عام استثنائي على كل المستويات شهده العالم، تغيرت فيه طقوس الناس واختلفت عاداتهم لتتلاءم مع الظروف التي فرضت عليهم التعايش في ظل انتشار جائحة كورونا، وحتى مع اللحظات الأخيرة من العام اختلفت طريقة الاحتفال بليلة رأس السنة واستقبال عام جديد بعد هذه السنة العصيبة على العالم كله.
ويختلف المصريون فيما بينهم سواء في هذا العام أو غيره في مدى أهمية الاحتفال برأس السنة، فالبعض يحرص على الخروج وحضور الاحتفالات التي تقام بهذه المناسبة والبعض يهتم بالاحتفالات في أجواء وتجمعات عائلية بينما هناك آخرون لا يمثل لهم اليوم أي شيء ويعتبرونه مثل باقي الأيام .
وبالطبع فقد ألقى فيروس كورونا بظلاله هذا العام على احتفالات رأس السنة مثلما أربك خطط الناس في العالم كله على مدار عام كامل، خاصة بعد أن أصدرت الحكومة المصرية قرارا بإلغاء كافة الحفلات والاحتفالات المتعلقة بليلة رأس السنة ومنع أي تجمعات جماهيرية بهذا الشأن تزامنا مع ارتفاع حصيلة الإصابات اليومية بفيروس كورونا مع اشتداد حدة الموجة الثانية حيث تجاوز أعداد الإصابات الألف حالة يوميا.
كيف يقضون رأس سنتهم؟
في ظل هذا الوضع كيف سيقضي الناس ليلة رأس السنة وما هي خططهم في ظل الظرف الحالي ومدى الاختلاف عن المعتاد في الأعوام السابقة؟ يقول إبراهيم محاسب في الأربعين من عمره وأب لطفلين "بكورونا أو بدونه يقتصر احتفالنا برأس السنة على البقاء في المنزل وربما مشاهدة فيلم مع إعداد بعض الفشار فليس من عادتنا أكثر من ذلك في الوضع الطبيعي وبالنسبة لي فإن نهاية السنة تكون فرصة لتقييم الانجازات ووضع أهداف جديدة للعام القادم، وللأسف فان العام المنقضي لم يشهد تحقيق معظم الأهداف بسبب الظروف الخارجة عن إرادة الجميع ونأمل أن يكون القادم أفضل".
بينما تقول ماريان وهي مدرسة في الثامنة والعشرين من عمرها "كان من عادتنا طوال السنوات السابقة أن نقضي ليلة رأس السنة في تجمع عائلي كبير في بيت العائلة بحضور الأجداد والأبناء والأحفاد لنسهر حتى منتصف الليل ونتناول العشاء ونلتقط الصور مع شجرة الكريسماس التي نزينها ونضيئها قبلها بفترة، إلا أن هذا العام لن نتمكن من القيام بنفس الشيء في ظل اشتداد الموجة الثانية والقلق من التجمعات، فعندما تجتمع العائلة كلها نزيد عن العشرين شخصا، وهذا سيمثل خطراً كبير وخاصة على الأجداد كبار السن الذين يزداد القلق عليهم".
وتضيف "عوضا عن ذلك، قررنا أن نجتمع افتراضيا هذا العام عبر "الفيديو كول" لنتبادل التهاني والصور والأمنيات بأن ينتهي هذا الوضع وأن نجتمع في العام القادم في ظروف أفضل".
