أصدرت وزارة الأمن الداخلي الأميركية الأربعاء نشرة رفعت فيها مستوى الانذار ضد الإرهاب مشيرة الى "مناخ من التهديدات المتنامية" المرتبطة بـ"متطرفين عنيفين" مناهضين للحكومة الفدرالية.
وأوضحت الوزارة في بيان أنها لا تملك "معلومات ذات صدقية عن مؤامرة محددة"، لكنها لاحظت أن "أعمال شغب عنيفة وقعت أيضا في الأيام الأخيرة" وأن هذه التهديدات يمكن أن تستمر لأسابيع عدة.
محاكمة ترمب
يأتي ذلك، مترافقا مع صعوبات تواجه محاكمة الرئيس السابق دونالد ترمب في الكونغرس، إذ أيّد 45 سيناتوراً جمهورياً، أي الغالبية الساحقة من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين، الثلاثاء، مبادرة لمنع إجراء المحاكمة البرلمانية الثانية التاريخية للرئيس السابق، في تصويت فشل في وقف المحاكمة لكنه بعث برسالة قوية مفادها أن إدانة الملياردير الجمهوري لا تزال بعيدة المنال.
والمبادرة التي أطلقها السيناتور راند بول صوت عليها مجلس الشيوخ حالما انتهى أعضاؤه المئة من أداء اليمين بصفتهم محلفين في هيئة محاكمة الرئيس السابق، وقد أقسَم هؤلاء على تحقيق "عدالة حيادية" في المحاكمة التي ستبدأ في التاسع من فبراير (شباط) والتي سيُحاكم فيها ترمب بتهمة "التحريض على التمرد" على خلفية الهجوم الدموي الذي شنه حشد من أنصاره على مقر الكونغرس في السادس من يناير (كانون الثاني) الجاري.
وأصبح ترمب أول رئيس في تاريخ الولايات المتحدة يُحال مرتين إلى مجلس الشيوخ لمحاكمته، كما أصبح أول رئيس يُحاكم بعد خروجه من البيت الأبيض. وهذه النقطة الأخيرة هي بالتحديد ما اعترض عليها السيناتور الجمهوري الليبرالي راند بول، معتبراً أن هذه المحاكمة غير دستورية لأن ترمب لم يعد في منصبه.
واعتراض بول أجبر زملاءه على مناقشة هذه المسألة علانية، ما أرغمهم على التصويت على ما إذا كانوا يؤيدون أم لا محاولته الرامية لمنع إجراء المحاكمة.
وبنتيجة التصويت أيد مبادرة بول 45 سيناتوراً جمهورياً من أصل 50، بمن فيهم زعيم الأقلية الجمهورية في المجلس السيناتور الواسع النفوذ ميتش ماكونيل الذي لم يستبعد في الآونة الأخيرة إدانة ترمب في هذه المحاكمة.
ورأى بول في نتيجة التصويت أن المحاكمة "ولدت ميتة"، معتبراً أن لا فرصة لإدانة ترمب في مجلس يعتبر 45 من أعضائه المئة أن المحاكمة غير دستورية في حين أن إدانة الرئيس السابق تتطلب أصوات 17 سيناتوراً جمهورياً على الأقل بالإضافة إلى أصوات الأعضاء الديمقراطيين الخمسين أجمعين.
غير أن بعض الجمهوريين الذين أيدوا مبادرة بول، حرصوا على توضيح أن تصويتهم لا يعكس بالضرورة قرارهم النهائي بشأن ما إذا كانوا سيصوتون في ختام المحاكمة على إدانة ترمب أم لا.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وعلى الرغم من توضيحهم هذا، فإن نتيجة التصويت تبين في حدها الأدنى التأثير القوي الذي ما زال الرئيس السابق يتمتع به في صفوف حزبه.
وصوت ضد مبادرة بول الأعضاء الديمقراطيون الخمسون جميعاً، إضافة إلى خمسة أعضاء جمهوريين هم ميت رومني وسوزان كولينز وليزا موركوفسكي وبن ساس وبات تومي.
وبعد سقوط مبادرة بول في التصويت، صوت أعضاء مجلس الشيوخ على قواعد تنظيم المحاكمة، وقد أقرت هذه القواعد بأغلبية 83 صوتاً مقابل 17. وفي مشهد نادر في مجلس الشيوخ، جلس الأعضاء المئة جميعاً في مقاعدهم لأداء القسَم.
ويترأس السيناتور الديمقراطي باتريك ليهي المحاكمة بصفته "الرئيس المؤقت" لمجلس الشيوخ، وهو منصب يشغله تقليدياً أكبر أعضاء الأغلبية سناً.
وقال زعيم الأغلبية الديمقراطية السيناتور تشاك شومر "لقد شهدنا جميعاً" أعمال العنف التي ارتكبها حشد من أنصار ترمب حين اجتاحوا الكابيتول في هجوم أودى بحياة خمسة أشخاص.
وأضاف "بالنسبة إلي، ترمب ارتكب الفعل الأكثر خزياً مما ارتكبه أي رئيس على الإطلاق. برأيي يجب إدانته".
وكانت شبكة "سي أن أن" الأميركية ذكرت أن الرئيس جو بايدن عبر عن اعتقاده بأنه لن تكون هناك أصوات كافية لإدانة سلفه ترمب في محاكمته بمجلس الشيوخ في إطار مساءلته.
وقالت الشبكة، إن بايدن أبدى تشككاً في أن يصوت لإدانة ترمب 17 عضواً جمهورياً في مجلس الشيوخ، وهو العدد اللازم لهذه الخطوة إذا صوت جميع الديمقراطيين الخمسين لصالح الإدانة.
نقل السناتور المكلف ترؤس محاكمة ترمب إلى المستشفى
لاحقاً، أعلن متحدث باسم عضو مجلس الشيوخ الأميركي باتريك ليهي أن السيناتور الديمقراطي البالغ من العمر 80 عاماً المكلف ترؤس المحاكمة البرلمانية لترمب شعر الثلاثاء بإعياء نقل على إثره إلى المستشفى حيث وُضع تحت المراقبة "في إجراء احترازي".
وقال المتحدث ديفيد كارل، إن "السيناتور ليهي كان هذا المساء في مكتبه في الكابيتول وقد شعر بأنه ليس على ما يرام. لقد فحصه طبيب الكابيتول. في إجراء احترازي، أوصى الطبيب بنقله إلى مستشفى محلي لوضعه تحت المراقبة، وهو هناك حالياً ويجري فحصه".
وقبيل نقله إلى المستشفى كان ليهي قد ترأس في الكابيتول، بصوت مُتعب، مراسم أداء أعضاء مجلس الشيوخ اليمين القانونية بصفتهم أعضاء في هيئة المحلفين التي ستحاكم ترمب.
والأسبوع الماضي تولى ليهي منصب "الرئيس المؤقت" لمجلس الشيوخ كونه أكبر أعضاء الأغلبية الديمقراطية سناً.