بعد أشهر من الانتظار والترقب والجدل، وافق مجلس الشيوخ الأميركي، أمس السبت، على مشروع حزمة التحفيز الذي قدمه الرئيس الأميركي جو بايدن بحجم 1.9 تريليون دولار، بهدف مواجهة تداعيات وباء كورونا.
وتمكنت الأغلبية القليلة التي يتمتع بها الديمقراطيون في مجلس الشيوخ من تمرير الحزمة، حيث جاء التصويت بأغلبية 50 مقابل 49 صوتاً، وذلك من دون موافقة أي عضو جمهوري.
وتعتبر هذه الحزمة واحدة من أكبر مشاريع قوانين التحفيز في تاريخ الولايات المتحدة، حيث تمنح الاقتصاد دفعة قوية جداً لتخطي أزمته. كما تعتبر سياسياً، أول انتصار تشريعي كبير لإدارة بايدن منذ توليه منصبه في يناير (كانون الثاني) الماضي.
وقال بايدن بعد التصويت "هذه الخطة ستخرج فوراً للشعب الأميركي الذي هو في أمس الحاجة إلى المساعدة".
تفاصيل الخطة
تتضمن حزمة التحفيز فاتورة بقيمة 400 مليار دولار، تقضي بدفع شيكات للأميركيين لمرة واحدة بقيمة 1400 دولار، بشرط ألا يكون الدخل السنوي للفرد يزيد على 75 ألف دولار.
كما تشمل 300 دولار في الأسبوع، هي عبارة عن إعانات بطالة لـ 9.5 مليون شخص طردوا من العمل في الأزمة. وكان هذا المبلغ الأسبوعي محل جدل في المناقشات، حيث تم تخفيضه من 400 دولار لتمرير المشروع.
كما خصص نحو 350 مليار دولار من المساعدات لحكومات الولايات والحكومات المحلية التي ترك الوباء فجوات في ميزانياتها.
وكان مشروع القانون الذي ناقشه مجلس الشيوخ، أمس السبت، قد تمت الموافقة عليه سابقاً من مجلس النواب، وكان قد تضمن بنداً بزيادة الحد الأدنى للأجور بأكثر من ضعف إلى 15 دولاراً في الساعة، لكن هذا البند رفضه مجلس الشيوخ، أمس.
وكان تبرير الديمقراطيين المعتدلين الذي اعترضوا على ذلك، أن هناك قلقاً من أن يؤدي ارتفاع مزايا البطالة وزيادة الحد الأدنى للأجور إلى حركة سريعة للاقتصاد قد تضر بالأعمال التجارية في الولايات الريفية.
حزم الدعم
وتأتي حزمة بايدن التريليونية لتضاف إلى حزم الدعم التي أطلقتها الولايات المتحدة منذ بداية الوباء في العام الماضي، حيث سبقتها حزمتا دعم أقرتهما إدارة الرئيس السابق دونالد ترمب في بداية الأزمة وقد تجاوزت تريليوني دولار، ثم الحزمة الثانية في ديسمبر (كانون الأول) الماضي بحجم 900 مليار دولار.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر، إن مشروع القانون الجديد سيساعد البلاد في السيطرة على جائحة أودت بحياة أكثر من 520 ألف شخص، وقلبت معظم جوانب الحياة اليومية.
لكن زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش مكونيل بدا غير راضٍ عن المشروع، وقال إن "مجلس الشيوخ لم ينفق أبداً تريليوني دولار بطريقة أكثر عشوائية أو من خلال إجراءات أقل صرامة".
وكان جدل كبير حول حجم هذه الخطة قد نشأ بين الجمهوريين والديمقراطيين منذ أن بدأ بايدن في الإعلان عن خطته بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية، حيث كان الجمهوريون يريدون تمرير خطة بحجم يقارب ثلث خطة بايدن.
عودة الاقتصاد
وتأتي حزمة الدعم التريليونية في وقت بدأت فيه بعض الولايات الكبرى في العودة التدريجية لفتح الاقتصاد، حيث سمحت ولاية تكساس في وقت سابق من هذا الأسبوع لمعظم الشركات بالعمل بكامل طاقتها، بينما قالت ولاية كاليفورنيا إنها ستسمح قريباً بإعادة افتتاح ديزني لاند ومدن الملاهي الأخرى وكذلك الملاعب الرياضية بسعة محدودة.
وبموازاة ذلك، تعمل إدارة بايدن على تنفيذ خطة لتطعيم 100 مليون أميركي في ثلاثة أشهر، لكن حتى مع تلقي هذه التطعيمات، فإن كبير خبراء الأمراض المعدية الدكتور أنتوني فاوتشي حذر من أن "الآن ليس الوقت المناسب للتراجع".
وأمام الولايات المتحدة تحديات أهمها تعويض 9.5 مليون وظيفة فقدت منذ العام الماضي، حيث يقول البيت الأبيض، إن الأمر قد يستغرق سنوات للقيام بذلك.
وتلقت واشنطن أنباء سارة غير متوقعة بعد أن أظهرت البيانات أن التوظيف الأميركي ارتفع في فبراير (شباط) الماضي، مضيفاً 379 ألف وظيفة، وهو أعلى بكثير مما توقعه العديد من الاقتصاديين.