منذ بدء تفشي فيروس كورونا، يشهد قطاع الطيران أزمة واضحة، كانت آخر تجلياتها ما أشارت إليه دراسة بشأن احتمال فرض "التقاعد المبكر" على أكبر طائرة ركاب في العالم، "إي 380"، التي تصنعها "إيرباص" منذ عام 2007 والمعروفة بـ"سوبر جامبو". ذلك أن 21 طائرة من هذا النوع عملت خلال الأشهر التسعة الماضية، من أصل 243، أي ما نسبته 10 في المئة فقط.
وترجع قلة استخدام هذه الطائرة، وفق دراسة شركة "سيريوم" المتخصصة في تحليل بيانات سوق الطيران، إلى مخاوف من ارتفاع التكاليف، نظراً إلى انخفاض الطلب على السفر بعد فرض إجراءات تقييدية، بما فيها إغلاق مطارات في عدة دول، ضمن التدابير المتخذة لمواجهة "كوفيد-19".
وقالت الدراسة، إن الوباء قضى خلال أشهر معدودة على 21 عاماً من النمو العالمي في قطاع الطيران، مع انخفاض عدد الركاب إلى مستوى لم يسجل منذ عام 1999، مشيرة إلى أن حركة الطيران تراجعت عام 2020 بنسبة 67 في المئة مقارنة بـ2019.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي أبريل (نيسان) الماضي، سجلت خلال 24 ساعة 13600 رحلة، بانخفاض عن عدد الرحلات في بداية يناير (كانون الثاني) من العام نفسه بنحو 86 في المئة.
وفي حين يبلغ العمر الافتراضي للطائرات 30 عاماً، تتجه طائرة الركاب الأكبر إلى التقاعد بحلول عام 2022، خصوصاً بعد ما أعلنت الخطوط الجوية الفرنسية سحبها بشكل نهائي من أسطولها. وهي تلتحق بـ"بوينغ 747"، ثاني أكبر طائرة للركاب عالمياً، التي أوقفت الخطوط الجوية البريطانية العمل بها بداية هذا العام.
وأبعدت شركة "لوفتهانزا" الألمانية طائراتها من طراز "إي 380" و"إي 340-600" عن خططها المستقبلية. وكذلك فعلت الخطوط الجوية السنغافورية مع سبع من طائراتها التي يبلغ عددها 19.
ولا تتوقع الخطوط الجوية القطرية عودة طائراتها العشر إلى العمل قبل عامين على الأقل. أما شركة طيران الإمارات، التي تملك أكبر أسطول من هذه الطائرة، فقد سبق لها أن طلبت ثماني طائرات ينتهي إنتاجها عام 2021.
وفي حين تتوقع الدراسة تراجع استخدام الطائرات الأكثر سعة، في السنوات المقبلة، تشير إلى احتمال تحويل بعضها إلى خدمات الشحن.