بعد نحو شهر على احتجازها ناقلة النفط الكورية الجنوبية، أعلنت إيران الثلاثاء 2 فبراير (شباط)، أنها سمحت لطاقم السفينة بمغادرة أراضيها في "خطوة إنسانية".
وكان الحرس الثوري الإيراني أعلن في الرابع من يناير (كانون الثاني) الماضي، أن بحريته أوقفت الناقلة "هانكوك تشيمي" وأفراد طاقمها الـ 20 على خلفية مخالفتها "القوانين البيئية البحرية".
وتزامنت تلك الخطوة مع مطالبة طهران لسيول السماح لها باستخدام أرصدة مجمدة لديها بموجب العقوبات الأميركية المفروضة على إيران، مع تأكيد الأخيرة عدم وجود أي رابط بين الأمرين.
إذن بالمغادرة
وبعد أسابيع من مطالبة الجانب الكوري الجنوبي بالإفراج "الفوري" عن الناقلة وطاقمها، أفاد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده، الثلاثاء، بالسماح لأفراد الطاقم بالمغادرة.
وقال خطيب زاده في بيان، إن "طاقم السفينة الكورية الجنوبية التي احتُجزت بتهمة التسبب في تلوث بيئي في الخليج الفارسي، حصل على الإذن بمغادرة البلاد في خطوة إنسانية من إيران"، بحسب وكالة الأنباء الرسمية "إرنا".
وأشار إلى أن هذه الخطوة جاءت بعد "طلب من الحكومة الكورية الجنوبية وبالتعاون مع السلطة القضائية" في طهران، من دون أن يحدد ما إذا كان أفراد الطاقم قد غادروا.
وأوضح خطيب زاده أن قضية الناقلة وربانها لا تزال قيد المراجعة، من دون تقديم تفاصيل إضافية في هذا الشأن.
ويحمل أفراد طاقم الناقلة جنسيات كورية جنوبية وإندونيسية وفيتنامية وميانمارية.
الأرصدة الإيرانية المجمدة
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وبعد أيام من توقيف الناقلة، وصل طهران نائب وزيرة الخارجية الكورية الجنوبية تشوي جونغ كون في زيارة مقررة مسبقاً، لكنه بحث خلالها مسألة السفينة والأرصدة التي تقول إيران إن قيمتها تبلغ 7 مليارات دولار.
وسبق لسيول أن امتنعت عن التجاوب مع طلب طهران في شأن استخدام الأرصدة على خلفية العقوبات الأميركية التي أعاد الرئيس السابق دونالد ترمب فرضها منذ قراره العام 2018 الانسحاب بشكل أحادي من الاتفاق النووي المبرم بين إيران والقوى الكبرى في العام 2015.
وبحسب بيان خطيب زاده، أجرى نائب وزير الخارجية عباس عراقجي اتصالاً بنظيره الكوري الجنوبي، أكد خلاله "ضرورة الإفراج عن الأرصدة الإيرانية المجمدة في كوريا الجنوبية".
وبحث الجانبان "الآليات الفعالة للاستفادة من هذه الأرصدة، وشدد الجانب الكوري على إرادة حكومته وجهودها القصوى لإزالة القيود المفروضة على الأرصدة الإيرانية في أسرع وقت ممكن".
وكان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف اعتبر خلال استقباله الدبلوماسي الكوري الجنوبي الشهر الماضي مسألة الأرصدة المجمدة "العائق الأكبر" في العلاقات بين البلدين في الوقت الراهن، داعياً إلى اتخاذ إجراءات لإزالتها "في أقرب وقت ممكن"، وفق بيان للخارجية الإيرانية.
وشددت طهران على ضرورة عدم تسييس مسألة احتجاز الناقلة، داعية الولايات المتحدة وفرنسا إلى عدم التدخل في القضية بعد مطالبة البلدين بالإفراج "الفوري" عنها.
"رهينة"
ونفى مسؤولون إيرانيون وجود أي رابط بين مسألة الأرصدة واحتجاز الناقلة، مؤكدين أن توقيفها يعود لأسباب "فنية" تتعلق بتلويث مياه الخليج.
وبعد أيام من توقيف الناقلة، اتهمت إيران كوريا الجنوبية باحتجاز الأرصدة كـ "رهينة".
وكانت طهران من أبرز موردي النفط إلى سيول، أحد أقرب حلفاء واشنطن في شرق آسيا، لكن كوريا الجنوبية توقفت عن شراء هذا النفط بعدما أعادت الولايات المتحدة فرض العقوبات.
وكان احتجاز الناقلة الكورية العملية الأبرز من هذا النوع التي تقوم بها قوات بحرية تابعة لإيران منذ أكثر من عام، علماً أنها سبق واعترضت أو أوقفت سفناً تعبر في الخليج.
ومن أبرز هذه الأحداث، احتجاز الناقلة "ستينا أمبيرو" التي ترفع علم المملكة المتحدة، في يوليو (تموز) 2019، إذ أوقفت السفينة لاتهامها بصدم مركب صيد، وأُفرج عنها بعد شهرين.
وفي ذلك الحين، ربط محللون بين توقيف "ستينا أمبيرو" واحتجاز البحرية البريطانية قبل ذلك ناقلة نفط إيرانية قرب جبل طارق، لتعود وتفرج عنها على الرغم من معارضة الولايات المتحدة. ونفت طهران كذلك وجود أي رابط بين الأمرين.