نزهات مع إجراءات احترازية مشددة
خلال العام الفائت أضيفت بعض الأغراض إلى الأشياء التي يحرص الناس على تواجدها معهم عند خروجهم من منازلهم فامتلأت الحقائب بالكمامات وزجاجات الكحول والمعقمات وأصبح التعقيم طقسا رئيسا مصاحبا للتواجد خارج المنزل وحتى داخله مما جعل كثير من الناس يعزف عن فكرة الخروج غير الضروري من الأساس، بينما يرى آخرون أنه لابد من التكيف مع الوضع فلا مفر من ذلك خاصة وأن هذا الوضع سيستمر لفترة، ومع اقتراب ليلة رأس السنة تحرص كثير من المراكز التجارية والحدائق وأماكن التجمعات بشكل عام على وضع أشجار "الكريسماس" الضخمة والديكورات المتعلقة برأس السنة باعتبار ذلك يمثل عامل جذب للقدوم للمكان واخذ بعض الصور، وقد هذا أصبح ذلك تقليداً أساسياً عند الناس.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
لا شك أن الوضع هذا العام أنتج خسائر كبيرة لكثير من القطاعات التي كانت تشهد تجمعات كبيرة وتقيم احتفالات مختلفة، فتقول هالة وهي أم لثلاثة أطفال "توجهنا لأحد المولات لشراء بعض المستلزمات الضرورية سريعا وحرصنا على التصوير عند شجرة "الكريسماس" الضخمة الموجودة في المول وأخذنا الصورة هذا العام ونحن نرتدي الكمامات لتوثيق اللحظة بكل ما فيها، وهذا هو احتفالنا فلا مجال لأكثر من ذلك في ظل الظروف التي يمثل انتهائها سريعا هو أمنيتنا الأولي للعام الجديد".
بينما تقول سلمي طالبة جامعية "كان من عادة أسرتي الخروج لتناول العشاء في أحد المطاعم في ليلة رأس السنة، فلا نهتم بحضور الحفلات وما إلى ذلك، ولكن كنا نحرص على تجمع الأسرة في هذا اليوم، إلا أن هذا العام بسبب الظروف قررنا أن نغير الخطة ونتناول الغذاء في النادي الرياضي الذي نشترك به في الهواء الطلق بدلا من المطاعم المغلقة التي تعد أكثر خطورة حاليا مع اتخاذ كافة الإجراءات المتعلقة بالتعقيم والجلوس في مكان هادئ نسبيا، بعيدا عن الزحام".
موسم للرواج التجاري
كانت هذه الفترة من العام تعد موسما للرواج التجاري في المتاجر التي تبيع ما يتعلق بالاحتفالات مثل الملابس والزينات ومتاجر الحلوى والمطاعم والكافيهات وحتى مراكز التجميل إلا أن هذا العام، ومع إلغاء الاحتفالات والدعوات لتقليل التجمعات فكيف أثر هذا على الأسواق مقارنة بالأعوام الماضية، يقول حاتم صاحب أحد محلات الملابس بالقاهرة "كنا دائما ما نعتبر هذه الفترة هي ذروة الموسم الشتوي خاصة مع اقتراب أعياد المسيحيين في مصر في السابع من يناير (كانون الثاني) فكانت هناك حركة كبيرة للبيع خلال هذه الفترة إلا أن هذا العام الإقبال أقل بكثير من المعتاد بسبب ظروف كورونا وتقنين الاحتفالات مع اشتداد الموجة الثانية، حتى أننا قمنا بعمل بعض التخفيضات والعروض على غير المعتاد في هذه الفترة ولكنها لم تؤثر بالقدر الكافي على حركة البيع".
بينما يقول مهند صاحب أحد محلات الهدايا "نحرص كل عام منذ بداية شهر ديسمبر (كانون الأول) على توفير زينات وأشجار "الكريسماس" والألعاب علي شكل "بابا نويل"، وكنا نتوقع هذا العام انخفاض المبيعات بصورة ملحوظة إلا انه لم يحدث فهناك إقبال على شراء الزينات والألعاب بالطبع ليس مثل الأعوام السابقة ولكنه لا يزال موجود، وأغلب الظن أن هذا يعود إلى أن معظم الناس ستحتفل في منازلها، ومن هنا قررت أن تقوم بتزيينها وشراء الزينات والدمي على شكل "بابا نويل" لإدخال بعض البهجة وخاصة على الأطفال في بداية العام الجديد في ظل الوضع الحالي".