحقيقات مع مجموعة "علي بابا غروب هولدنغ"، في شأن الممارسات التجارية الاحتكارية المزعومة، بما في ذلك مطالبة تجار التجارة الإلكترونية باختيار منصة واحدة فقط كقناة توزيع حصرية لهم، بحسب ما أوردته صحيفة "ساوث تشاينا مورنينغ بوست".
وقال البنك المركزي الصيني، إنه سيستدعي المديرين التنفيذيين لمجموعة "آنت غروب"، لعقد اجتماع مع المنظمين الماليين الذين يغطون الأعمال المصرفية والتأمين والأوراق المالية والعملات الأجنبية.
وذكرت إدارة الدولة لتنظيم السوق، وهي وكالة مراقبة مكافحة الاحتكار، في بيان، إنها بدأت تحقيقات مع "علي بابا"، بسبب سلوك احتكاري مشتبه فيه، مثل "الحصرية القسرية". ويشير المصطلح إلى ممارسة تجارية في صناعة الإنترنت في الصين، تجعل الشركات التجار يختارون منصة واحدة فقط، كقناة حصرية للمبيعات والتوزيع.
هبوط سهم "علي بابا" 8.9 في المئة
وقال مؤسس "علي بابا" جاك ما، في بيان، إن المجموعة ستتعاون بنشاط مع المنظمين في التحقيق. وتراجعت عمليات الشركة التجارية بشكل طبيعي، وهبط سهم "علي بابا" إلى 8.9 في المئة في تعاملات هونغ كونغ، وهو أكبر انخفاض له منذ 11 نوفمبر (تشرين الثاني)، في حين تراجعت أسهم شركتي "علي بابا بيكتشرز" و"علي بابا هيلث"، ولا يجري تداول مجموعة "آنت" علناً.
وألقى انخفاض سعر السهم بثقله على كثير من كبريات شركات الإنترنت والتكنولوجيا في الصين، مثل ناشر الألعاب ومشغل الشبكة الاجتماعية المهيمن "تينسنت هولدينغز"، وعملاق التجارة الإلكترونية "جي دي دوت كوم"، وعملاق الخدمات عند الطلب "ميتيوان".
وأدى هبوط أسهم الشركات الأربع إلى القضاء على 86 مليار دولار أميركي من قيمتها السوقية المجمعة. وقال الأستاذ المساعد في قسم المالية والتأمين بجامعة لينغنان، تشاو تسوفينغ، إن التحقيق كان اختبار ضغط كبير لـ "علي بابا". وتساءل، "هل نجاح المجموعة في الماضي يرجع حقاً إلى نموذج عمل جيد، أم أنه لمجرد أن الشركة لديها السيطرة على بعض الموارد النادرة، وكانت في وضع احتكار؟". ومع ذلك، ذكر تشاو أنه حتى لو غرّمت السلطات الشركة فسيكون ذلك "تغريماً رمزياً".
ويرى الشريك في "تشو فندز انفستمنت مانيجمنت"، وانغ تشن، أن التأثير الحقيقي هو أن "علي بابا" لن تكون قادرة على إجبار التجار على اختيار منصة واحدة فقط لبيع منتجاتهم عليها. مشيراً إلى أن الشركة قد تفقد التجار والمستهلكين.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأضاف، "على المدى القصير ستنتهي التحقيقات في موقع "علي بابا"، لأنه لم يعد بإمكانه أخذ حصة السوق بهذه السرعة من خلال تقويض المنافسين الأصغر. والتأثير لن يكون كبيراً كما هو متوقع، لأن صناعة التجارة الإلكترونية في الصين قطاع تنافسي، وإلى حد ما يصعب على الداخلين الجدد ارتياده".
وقالت الصحيفة إن بإمكان الشركة أن تحتفظ بمعظم حصتها في السوق الحالية بدلاً من أن تفقدها، حتى لو تباطأ النمو. وأشارت إلى أن التحقيق مفيد لصناعة التجارة الإلكترونية، وسيمنع بعض اللاعبين الكبار من التوسع بسرعة.
وفي السياق، قالت صحيفة بيبولز ديلي، المتحدثة بلسان الحزب الشيوعي، في مقالة رأي، إن تحقيق مكافحة الاحتكار مع "علي بابا" يهدف إلى "تنمية أفضل". وأضافت، "هذا لا يعني أن موقف الدولة ودعمها تجاه منصات الإنترنت قد تغير". وأوضحت، "الإعلان مصمم لتحسين تنظيمها وتطويرها وتعزيز تنميتها الصحية، لتقديم إسهام أكبر في التنمية العالية الجودة للاقتصاد الصيني".
الإشراف على مجموعة آنت
يذكر أنه جرى سحب الاكتتاب العام الأوليّ لمجموعة "آنت غروب" (IPO) البالغة قيمته 37 مليار دولار أميركي الشهر الماضي، قبل 48 ساعة فقط من بدء تداول الأسهم في شنغهاي وهونغ كونغ، في أكبر عملية لجمع الأموال في مجال التمويل العالمي.
وكان المنظمون الماليون قلقين في شأن ممارسات الإقراض من قبل "آنت غروب"، وأرادت شركة "فينتيك" زيادة تخصيص رأس المال لدعم قروضها للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة الحجم، وبنك الصين الشعبي، ولجنة تنظيم البنوك والتأمين الصينية (CBIRC)، ولجنة تنظيم الأوراق المالية الصينية (CSRC).
وستجتمع إدارة الدولة للنقد الأجنبي (SAFE) مع "آنت" في المستقبل القريب "للإشراف عليها، وتوجيهها وفقاً لمبادئ السوق وسيادة القانون"، لتنفيذ المتطلبات، بما في ذلك الإشراف المالي والمنافسة العادلة وحماية الحقوق القانونية للمستهلكين.
وقال البنك المركزي الصيني، "هذا التوجه سيحقق الفائدة للمجموعة، وسينظم عملياتها ويسهم في تطوير خدماتها المالية".
من جانبها، قالت "آنت غروب"، "سندرس بجدية جميع المتطلبات التنظيمية، وسنلتزم تماماً بتنفيذ جميع الأعمال ذات الصلة"، وفقاً لبيان صدر عبر حسابها الرسمي على منصة "وي تشات".
