انقلبت مواقع التواصل الاجتماعي في مصر إلى دفتر عزاء بمجرد أن تم الإعلان رسمياً عن وفاة أستاذة الفقه بجامعة الأزهر الدعية الإسلامية عبلة الكحلاوي، التي خسرت معركتها مع كورونا بعد صراع استمر أسابيع طويلة، إذ بدأت أزمتها الصحية نهاية ديسمبر (كانون الأول) 2020، وتم وضعها على أجهزة التنفس الصناعي بعد تدهور وضعها الصحي جراء تداعيات الوباء، وحرص أقاربها خلال الفترة الماضية على الإدلاء بتصريحات من خلال البرامج التلفزيونية حول حالتها أولاً بأول، مطالبين الجمهور بالدعاء لها.
داعية ومذيعة وأستاذة بجامعة الأزهر
السيدة عبلة الكحلاوي التي فارقت الحياة عن عمر 72 عاماً، هي ابنة المطرب والممثل الشهير الراحل محمد الكحلاوي الذي توفي العام 1982، وشارك في أكثر من 20 فيلماً بينها "بنت البادية" و"الصبر جميل" و"خليك مع الله"، ولكنه عرف بأغنياته الدينية وبينها "لأجل النبي"، وقررت ابنته الراحلة أن تجعل درايتها بالأمور الدينية من خلال الدراسة الأكاديمية، فالتحقت بجامعة الأزهر وحصلت على الماجستير والدكتوراه في الفقه المقارن، وسريعاً تنقلت بين منصات التدريس الجامعي من مصر إلى السعودية منذ نهاية سبعينيات القرن الماضي، وحققت شعبية في إلقاء الدروس نظراً لأسلوبها السلس الهادئ، وبالتالي كانت ضيفة محببة على برامج التلفيزيون الدينية، كما كانت لها برامج ناجحة عدة تقوم بتقديمها، ومنها "في حب المصطفى" و"اللهم تقبل"، كما عرفت أيضاً بإشرافها على جمعية خيرية شهيرة تقدم خدماتها للأطفال المرضى والأيتام والمسنّين ممن يعانون مرض "ألزهايمر".
دار الإفتاء تنعى "العالمة العاملة"
الداعية عبلة الكحلاوي حققت شعبية كبيرة بين المشاهدين ببرامجها الدينية المتنوعة ذات الطابع الاجتماعي، خصوصاً خلال شهر رمضان، وكذلك من خلال حلولها ضيفة دائمة على كثير من الفضائيات العربية، كما أنها كانت تتعامل مع شريحة كبيرة من العاملين بالمجال الإعلامي والدعوي، ونجحت في الوصول إلى شرائح كبيرة من الناس عبر طريقتها البسيطة في الحديث عن الأمور الفقهية، نظراً لسعة علمها كأستاذة في كلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر الشريف. ومن هنا جاءت التغريدات التي صاحبت نبأ رحيلها مؤثرة، وحرص كثير من المشاهير على نعيها وسرد ذكرياتهم معها، وفي مقدّم المؤسسات التي قدمت التعازي لمحبيها، دار الإفتاء المصرية التي نشرت نعياً عبر صفحاتها الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي جاء فيه، "ننعى بقلب راض بقضاء الله وقدره الداعية الإسلامية الدكتورة عبلة الكحلاوي، فهي رحمها الله كانت من العالمات العاملات، فقد جمعت بين علوم الشريعة علماً وتعليماً وبين العمل الخيري، إذ أسست واحدة من أكبر الجمعيات الخيرية في مصر التي تقوم بكثير من أعمال الخير والبر، ونتوجه بخالص الدعاء إلى الله عز وجل أن يرحم الفقيدة ويشفع فيها علمها وأعمالها الصالحة، وأن ينزلها منازل الأبرار، ويلهم أهلها ومحبيها الصبر والسلوان".
أعمال خيرية باقية
كما كتب الشيخ أسامة الأزهري على صفحته الرسمية رثاء مطولاً تحدث فيه عن علاقته الطيبة بالراحلة، ومما قاله، "شمس من العلم والولاية انطفأت، ببالغ الحزن والألم والأسى، أنعى إلى الشعب المصري العظيم والأمتين العربية والإسلامية أستاذتنا الفقيهة الجليلة الشيخة الصالحة، الأستاذة الدكتورة عبلة الكحلاوي، والله يعلم ما في القلب من حزن شديد على فقدها، فقد كانت شمساً ونوراً في حياة آلاف وملايين الأُسر والبيوت، الذين وجدوا في كلامها ونصائحها ما يملأ القلوب سكينة ونوراً".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
الداعية التي عرفها الجمهور العادي من خلال تجاربها في البرامج كانت تطل مرتدية الأبيض دوماً، ونجحت في تحقيق صداقات وطيدة قائمة على الاحترام والمحبة في الوسط الإعلامي، ومن بين محبيها الإعلامية رولا خرسا التي قالت، "الله يرحمها كانت نموذجاً رائعاً لداعية سيدة، روحها جميلة"، ووصفتها بأنها كانت تتسم بالطيبة، وقالت إنها دوماً راضية ومبتسمة واختتمت كلامها، "نفس مطمئنة عادت إلى ربها راضية مرضية".
كما كتب الفنان هاني رمزي، "رحم الله الدكتورة عبله الكحلاوي السيدة الفاضلة والقلب الطيب"، وكان من ضمن الناعين أيضاً الفنانة سوسن بدر ورجل الأعمال وعضو مجلس الشيوخ المصري أحمد أبو هشيمة، إضافة إلى الإعلامية لميس الحديدي والمذيع عمرو أديب، إذ ذكّر جميعهم بأيديها البيضاء نظراً لتعدد المنصات التي قدمت من خلالها أعمالها الخيرية.