بتساؤلات عدة، أعلن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مشروع "ذا لاين" في مدينة "نيوم" شمال غربي البلاد، متسائلًا "لماذا نقبل أن نضحي بالطبيعة في سبيل التنمية؟ ولماذا يتوفى 7 ملايين إنسان سنوياً بسبب التلوث؟ ولماذا نفقد مليون إنسان سنوياً بسبب الحوادث المرورية؟ ولماذا نقبل أن تُهدر سنون من حياة الإنسان في التنقل؟".
وعن تفاصيل المدينة الجديدة، قال الأمير محمد بن سلمان إنها "ستكون مليونية على مساحة تمتد 170 كيلومتراً، محافظة على 95 في المئة من الطبيعة الموجودة على أراضيها، من دون سيارات أو شوارع، بالتالي فلا "انبعاثات كربونية" كما يوضح، مؤكداً أن الوصول إلى جميع الخدمات سيستغرق خمس دقائق فقط، سيراً على الأقدام.
وشدد على أنها مدينة سيتمكّن ساكنوها من السير من أقصاها إلى أدناها في مدة لا تتجاوز الـ20 دقيقة، بمساعدة المواصلات "الفائقة السرعة"، على أن يبدأ تشييدها خلال الربع الأول من العام الحالي.
تكلفة البنية التحية
وأكد ولي العهد السعودي أن إعلان مشروع "ذا لاين" يأتي كخلاصة تحضير وتخطيط على مدى السنوات الثلاث الماضية، مبيّناً أن المشروع سيكون متكاملاً تقنياً مع جميع الأنظمة داخل المدينة ومعتمداً على تقنيات الذكاء الصناعي.
وأضاف أن "المشروع سيكون ثورة حضارية للإنسان، وسيحدث ثورة في مجال الحفاظ على الطبيعة من خلال ما يتميز به من مقومات تجعله صديقاً للبيئة".
وأشار الأمير محمد بن سلمان إلى أن العمود الفقري للاستثمار في "ذا لاين" سيأتي من الدعم الحكومي وصندوق الاستثمارات العامة والمستثمرين المحليين والعالميين لمشروع نيوم ككل، البالغ 500 مليار دولار على مدى 10 سنوات.
وقال إن البنية التحتية للمشروع ستكون بتكلفة ما بين 100 و200 مليار دولار.
فرص وظيفية
ويعوّل على المدينة الجديدة أن تسهم في تحقيق رؤية السعودية 2030 المعلن عنها في أبريل (نيسان) 2016، عبر توفير نحو 380 ألف فرصة عمل، لتضيف 180 مليار ريال سعودي (48 مليار دولار أميركي)، إلى إجمالي الناتج المحلي في موعدها المرتقب.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويُخطط لأن تشيّد المدينة من داخل الأرض على ثلاث طبقات مختلفة، أولها "ذا سباين" لتكون العمود الفقري الذي تتكئ عليه الطبقة الثانية، وهي طبقة الخدمات، لتغطيهما الطبقة الأخيرة المخصصة للمشاة والسكان.
ورُسمت حدود "ذا لاين" لتمتد على أربع مناطق بيئية مختلفة، تبدأ من الساحل الواقع جنوب شرقي نيوم، ثم جزر البحر الأحمر، إلى منطقة الصحراء الساحلية التي تعدّ منطقة التقاء الطرق الرئيسة للنقل، وتمثل نقطة الوصل بين شمال المشروع وجنوبه.
وتضم المنطقتان الأخيرتان جبل اللوز، وينتهي المشروع بالمنطقة البيئية الأخيرة، وهي منطقة الأودية المرتفعة التي ستمثل نقطة الربط اللوجستي المباشر مع بقية مدن البلاد.
وأكد ولي العهد السعودي أن المدينة هي الأولى من نوعها عالمياً، إلا أن بقية التفاصيل "ستقدّم في وقت لاحق".
وتحتضن "نيوم" المشروع الجديد، بالقرب من خليج العقبة الواقع على البحر الأحمر، مما يؤهل نحو 40 في المئة من سكان العالم للوصول إليها في أقل من أربع ساعات.
وفي السياق ذاته، تمرّ نحو 13 في المئة من التجارة العالمية عبر البحر الأحمر.
واختارت السعودية اسم "نيوم" الذي يعني المستقبل الجديد لمدينتها، التي أكدت سلفاً أنها ستكون منطقة شبه مستقلة، لها نظام وقوانين خاصة بها، ويتوقع أن يقطن "ذا لاين" أكثر من مليون شخص من جميع أنحاء العالم.